أخبار مصر

أُعيد البناء 12 مرة.. كيف تغير شكل الكعبة عبر التاريخ؟

الكعبة المشرفة التي تهفو إليها قلوب المسلمين حول العالم، فينال زيارتها القادرون في موسم الحج، بينما تتوق نفوس آخرين إلى رؤية بيت الله الحرام وثاني القبلتين التي جُعلت للناس منارًا للتوحيد ورمزا للعبادة على مدار قرون، شهدت خلالها تغيرات كبيرة في بنائها حتى وصلت إلى شكلها الحالي.

مراحل بناء الكعبة المشرفة

بعد الطوفان العظيم الذي ابتلع الأرض في زمن نبي الله نوح عليه السلام، تهدمت الكعبة التي يُقال إن الملائكة هم أول من بناها قبل خلق سيدنا آدم، وعندما اُمر النبي إبراهيم مع ولده إسماعيل، برفع القواعد من البيت العتيق، كان موضعه على أكمة صغيرة في وسط وادي مكة والذي سُمي فيما بعد بوادي سيدنا إبراهيم، بحسب الدكتور محمد خليل العطار أستاذ التاريخ الإسلامي في كتابه «تاريخ مكة المشرفة والكعبة» الذي أوضح فيه أن الكعبة تعرضت للهدم وإعادة البناء حوالي 12 مرة على مدار التاريخ تغير خلالهم شكلها ومساحتها على النحو التالي:

1. في زمن سيدنا إبراهيم

كانت الكعبة مستطيلة الشكل بارتفاعٍ بلغ تسعة أذرع، ولم يكن لها سقفا ولكن بابيْن ملاصقيْن للأرض في اتجاهين مختلفين، وبنى عليه السلام في شمالها عريشا منحنيا وضع عليه الحجر الأسود، وظلت من بعدها لقرون طويلة تعرف باسم «بيت الرب» دون أن يقصدها الناس بغرض الحج وإنما للتبرك بها.

 

2. تحت قيادة قريش

قبل البعثة النبوية بخمسة أعوام أقدمت قبيلة قريش على تجديد بناء الكعبة، مشترطين ألا يدخل في تلك العملية مالًا حرامًا، فاقتصرت مهمة البناء على المال الحلال وأحدثوا بعض التغييرات مثل إنقاص طولها من جهة الحجر ستة أذرع وتشييد جدار قصير ليطوف الناس من ورائه، كما أضافوا إلى ارتفاعها، وقاموا بتسقيفها، وسد الباب الغربي، مع رفع الآخر الشرقي عن مستوى الأرض، وعندما تعرضت مكة لزلزال أطاح بالحجر الأسود منها، شارك النبي محمد في بنائها، فوضعه بيده كما ورد في الحادثة الشهيرة التي أنهى فيها الخلاف بين القبائل المتنازعة على نيل ذلك الشرف.

3. في عهد عبدالله ابن الزبير

حين تولى ذلك القائد الإسلامي أمر مكة، قرّر إعادة بناء الكعبة على قواعدها كما بناها سيدنا إبراهيم، تيمنًا بما كان يتمناه النبي، صلى الله عليه وسلم، فقد سمع من خالته عائشة أنه قال لها: «يا عائشة لولا أن قومك حديثو عهدٍ بالجاهلية لأمرت بالبيت فهدم فأدخلت فيه ما أخرج منه، وألصقته بالأرض، وجعلت له بابا شرقيا، وبابا غربيا فبلغت به أساس إبراهيم»، فنفذ عبدالله ابن الزبير تلك الأمنية مدخلا الستة أذرع التي أخرجتها قريش سابقا، وجعل لها بابيْن ملتصقين بالأرض وزاد في ارتفاعها.

4. في خلافة الحجاج ابن يوسف الثقفي

لم يدم بناء ابن الزبير طويلًا حتى سيطر الحجاج بن يوسف على مكة، فقتله ثم كتب إلى الخليفة الأموي أن عبدالله زاد في الكعبة ما ليس منها، طالبا منه الإذن كي يقوم بتعديل بنائها على ما كانت عليه في عهد قريش، فعدّل بناءها عام 74هجريا دون أن يغيّر من ارتفاعها.

5. العهد العثماني

تسبب سيل عظيم في عام 1039هجريا، في سقوط معظم أجزاء بيت الله الحرام، إذ بلغ السيل المسجد ودخل الكعبة المشرفة حتى منتصف جدرانها، ما أدى إلى سقوط الجدار الشمالي وبعض من الجدارين الشرقي والغربي، وكان ذلك أمرًا جللًا، وبالتالي قام السلطان مراد خان بإعادة بناء الكعبة واستغرقت عمارتها 6 أشهر ونصف، ثم قام بكسائها بالحرير الأبيض، واضعا لها حزامًا من الخشب المطرز.

6. في العصر الحديث

في عهد الملك سعود جرى العديد من التحديثات في بناء الكعبة، إذ أمر بترميم سقفها وجدرانها وتجديد عمارتها، وفي عام 1417هجريا جرى تجديد الكعبة من الداخل بشكل كلي فشمل الأعمدة الثلاثة والأرضيات ورخام السطح والحوائط والسلم الداخلي وجدار حجر إسماعيل وكانت هذه آخر عمارة للكعبة المشرّفة.

للمزيد من التفاصيل: Read More

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى