أخبار لبنان

الضربة على أصفهان.. هل تخرج أمور المنطقة عن السيطرة؟!

هل ردّت إسرائيل على الرد الإيراني أم ما جرى فجر أمس الجمعة مجرّد مسرحية تشارك في إعدادها وإخراجها أكثر من طرف، لا سيما المايسترو الأميركي وضابط الإيقاع حتى الساعة على الساحة الشرق-أوسطية؟

اللافت، أن الإعلان عن الضربة الإسرائيلية في العمق الإيراني وتحديداً أصفهان ومناطق أخرى تولى الإعلامُ الأميركي الإعلان عنها وعن تفاصيلها، وما رافقها من ضربة لمركز رادار في سوريا ومبنى في بغداد كان يضم قيادات موالية لطهران وضباطاً رفيعي المستوى في الحرس الثوري الإيراني، قبل أن تتلاشى أخبار الضربتَين في سوريا والعراق وتسقطان من الرواية الإعلامية الأميركية.

شبكات الأخبار الأميركية والوكالات العالمية سوّقت أخبار الضربة عبر المحطات العاجلة واستقاء التفاصيل من مراسلها في إسرائيل وعلى الحدود اللبنانية الجنوبية للوقوف عند ردّات فعل حزب الله، في حين سارعت إيران إلى نفي كل هذه الأخبار وحصرها بهجوم عبر ثلاث مسيّرات أُطلقت من الداخل الإيراني باتجاه مطار أصفهان تعاملت معها عبر المضادات الأرضية من دون تفعيل أنظمة الدفاع الجوي، ولم تشر طبعاً إلى أضرار بشرية أو مادية، كما انتشرت آراء لمحللين إيرانيين تؤكد أن متسللين يقفون وراء المسيرات.

على الجانب الإسرائيلي، تأخر الإعلان عن الضربة إلى حدود التاسعة صباحاً وجاء ذلك عبر الإعلام الأميركي ونقلاً عن مسؤول إسرائيلي قال لصحيفة واشنطن بوست: “إن جيشنا شنّ غارة جوية داخل إيران رداً على هجومها بالصواريخ والمسيّرات على إسرائيل والهدف من الضربة إرسال إشارة إلى طهران بأن لدينا القدرة على الضرب داخل أراضيها”.

أما على المقلب السوري، فجاء الحديث عن العدوان الإسرائيلي متأخراً أيضاً ولم يصدر أي موقف رسمي قبل العاشرة صباحاً فقالت وزارة الدفاع السورية “إنه حوالي الساعة 2:55 فجراً شن العدو الإسرائيلي عدواناً بالصواريخ من اتجاه شمال فلسطين المحتلة مستهدفاً مواقع دفاعنا الجوي في المنطقة الجنوبية وأدى العدوان إلى وقوع خسائر مادية”، مكتفية بهذا القدر من المعلومات.

وإذا كان جايمس كلابر المدير السابق للمخابرات القومية الأميركية يرى أن “تكهناتنا المبنية على افتراض أن إسرائيل وإيران تتبادلان الضربات المقيّدة لتوجيه الرسائل هي مجرد تحليلات، وأعتقد أننا نخرج بسرعة من تلك المرحلة وانتقلنا إلى مرحلة أخرى، بحيث أن سلّم التصعيد بين الجانبَين ستصعب السيطرة عليه، مؤكداً أنه يأخذ كلام المسؤولين الإيرانيين لا سيما منهم وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان على محمل الجد ولا أعتقد أنهم سيردّون بالمثل، بل بهجوم أكبر سيكون أكثر فاعلية من هجومهم الأول”.

محلياً، يرى خبير عسكري عبر “ليبانون فايلز” أن “هناك ضربة حصلت” لكنه يميّز بين الطيران الحربي والمسيّرات، “فإن حصلت عبر الطائرات الحربية هناك شكوك حول إقلاعها من إسرائيل وتوجهها إلى أصفهان والعودة إلى قاعدتها من دون التزوّد بالوقود نظراً لطول المسافة، وهنا يمكن أن تكون طائرات أميركية أقلعت من إحدى الحاملات القريبة من البحر الاحمر، أو إسرائيلية تزوّدت بالوقود جوّاً فوق البحر الاحمر من طائرات أميركية خاصة، أما إذا كانت مسيّرات فهي إسرائيلية وقد أعلنت إيران عن تصدي دفاعاتها الأرضية لأجسام مشبوهة في سماء أصفهان”.

ويبدي الخبير العسكري اعتقاده بأن “طهران عندما تلصق الضربة بعملاء داخليين وتقلل من حجمها وأهميتها، فهي تقول للولايات المتحدة وإسرائيل والعالم “لا داعي للرد”.

باختصار، أياً تكن الجهة التي ضربت إيران ليلاً ومهما تكن الأهداف، فإن زمن الرسائل المتبادلة بدأ يضيق، والأمور قد تخرج بسرعة عن سيطرة قائد الأوركسترا في واشنطن.

​للمزيد من التفاصيل: Read More

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى