أخبار لبنان

الجبهة الشعبية أخْلَت “رقعة لا تحتاج إليها” وباقية…

اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب…

اضغط هنا

مجد بو مجاهد – النهار

تنازلت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامّة عن مصادرتها لرقعة جعرافية تشكّل جزءاً محدوداً من أراضٍ كانت خاضعة لسيطرتها في منطقة الناعمة لكنّها لم تكن تعمل على استخدام تلك الرقعة سوى لإجراء تدريبات خافتة ومحدودة من دون أن تكون في حاجتها ما جعلها بمثابة مساحة لا تشكّل أولوية تأثير على وجود عناصر الجبهة الشعبية وحضورهم الباقي على حاله في الناعمة. وإذ خفضت الجبهة الشعبية نطاق انتشارها جغرافياً في الناعمة وحارتها فإنّها أبقت على عديد عناصرها ووجودها على حاله وهي لم تنسحب من تلك المنطقة ولم تخلِ المواقع الأساسية التابعة لها بل استغنت عن امتدادٍ جغرافيّ لا دواعي للإبقاء عليه في كنفها خصوصاً أنّها كانت تصادر مساحة شاسعة من الأراضي رغم قلّة عديدها. وفيما لا يزال عناصر الجبهة الشعبية يسيطرون على الجزء الأكبر من المساحة الجغرافية التي سبق لهم أن تمركزوا فيها، فإنّ عديد انتشارهم على حاله أيضاً في منطقة الناعمة ولم ينخفض أو يضمحلّ. إنها المعطيات الأمنية اللبنانية الرسمية الدقيقة التي تابعتها “النهار” وتلخّص ما حصل حديثاً في الناعمة، بعيداً عن فوضى الأجواء المتناقلة في بعض الأروقة السياسية والإعلامية. ويقول من واكب على المستوى الأمني اللبناني الرسميّ تطوّرات الناعمة إنّ إخلاء الرقعة الجغرافية في تلك المنطقة لم يكن يحتاج إلى كلّ تلك الضجة المواكبة على مستوى الداخل اللبنانيّ التي رجّحت إمكان بروز متغيّرات سياسية وانسحاب للجبهة، ذلك أن ما حصل لم يكن انسحاباً لعناصر الجبهة الشعبية – القيادة العامّة من المنطقة، بل اختُصر في التخلّي عن جزء من مساحة الأراضي الشاسعة المصادرة فقط التي لم تكن الجبهة الشعبية بحاجة إليها.

اتخذ قرار ترك الجبهة الشعبية لرقعة من الأراضي التي كانت تحت سيطرتها لكنه لم يحصل بشكلٍ فوريّ أو من تلقاء شخصيّ، بل تبلور ذلك بعد مطالبات قديمة وحثيثة من مالكي تلك المساحة الجغرافية الذين وسّطوا مديرية المخابرات في #الجيش اللبنانيّ التي عملت من ناحيتها على مفاوضات استغرقت أشهراً طويلة مع الجبهة الشعبية قبل موافقة الأخيرة على إخلاء الرقعة التي تخلّت عنها. وبحسب المعطيات، إنّ النجاح الذي استطاعته المفاوضات التي تولتها مديرية المخابرات في الجيش اللبناني في استرجاع جزء من الأراضي المصادرة من الجبهة الشعبية، وتالياً إعادة الحقوق إلى أصحابها، كان بمثابة مرحلة أولى ستعمل مديرية المخابرات على استكمالها في مراحل لاحقة هادفةً للتوصل إلى استرجاع أجزاء إضافية من الأراضي المصادرة مع انتظار الأجواء المناسبة للتفاوض على ذلك.

لكن، لن تكون مهمّة استرجاع أجزاء إضافية من المساحة الجغرافية التي تصادرها #الجبهة الشعبيّة في الناعمة سهلة لأسباب كثيرة، منها أنّ المفاوضات السابقة لم تكن بسيطة بل استغرقت أشهراً طويلة للبحث في مطلب قديم للمالكين الذين هناك من استطاع منهم أخيراً تحصيل بعض الحقوق. كذلك، ثمة من رفض الطريقة التي تعاملت بها الجبهة الشعبية عند حديثها عن عدم تركها مواقعها في تلك المنطقة، خصوصاً لناحية ما قاله عضو اللجنة المركزية في الجبهة الشعبية حمزة بشتاوي أنّ “وجود الجبهة ضروريّ خصوصاً في الظروف التي يمرّ بها لبنان والمنطقة”، ما طرح استفهامات حول تصريح كهذا لم يأخذ في الاعتبار سيادة الدولة اللبنانية وقراراتها الاستراتيجية، بما في ذلك ضرورة أن تحوز الحكومة اللبنانية بنفسها قرار الحرب والسلم. في غضون ذلك، لا معطيات سياسية ممهّدة لإخلاء الجبهة الشعبية مواقعها في مرحلة لاحقة من الناعمة.

توازياً، أعلنت قيادة الجيش في بيان أنه “بتاريخ 27 حزيران 2024 تفقّد #السفير الألماني في لبنان كورت جورج شتوكل شتيلفريد حقول ألغام في منطقة الناعمة – الشوف بدأ العمل على تنظيفها من قبل المجموعة الاستشارية للألغام MAG بتاريخ 7 أيار 2024، وذلك بتمويل من الحكومة الألمانية وتحت إشراف المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام التابع للجيش اللبناني”. لم يحبّذ محور “الممانعة” زيارة السفير الألماني والوفد المرافق له للناعمة بعدما حصل إخلاء جزء من المساحة الجغرافية التي تصادرها الجبهة الشعبية – القيادة العامّة، فإذا به يشنّ هجوماً على الحراك الألمانيّ خصوصاً عبر النائب قاسم هاشم الذي طرح استفهامات حول الزيارة زاعماً أنّ الأمور في لبنان متفلّتة خارج أي التزام سياديّ وديبلوماسيّ. لكن، كيف يردّ مطلعون لبنانيّون رسميّون على فحوى زيارة السفير الألماني والوفد المرافق للمنطقة التي أخلتها الجبهة الشعبية في الناعمة على مزاعم محور “الممانعة”؟

وفق معطيات واكبتها “النهار”، إنّ زيارة السفير الألماني كورت جورج شتوكل شتيلفريد والوفد المرافق بمثابة زيارة تفقّدية لأعمال منظمّة MAG غير الحكومية التي تعمل على إزالة البقايا الحربية من الأراضي التي أخليت والتي تبيّن أنها تحتاج إلى تنظيف من رواسب ذخيرة وألغام قبل أن يكون في استطاعة مالكيها أن يعملوا على التنقّل على تربتها أو استثمارها. ويشجب من تابع أجواء الزيارة مزاعم محور “الممانعة” وهجومه على السفير الألماني والوفد المرافق، لأنّ الجولة الألمانية كانت تفقّدية هادفة لا بدّ منها لمتابعة أعمال منظّمة MAG التي تحصل على تمويلها من الحكومة الألمانية تحديداً. كما أن اعتراض أجواء محور “حزب الله” على زيارة السفير الألماني غير منطقيّ، ما دامت الشركة الاستشارية MAG التي تتولّى أعمال إزالة رواسب حقول الألغام تحصل على تمويلها من الحكومة الألمانية. فهل سيعترض محور “الممانعة” على إزالة الشركة الألمانية لبقايا الألغام في الناعمة، والحال هذه؟ وهل يسعى إلى أن تبقى المنطقة خارجة عن سيطرة الدولة اللبنانية؟

​للمزيد من التفاصيل: Read More

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى