البحر الأحمر.. حرب غزة تهدد ممرات التجارة العالمية

يشهد البحر الأحمر ومضيقا باب المندب وهرمز والخليج العربى توترات متصاعدة إثر الهجمات الحوثية على السفن، بجانب الضربات الأمريكية المضادة لمواقع الجماعة فى اليمن، وسببت هذه الهجمات اضطراباً فى حركة التجارة العالمية فى عدة دول بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بحسب تقرير صندوق النقد الدولى حول الآفاق الاقتصادية الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط ووسط آسيا، والذى أكد أن البحر الأحمر ممر حيوى للتجارة البحرية العالمية، وقبل اندلاع الصراع فى غزة كان يستأثر بـ15% من حجم التجارة الدولية و30% من تجارة الحاويات العالمية عبر قناة السويس.

وحول الأزمات التى لحقت بمنطقة البحر الأحمر، كشف السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن اشتداد الحرب على قطاع غزة وعدم مقدرة المجتمع الدولى على وقف القتال دفع الحوثيين فى اليمن إلى اتخاذ قرار بمنع مرور السفن المرتبطة بدولة الاحتلال الإسرائيلى بمضيق باب المندب أو منطقة البحر الأحمر إلى أن يتحقق شرطان أساسيان هما وقف القتال ورفع الحصار التام عن قطاع غزة، وهذا لم يتم تحقيقه، خاصة من جانب الدول الكبرى التى لها حق التصويت الدائم فى مجلس الأمن.

ويرى «رخا» أنه فى الوقت الذى أصبح وقف إطلاق النار فى غزة مطلباً دولياً، اتجهت الولايات المتحدة الأمريكية فى اتجاه معاكس بشن هجمات على الحوثيين بالتحالف مع بريطانيا، ما دفع الحوثيين إلى استهداف سفن أمريكا وبريطانيا ومنعها من المرور فى البحر الأحمر، مضيفاً أن اليمن طلبت من جميع السفن أن تبلغ بطريقة إلكترونية وجهتها حتى لا تتعرض لها، لكن هناك عدداً من الشركات العالمية لم تستجب وتفصح عن وجهتها، ما جعلها فى مرمى نيرانهم.

وأوضح مساعد وزير الخارجية الأسبق أن ما يحدث فى البحر الأحمر أدى إلى مجموعة من النتائج بينها تراجع الحركة الملاحية فى ميناء إيلات الإسرائيلى، كما أصبحت العمالة مهددة، وبالفعل تم الاستغناء عن 120 عاملاً، وأيضاً تأثرت قناة السويس باضطرابات البحر الأحمر بسبب السفن التى قررت تغيير مسارها من البحر الأحمر إلى رأس الرجاء الصالح على الرغم من أن تكلفتها أعلى، ما يزيد تكلفة الشحن ويؤدى إلى ارتفاع الأسعار فى دول أوروبا، لافتاً إلى أن هناك وساطات مستمرة من أجل إنهاء أزمات البحر الأحمر، لكن اليمن مصرة على موقفها وتأكيدها أنها صاحبة الموقف دون أى تدخل إيرانى، مؤكداً أن الأمر سيظل قائماً حتى وقف إطلاق النار فى غزة ورفع الحصار.

فى السياق نفسه، أكد السفير حسين هريدى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الأزمات المشتعلة حالياً فى البحر الأحمر جاءت نتيجة تداعيات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، كما أنها إحدى نتائج المواجهات غير المباشرة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل من جانب وإيران من جانب آخر، مؤكداً أن هذه الأزمات تثبت غياب السلام فى المنطقة، كما أن الدولة الإيرانية توظف جماعات موالية لحماية مصالحها بالشرق الأوسط، وأكد «هريدى» أن مصر تتأثر بما يحدث فى منطقة البحر الأحمر، لكن هناك محاولات رامية لمعالجة هذه الأزمات بالوساطة المستمرة من أجل وقف إطلاق النار فى غزة والتى تعد مرهونة بوقف هجمات الحوثيين.