أخبار لبنان

الامر مدبر وليس بريئا… المخاوف والرسائل في اعتداء السفارة الاميركية

اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب…

اضغط هنا

روزانا بومنصف – النهار

أخاف الاعتداء الجديد الذي استهدف السفارة الاميركية في عوكر عبر إطلاق للنار كرّر الى حد ما حادث اطلاق النار الذي حصل في ايلول الماضي غالبية الاوساط السياسية.

فعلى رغم المسارعة الرسمية على المستويين السياسي والامني الى تطويق الحادث ومفاعيله، وقد لفتت في شكل خاص اشارة بيان السفارة الاميركية الى “رد الفعل السريع للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، والذي بفضله فإن فريق السفارة الأمني والعاملين فيها بخير والتحقيقات جارية” (ما التفّ على توظيف محتمل ضد القوى الامنية)، فان المخاوف برزت على مستويات عدة، لا سيما في ظل استبعاد حاسم على وقْع التجارب المريرة في لبنان لواقع حوادث فردية عفوية او عشوائية وغير مدبرة. اولى هذه المخاوف واقع استخدام لبنان ساحة للرسائل الحامية تماما على غرار ما استُخدم مرارا وانعكس عليه ذلك سلبا الى حد كبير. ثانيا اتجاهات هذه الرسائل واهدافها ومداها وكيفية تأثيرها على الاستقرار واحتمال دفع لبنان اكثر الى الفوضى حتى لو كانت الرسالة محدودة بمطلق واحد للنار وليس اكثر. وثالثا رد الفعل الاميركي المحتمل والذي يمكن ان يحصل استنادا الى خرق أمني هو الثاني بعد حادث اطلاق النار في ايلول الماضي في الوقت الذي يُفترض بهذا الاخير إضافة الى التوتر في المنطقة على خلفية استهداف القوات الاميركية في العراق والرغبة في طردها منه، وتفجير عبوات ناسفة في العراق ضد مصالح اجنبية اميركية وبريطانية، ان يبقي الاستنفار الامني قويا وجاهزا.

أمران تم التوقف عندهما من اوساط عدة: واقع ان مطلق النار يحمل علامات تؤشر الى “داعش” على رغم ان اي بيان لم يصدر بتبنّي الحادث على جاري عادة هذا التنظيم المتشدد. ولكن ما لا يمكن اغفاله في هذا السياق هو اصدار الجيش اللبناني بيانا الجمعة الماضي في 31 ايار أكد خلاله توقيف مجموعة من مؤيدي هذا التنظيم في الشمال وعددهم ثمانية، اعترف أفرادها بالتحقيق معهم أنهم من مؤيّدي تنظيم “داعش” الإرهابي وقيامهم بأعمال سرقة من أجل تمويل مخططاتهم الإرهابية. فهل ثمة إعداد لمرحلة ما تنطوي على التحضير لبروز التنظيم في لبنان وتوظيف ذلك؟ والمسلح الذي أتى من عنجر في البقاع هو من الجنسية السورية ومسجل لدى مفوضية اللاجئين التابعة للامم المتحدة ما يثير بدوره علامات استفهام متعددة بدءا من اقتنائه السلاح والاموال لتنقلاته وليس اقلها الهدف الذي قال المسلح انه هاجم السفارة الاميركية من اجله أي “نصرة لغزة”، ما عزز الاعتقاد ان الامر مدبر وليس بريئا، اذ انه يسيء الى القضية الفلسطينية فيما ان التظاهرات الطالبية وغير الطالبية في الولايات المتحدة ضاغطة من اجل دعم الفلسطينيين. وهذا لا يمكن محاكاته في اي مكان خصوصا بعمليات ارهابية من المرجح ان تعطي مفعولا عكسيا وتسيء اكثر مما تخدم. ولذلك فان الترجيح الاساسي كان التخوف من رسالة لعرقلة او التشويش على الجهود للتهدئة ووقف النار لوجود متضررين من ذلك او رغبة في حجز مقعد ما في هذا السياق.

ولكن السياق الاقليمي لا يحجب المخاوف من اهداف داخلية او توظيف لأهداف داخلية بدءا من الزيارة المرتقبة لقائد الجيش العماد جوزف عون الى واشنطن وصولا الى تأكيد مخاوف قوى لبنانية عدة من ان اللاجئين السوريين او عددا كبيرا منهم يمكن ان يشكلوا قنابل موقوتة يمكن ان تنفجر في اي لحظة في لبنان لاعتبارات مختلفة. ونموذج مطلق النار على السفارة الاميركية مثال لا يمكن دحضه او تجاهله إنْ لجهة توظيفه من اطراف ما او لجهة تهديده مصالح لبنان خدمة لأطراف ما فيما يصر لبنان بقوة على الخطورة التي يمثلها العدد الهائل من اللاجئين السوريين في لبنان. فاهتزاز الاستقرار الداخلي سيشكل عاملا اضافيا للخارج من اجل الضغط في اتجاه انهاء حال المراوحة والتعطيل باعتبار ان الاستقرار هو حاليا الخط الاحمر الذي لا يحتمل احد ان يتم تجاوزه في لبنان في هذه المرحلة. ومن هنا التساؤل عن عملية مدروسة بمطلق وحيد للنار يوجه رسالة ولا يهز استقرارا امنيا بحيث يؤدي الى تغيير في المعادلة التي يلعب من ضمنها اللاعبون المؤثرون.

سيكون مفاجئا جدا اذا كُشف للرأي العام اللبناني، وليس للجانب الاميركي الذي سيعرف كل الحقائق بطبيعة الحال، المحرك الحقيقي وراء اطلاق النار غير اللغة الخشبية المعتادة.

​للمزيد من التفاصيل: Read More

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى