أخبار العالمالجزيرة

أسطول الحرية.. مبادرات كسر حصار غزة عبر البحر

أسطول الحرية.. مبادرات كسر حصار غزة عبر البحر

1/5/2024

“أسطول الحرية”، سلسلة مبادرات إنسانية ينظمها “تحالف أسطول الحرية” مند 2010 لكسر الحصار الذي فرضته سلطات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة مند سنة 2007.

يتألف أسطول الحرية من مجموعة من السفن المحملة بمساعدات إنسانية موجهة عبر البحر إلى الشعب الفلسطيني في القطاع، شارك فيها متطوعون من المجتمع المدني من جنسيات مختلفة.

خلال الفترة 2010-2024 تمكن تحالف أسطول الحرية من تنظيم 6 قوافل، أشهرها أسطول الحرية الأول سنة 2010، الذي تعرض لهجوم عسكري إسرائيلي خلف 10 قتلى وعشرات الجرحى، وأسطول الحرية النسوي لسنة 2016.

لم يتمكن أي أسطول خلال الفترة 2010-2024 من دخول غزة وكسر الحصار عنها، لكن تحالف أسطول الحرية يواصل جهوده في هذا الصدد.

من الفكرة إلى التحالف

ارتبط ميلاد أسطول الحرية بهيئة الإغاثة الإنسانية التركية، وهي هيئة أسسها متطوعون أتراك عام 1992 لتكون جمعية خيرية، تهدف إلى مساعدة ضحايا الحرب التي شهدتها البوسنة والهرسك في ذلك الوقت، وبعد ذلك توسع عملها الإنساني ليشمل الشرق الأوسط وأفريقيا.

عمال يجهزون مساعدات على متن إحدى السفن التي كانت ستنطلق ضمن أسطول الحرية السادس (أسوشيتد برس)

وفي عام 2010 دعت الهيئة إلى تنظيم مبادرة “أسطول الحرية” لكسر حصار غزة، وتشكل ائتلاف من الهيئات الستة التي شاركت في المبادرة وهي -إضافة إلى الهيئة الداعية- خمس منظمات دولية غير حكومية: “حركة غزة الحرة” و”الحملة الأوروبية لإنهاء الحصار على غزة” و”السفينة إلى غزة-اليونان” و”السفينة إلى غزة-السويد”، و”اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة”.

وائتلاف أسطول الحرية (أو تحالف أسطول الحرية) حركة دولية للتضامن الشعبي تتكون من عدد من الحملات الشعبية للمجتمع المدني حول العالم، تنظم وتدعم الأعمال السلمية المباشرة لتحدي وكسر الحصار الإسرائيلي على غزة من خلال البحر.

يتكون تحالف أسطول الحرية بعد توسعه من المنظمات المدنية والتضامنية التالية:

اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة.
هيئة الإغاثة الإنسانية التركية.
حملة السفن السويدية لغزة.
التحالف الجنوب أفريقي لدعم فلسطين.
الحملة الإسبانية لكسر الحصار-رامبو غزة.
هيئة الرعاية الماليزية.
الحملة النرويجية لكسر الحصار.
القارب الأميركي لغزة.
القارب الكندي لغزة.
منظمة تحيا غزة النيوزلندية.
الحملة اليونانية لكسر الحصار عن غزة.
حملة أسطول الحرية-إيطاليا.
الحملة الأوروبية لكسر الحصار.
الحملة الفرنسية لكسر حصار غزة.

سياق النشأة

عقب الإعلان عن نتائج الانتخابات التشريعية الفلسطينية في شهر فبراير/شباط 2006 فرض الاحتلال الإسرائيلي سلسلة من العقوبات السياسية والاقتصادية على قطاع غزة، زادت شدتها بعد عام 2007، لتبلغ وضعا عممت فيه دولة الاحتلال الإسرائيلي الحصار على القطاع ليشمل البر والبحر والجو.

وتُعدُّ سفينة الكرامة القطرية التي وصلت إلى القطاع بتاريخ 20 ديسمبر/كانون الأول 2008، وعلى متنها شخصيات تمثل جمعيات خيرية قطرية، آخر السفن التي دخلت إلى غزة منذ بدء الحصار.

وفي 27 ديسمبر/كانون الأول 2008، بدأت إسرائيل حربها التي أطلقت عليها اسم “عملية الرصاص المصبوب”، والتي انتهت في 18 يناير/كانون الثاني 2009، وترافقت مع تشديد الحصار.

وعقب انتهاء هذا العدوان سمحت إسرائيل بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، فطلبت هيئة الإغاثة الإنسانية التركية من السلطات الإسرائيلية السماح لها بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة برا وبحرا في يناير/كانون الثاني 2009، إلا أنها لم تستجب لطلبها.

ونتيجة لتردي الأحوال الإنسانية في غزة دعت الهيئة إلى حملة في يناير/كانون الثاني 2009 من أجل كسر الحصار وإيصال المساعدات إلى سكان غزة، تحت اسم “افتحوا الطريق إلى فلسطين”.

وفي مايو/أيار 2010 اجتمعت ست منظمات دولية (هيئة الإغاثة الإنسانية التركية وحركة “غزة الحرة” والحملة الأوروبية لإنهاء الحصار على غزة، وسفينة اليونان إلى غزة، وسفينة السويد إلى غزة، واللجنة الدولية لرفع الحصار عن غزة) وشكلت أسطولا إغاثيا هو الأول من نوعه في تاريخ مقاومة الاحتلال، يحمل اسم “أسطول الحرية”. ومند ذلك التاريخ دأب تحالف أسطول الحرية على تنظيم حملات من هذا النوع.

أبرز المحطات

بلغ عدد المبادرات التي قام بها أسطول الحرية منذ انطلاقه عام 2010 إلى حدود 2024 ست مبادرات، فإضافة إلى النسخة الأولى عام 2010، نظم خمس نسخ أخرى لم تتمكن أي منها من الوصول إلى غزة وكسر الحصار عنها.

النسخة الثانية كانت سنة 2011 ومنعتها الموانئ اليونانية من الانطلاق صوب غزة، فيما تمكنت سلطات الاحتلال من منع ثلاث نسخ أخرى فيما بعد بتدخل مباشر، وهي النسخة الثالثة سنة 2015، والنسخة الرابعة سنة 2016 وتميزت بكونها نسائية، والنسخة الخامسة سنة 2018.

وفي الفترة بين 2019 و2022 توقفت مبادرات أسطول الحرية بسبب القيود الصحية الناتجة عن انتشار وباء كورونا، أما سنة 2023 فلم تثمر الجهود فيها تسيير أي سفن.

وفي 2024 أعلن عن تنظيم النسخة السادسة من الأسطول وتقرر أن تنطلق في أبريل/نيسان من العام نفسه، إلا أن الضغوط الإسرائيلية نجحت، في اليوم المقرر لانطلاق الأسطول، في دفع جمهورية غينيا بيساو إلى إزالة علمها عن سفن الأسطول، وتم بذلك تأجيل انطلاقه.

أسطول الحرية الأول (2010)

تحت شعار “افتحوا الطريق إلى فلسطين” ومن أجل كسر الحصار، وتنفيذا لقرار اجتماع مؤسسي أسطول الحرية في مايو/أيار 2010، تمكن الائتلاف من تعبئة عدة هيئات مدنية ومئات المتطوعين في مبادرة كسر الحصار عبر البحر.

وضمّ الأسطول في بدايته ثماني سفن وهي: “مافي مرمرة” و”غزة 1″ و”دفني” من تركيا، و”سفندوني” من توغو، و”إليفثيري ميسوغيوس” من اليونان، و”تشالنجر 1″ و”تشالنجر 2″ من الولايات المتحدة الأميركية، و”راشيل كوري” من أيرلندا. ولكن “تشالنجر 2” تعطلت ولم تستطع المشاركة، كما تأخرت “راشيل كوري” ليوم كامل بسبب عطل أصابها.

سفينة “أكدنيز” إحدى السفن التي كانت ستنطلق ضمن أسطول الحرية السادس (الأناضول)

شارك في الأسطول -الذي حمل 6 آلاف طن من المساعدات الإنسانية- 750 ناشطا من 37 دولة عربية وأجنبية، بينهم 15 برلمانيا وأزيد من 60 صحافيا، وفنانون وأدباء وناشطون حائزون على جائزة نوبل للسلام، وأبحرت الغالبية العظمى من الناشطين على متن “مافي مرمرة”، إذ حملت ما يقارب 600 ناشط.

انطلقت سفينة “مافي مرمرة” من ميناء “سراي بورنو” بإسطنبول إلى أنطاليا، ومنها أبحرت يوم 27 مايو/أيار 2010، للاجتماع بباقي سفن الأسطول عند مدينة “ليماسول” جنوب قبرص، ثم الإبحار إلى غزة، وكان الأسطول يحمل مواد غذائية وملابس ومواد طبية ومواد بناء ولوازم مدرسية ومستلزمات تقنية.

في يوم 30 مايو/أيار 2010 وصل “أسطول الحرية” قبالة شواطئ غزة، وعندها حذره الجيش الإسرائيلي من الاقتراب من غزة، وكان رد قبطان سفينة مافي مرمرة أنهم لا يحملون سوى المساعدات الإنسانية، وشوشت إسرائيل عندئذ على الهواتف المحمولة وعلى البث الإعلامي وحجبت القمر الصناعي تركسات.

وفي فجر يوم 31 مايو/أيار حاصرت 4 سفن حربية و3 مروحيات وغواصتان و30 زورقا تابعا للبحرية الإسرائيلية أسطول الحرية في المياه الدولية على بعد نحو 72 ميلا (116 كلم تقريبا) من سواحل دولة الاحتلال.

وداهمت وحدة كوماندوز (قوات بحرية إسرائيلية خاصة) سفينة “مافي مرمرة”، عبر عملية إنزال من طائرات هليكوبتر، واستخدم الجنود الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع.

أسفر الاعتداء الإسرائيلي على السفينة عن مقتل 9 مواطنين أتراك في الحال، في حين توفي آخر فيما بعد متأثرا بجروحه بعد معاناة استمرت سنوات، وأُصيب 56 ناشطا بجروح خطيرة، ومُنع الأطباء الموجودون على السفينة من أي تدخل طبي أو تقديم إسعافات أولية للجرحى.

وقيد الإسرائيليون باقي الناشطين، وصادروا ممتلكاتهم الشخصية من محافظ وأجهزة كمبيوتر وكاميرات وهواتف محمولة، ومعدات تقنية كان يستخدمها الصحفيون أثناء عملهم، ثم حُملوا إلى ميناء أسدود، حيث سجنوا وتعرضوا للاستجواب وسوء المعاملة لساعات طويلة.

وصودرت جميع السفن، ونقلت إلى ميناء أسدود، وفتشت سلطات الاحتلال جميع الشحنات، وفي الثالث من يونيو/حزيران 2010 أطلق الاحتلال سراح النشطاء، وتمت إعادة المصابين إلى بلدانهم بعد بضعة أيام.

أسطول الحرية الثاني (2011)

بعد قرابة خمسة أشهر من مهمة أسطول الحرية 2010، نظم اجتماع يومي 10 و11 أكتوبر/تشرين الأول 2010 في جنيف، شارك فيه ممثلون عن منظمات أهلية داعمة للشعب الفلسطيني من سويسرا وبريطانيا وأيرلندا وإيطاليا واليونان وتركيا وماليزيا وإندونيسيا والسويد والنرويج وفرنسا وإسبانيا والنمسا وبلجيكا وأستراليا وكندا والولايات المتحدة الأميركية، وأعلن المشاركون إرسال الأسطول الثاني “في غضون ربيع عام 2011”.

وفي 17 يونيو/حزيران 2011، نظمت هيئة الإغاثة الإنسانية التركية مؤتمرا صحفيا في مركزها في إسطنبول شارك فيه رئيسها، بولنت يلدرم، وممثلو الأسطول الدوليين: هويدا عواف (الولايات المتحدة)، كيفن ناش (كندا)، دميتريس بليونيس (اليونان) ودرور فيلر (السويد).

وأجمع المشاركون في الندوة على مواصلة مهمة كسر الحصار عن غزة عبر البحر رغم فاجعة أسطول الحرية 2010، وقالوا إن الأسطول سيواصل طريقه حتى تحقيق كل أهدافه.

في 22 يونيو/حزيران 2011، بدأ نشطاء أسطول الحرية الدولي الثاني، الذي اتخذ شعار “كن إنسانا”، يجتمعون بالسفن في موانئ اليونان. وفي اليوم الموالي أعلن المنظمون جاهزية عشر سفن للمشاركة، وأكدوا أن ضمن المتطوعين سياسيين وفنانين وكتابا ورجال دين ونشطاء في حقوق الإنسان والعديد من الصحفيين.

وفي يوم 27 يونيو/حزيران 2011، أعلن المنظمون في بيان أنهم سيواصلون طريقهم إلى غزة بعشر سفن تحمل 3000 طن من المساعدات الإنسانية، منها سفينتا شحن.

ويقول نشطاء الأسطول إن اليونان رفضت السماح لأي سفينة بالمغادرة من موانئها نحو قطاع غزة ولاحقت بعضها في البحر، في حين بررت السلطات اليونانية ذلك بقولها إنها منعت الأسطول من الإبحار “حماية لركابه”.

ونجحت إستراتيجية اليونان في منع السفن من مغادرة موانئها. ففي يوم 9 يوليو/تموز 2011 بدأ جزء كبير من النشطاء في أسطول الحرية الثاني في العودة إلى بلادهم بعد الاعتقالات والضغوطات التي مارستها الحكومة اليونانية.

مبادرة سفينة “إستيل” الفنلندية (2012)

خلال سنة 2012 لم يتم تنظيم أسطول الحرية، لكن الحملة السويدية لكسر الحصار أَرسلت في مهمة لكسر الحصار على غزة السفينةَ الفنلندية “إستيل”، التي استخدمت سابقا في مهمات لمنظمة السلام الأخضر (غرين بيس).

وكانت السفينة تقل على متنها 19 راكبا من ضمنهم ستة برلمانيين هم: الإسباني ريكاردو سيكستو إيغيلزياس والسويدي سفين بريتون والنروجي إكسيل هيغن واليونانيان فانغيليس ديامندوبولوس وديميتريس كوديلاس، إضافة الى النائب الكندي السابق جيم مانلي.

وكانت السفينة تحمل شحنة من المساعدات الإنسانية و41  طنا من الإسمنت والمعدات الطبية وكتبا للأطفال ومعدات موسيقية وثلاثمائة كرة قدم، و30 حمامة كان النشطاء ينوون إطلاقها لدى وصولهم إلى غزة.

انطلقت السفينة “إستيل” من السويد وتوقفت في فنلندا وفرنسا وإسبانيا قبل أن تغادر ميناء نابولي الإيطالي في السادس من أكتوبر/تشرين الأول 2012 في اتجاه غزة.

ويوم السب 20 أكتوبر/تشرين الأول 2012 اعترضتها خمس سفن حربية تابعة للبحرية الإسرائيلية على بعد ثلاثين ميلا في المياه الدولية في البحر الأبيض المتوسط، وصعد جنود الاحتلال إلى السفينة واقتادوها إلى ميناء أسدود.

أسطول الحرية الثالث (2015)

في عام 2015 أجرى القائمون على أسطول الحرية الثالث استعدادات للإبحار في سرية تامة خشية منعه، بسبب ضغوط مارستها دولة الاحتلال على السلطات اليونانية.

وتكون الأسطول من خمس سفن (مركبان للصيد وثلاث سفن سياحية)، هي: سفينة “ماريان”، وسفينة “جوليانو 2″، إضافة إلى سفينتي “ريتشل” و”فيتوريو”، ثم سفينة “أغيوس نيكالوس” التي انضمت إلى الأسطول في اليونان.

كانت أول السفن التي أبحرت نحو قطاع غزة هي “ماريان”، وانطلقت من جزيرة كريت اليونانية ليلة الخميس 25 يونيو/حزيران 2015، وكانت تقل عشرين ناشطا دوليا من بينهم الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي، والعضو العربي في الكنيست الإسرائيلي باسل غطاس، والبرلماني المغربي المقرئ أبو زيد الإدريسي، والحقوقي الأسترالي روبرت مارتين، والراهبة الإسبانية تيريزا فوركادس، والحقوقي الكندي روبرت لوف لايس، إلى جانب سياسيين ومثقفين وفنانين ورياضيين من مختلف أنحاء العالم.

ثم تبعتها أربع سفن أخرى انطلقت من الجزر اليونانية لتلتحق بها في المياه الدولية، حاملة على متنها نحو ثمانين مشاركا من بينهم برلمانيون أوروبيون وعرب.

وفجر الاثنين 29 يونيو/حزيران 2015 تمكنت سفينة ماريان، التي ترفع العلم السويدي، من الاقتراب من سواحل قطاع غزة، لكن قوات الاحتلال منعتها وأجبرتها على التوقف، وبعد تفتيشها أجبرتها على الإبحار مخفورة بقوارب عسكرية إلى ميناء أسدود، وفي اليوم الموالي رحلت النشطاء إلى بلدانهم.

أسطول الحرية الرابع ( 2016)

في 8 مارس/آذار 2016، وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة، أعلن تحالف أسطول الحرية إطلاق مشروع “قارب النساء إلى غزة”، وحدد لإبحاره منتصف شهر أيلول/سبتمبر من العام 2016. وتوقع التحالف أن يتوقف القارب في عدة موانئ بحرية في البحر الأبيض المتوسط، على أن يصل في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر من السنة نفسها.

وحظي مشروع القافلة النسائية بتأييد 12 منظمة في مختلف أنحاء العالم، من بينها: مركز شؤون المرأة (غزة)، تحالف النساء للسلام (إسرائيل)، منتدى دي بوليتيكا فمينيستا (إسبانيا)، الجبهة النسائية (النرويج)، تنسيقية التضامن مع فلسطين (المكسيك)، نساء من أجل السلام “كودبينك” (الولايات المتحدة الأميركية) واتحاد الكيبيك للنساء (كندا).

وضمت القافلة سفينتين صغيرتين تحملان اسمي “أمل” و”زيتونة”، وتقلان على متنهما 15 ناشطة من المؤسسات الدولية المتضامنة مع حق الشعب الفلسطيني في الحرية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.

ومن بين المشاركات الإعلامية في قناة الجزيرة خديجة بن قنة، ومجموعة من الناشطات العربيات والغربيات، مثل الناشطة ميريد ماغواير، والبرلمانية النيوزيلندية مراما ديفدسون، والكاتبة والمسرحية الأميركية نعومي ولاس، والناشطة الأردنية علا عابد، والناشطة البرلمانية التونسية لطيفة الحباشي، وجيغدم توبجو أوغلو زوجة التركي جتين توبجو أوغلو أحد الذين قتلوا في التدخل الإسرائيلي ضد سفينة مافي مرمرة عام 2010.

ويوم 14 سبتمبر/أيلول 2016 انطلقت القافلة من ميناء برشلونة بإسبانيا باتجاه المياه الإقليمية في قطاع غزة، غير أن سفينة الأمل أصيبت بعطب أرغمها على العودة إلى ميناء برشلونة، ومساء يوم الأربعاء 5 أكتوبر/تشرين الأول 2016، سيطرت قوات الاحتلال الإسرائيلي على قارب “الزيتونة” وسحبته إلى ميناء أسدود الإسرائيلي، وأعادت الناشطات إلى بلدانهن.

أسطول الحرية الخامس (2018)

في يوم 21 يوليو/تموز 2018 انطلقت نحو غزة أول سفينة لأسطول الحرية الخامس تحت شعار “من أجل مستقبل عادل لفلسطين”. وتكون الأسطول من سفينة “عودة” وسفينة “حرية” وسفينة “فلسطين”. وكان على متن السفن الثلاث حوالي 45 شخصا من المتضامنين الدوليين والشخصيات العامة من حوالي 15 دولة.

انطلقت سفينة “عودة” -أكبر قوارب كسر الحصار- من ميناء “باليرمو” في جزيرة صقلية الإيطالية، أما سفينتا الحرية وفلسطين فانطلقتا بعد أربعة أيام.

وضم أسطول الحرية في البداية أربع سفن وقوارب توقفت منذ بداية رحلتها مجتمعة أو بشكل فردي في حوالي عشرين ميناء في عدد من الدول الأوروبية للتوعية بمعاناة غزة وبآثار الحصار الكارثية على الشعب الفلسطيني. غير أنه لأسباب ما قرر المنظمون ان تبحر ثلاث سفن فقط نحو غزة. فيما ظلت السفينة الرابعة “ميرياد”، بميناء باليرمو.

وفي 29 يوليو/تموز 2018 تمكنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي من السيطرة على السفن الثلاثة في المياه الدولية دون مقاومة، واعتقلت كل من كانوا على متنها، واقتيدت السفن إلى ميناء أسدود، وتم ترحيل جميع النشطاء خارج إسرائيل باستثناء إسرائيليين كانا ضمن المتضامنين.

أسطول الحرية السادس (2024)

واصل ائتلاف أسطول الحرية استعداداته لإطلاق النسخة السادسة بعدما تعذر تنفيذها سنة 2023. وتألف أسطول الحرية السادس من ثلاثة سفن تحمل اثنتان منها مساعدات إنسانية، بينما تحمل الثالثة مئات الناشطين من مدافعين عن حقوق الإنسان ومحاميين وأطباء وعمال إغاثة وصحفيين، جاؤوا من أكثر من 30 دولة.

وبعد أن أصبح أسطول الحرية السادس جاهزا للإبحار نحو قطاع غزة، واستكمل جميع الإجراءات القانونية اللازمة لذلك، أعلن التحالف الدولي المنظم للأسطول يوم الخميس 25 أبريل/نيسان 2024، عن تأجيله إلى أجل غير مسمى.

وعرف أسطول الحرية السادس عدة تأجيلات، إذ كان من المفترض أن يبحر في ثاني أيام عيد الفطر، ولكنه تأجل إلى 21 أبريل/نيسان، وتأجل مرة أخرى إلى 24 من الشهر ذاته، ثم تأجل من جديد يوم الخميس 25 من الشهر نفسه.

ولم يعلن أسباب التأجيلات السابقة، أما التأجيل الأخير فكان لانتفاء أحد الشروط القانونية لإبحار السفن في المياه الدولية، إذ تنص البروتوكولات البحرية على رفع علم دولة عضو في الأمم المتحدة حتى تتحرك السفن بطريقة قانونية في المياه الدولية.

وكانت دولة غينيا بيساو قد تطوعت لهذه المهمة، لكن موقفها تغير فيما بعد، وقررت عدم رفع العلم، وهو ما يعني أن السلطات التركية لا يمكنها التصريح لمغادرة سفن الأسطول موانئها.

وأوضح البيان الصادر عن التحالف يوم الخميس 25 أبريل/نيسان 2024، أن سلطات الاحتلال ضغطت على جمهورية غينيا بيساو لسحب علمها من السفينة الرئيسية للأسطول، وهو أمر يتطلّب فحصا إضافيا يؤخر المغادرة.

المصدر : الجزيرة + وكالات + مواقع إلكترونية

للمزيد من التفاصيل: Read More

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى