أخبار لبنان

الأب مبارك: الايمان ممارسة صادقة في التعامل مع الله والذات والإنسان الآخر

اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب…

اضغط هنا

أكد الرئيس العام لجمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة الأب مارون مبارك من على مذبح المقر العام للجمعية في جونيه، أن “الايمان ليس كلاما يقرأ أو يسمع فقط، بل ممارسة صادقة في التعامل مع الله اولا، ومع الذات ثانيا، ومع الإنسان الآخر ثالثا، انطلاقا من رفض الأنانية الذاتية، والتحجر الديني، والطمع ورابعا الوجع”.

وقال: “أنا معكم كي اشفي جراحكم” كلمة قالها يسوع أمام الحشود التي كانت تأتي لتسمع أقواله وتشهد أفعاله وأولى هذه الجراح الأنانية. اي الأنا الذاتية الضيقة، عندما يفكر الإنسان بنفسه فقط، متغافلا عما يجري للآخرين، فيما يدعونا يسوع للخروج من هذا الإطار الضيق الى الآخر عبر المحبة بقوله “أحبب الرب إلهك وأحبب قريبك كنفسك”. عندما نتعلم عيش المحبة نخرج من الإطار الضيق الذي وضعنا ذاتنا فيه الى العالم الواسع فنتخلص من انانيتنا بتعاملنا مع الآخر بمحبة، فالإنسان الأناني لا يعرف الحب لانه لا يرى ولا يحب الا ذاته، بينما الإنسان المنفتح على الاخر يستطيع عيش المحبة والشفاء من جرح الأنانية الذاتية”.

وعن التحجر الديني فرأى أن “تمسك المؤمن بالديانة حرفيا دون الروحانية الانسانية، تجعل منه إنسانا متحجر القلب فلا يعد قادرا على اعتبار الآخر أخا له بالرحمة والمحبة والإنسانية. وهذا التحجر يقتل المفهوم الإيماني والإنساني للحياة. ونرى اليوم الكثير من هذا التحجر عبر ما نشهده في عالمنا اليوم من حروب وقتل ودمار وتشرد. الناس تقتل بعضها البعض باسم الدين، من أجل هذا يدعونا يسوع للخروج من هذا التحجر إلى عيش الروحانية الإنسانية الصحيحة، لأن الروحانية الصحيحة تظهر بالإنسانية الصحيحة، بمعنى اوضح عندما تبتسم مثلا تظهر علامات الفرح علي وجهك ما يعبر عن مكنونات قلبك من حب الله، أما القلق والخوف والحقد والحسد والعبوس، فهي من دلالات وجود روح أخرى في قلبك”.

أضاف: “البسمة تنبع من قلب الإنسان المملوء بالمحبة اي روح الله، والمحبة تكسر الجليد والتحجر وتزيل الحواجز التي ارتفعت بسبب خلافاتنا والمشاكل التي بيننا فتحرر الإنسان من قيوده فيرتفع صوته بالمحبة وتشهد يديه عمل الخير ولو بأمور صغيرة مثل زيارة مريض، مساعدة انسان محتاج، أو الاصغاء لآلام الآخرين، أو حتى إلى سماع كلمة حلوة أو رؤية ابتسامة محببة، هذه الأمور الصغيرة تفتح قلب الإنسان على المحبة والايمان وصدق المشاعر الإنسانية وتقربنا إلى بعضنا البعض، لأن الروحانية الصحيحة لا تعيش بالصلاة وحدها مهما كثرت الصلوات، بل بكل عمل حقيقي ينبع من القلب المملوء بمحبة الرب ونعمه”.

وتوقف عند “الجرح الثالث وهو الطمع الذي يأتي في أكثره من المال، فيجعل الإنسان يريد كل شيء لنفسه ولو مات الاخر جوعا”. واعتبر ان “الطمع يفرغ الانسان من إنسانيته بالكامل ويحوله إلى لص يدمر الإنسان والإنسانية إن وجدت في قلبه، فالانسان الأناني “الطميع” لا قلب له ولا احساس .. قلبه يتحجر، ويتجرد من إنسانيته بالكامل وما نشهده اليوم في بلدنا وما وصلنا إليه من خراب، هو نتيجة لهذا النوع من الطمع ، وحب الذات. اي الأنانية الذاتيه بكل أشكالها، غير أن هناك نوعا اخر من الطمع ينطلق من حسن استخدام المال من أجل حياة إنسانية صحيحة وكريمة. لذلك علينا معرفة كيفية استخدام المال من أجل الحياة الإنسانية الصحيحة، لا أن نحرق حياتنا من أجل المال عندها نستطيع الخروج من جرح الطمع اي الأنانية المدمرة”.

وتابع: أما الجرح الرابع فهو الألم بمعنى ضعف الإنسان، ضعف الجسد، المرض الذي يأخذ منا الحياة. لذلك نسرع لاستعمال الدواء كي نشفى وهذا يحتاج إلى أمرين: تقديم العناية الخارجية من القلب اولا للشخص والتفاعل معه شعوريا، ليستعيد حياته وقوتها”.

وختم الأب مبارك عظته داعيا “المؤمنين لاكتشاف اوجاعهم الجسدية والروحية والطلب من يسوع الشفاء منها”.

​للمزيد من التفاصيل: Read More

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى