Qudsn Netأخبار العالم

المرحلة التائهة!

<p dir=”rtl” style=”text-align: justify;”>تتسارع الأحداث وتحاول أمريكا إغلاق الجبهات وإسكات الطوفان، فعلى صعيد دولي بات هناك فيضان التغييرات السياسية في فرنسا وبريطانيا، وبشكل عام التوجه في أوروبا متأثرة بملف أوكرانيا وطوفان الأقصى والإبادة في غزة، بالإضافة إلى تراكم المشاكل الداخلية، فيما تستعد أمريكا لانتخابات لا خلاف بين قطبيها على دعم الاحتلال ووأد الحق الفلسطيني.</p>

<p dir=”rtl” style=”text-align: justify;”>اليوم التالي تغيرت معالمه كثيرا، فلا انتصر الجيش ولا عاد الجنود والأسرى ولا انكسرت حماس ولا نجح فصل الساحات ولا ارتدعت الدول المقاطعة “لإسرائيل” ولا استطاعت الرواية المزيفة الصمود، فبات ما كان الأمريكي يحاول تغليفه بالإنسانية والغذاء والمساعدات بات مكشوفا وهو الناتو العربي والقضاء على الحق الفلسطيني واستكمال التطبيع دون تنفيذ بنود المبادرة العربية للسلام، بل التزام بما أقره نتنياهو قبل 12 عاما وهو السلام الاقتصادي مع الفلسطينيين وتحالف عربي عسكري سياسي يلغي جامعة الدول العربية ويعزز وجود “إسرائيل” المتفوقة عسكريا والمنتخب نظامها ديمقراطيا لتقود قطيع الأنظمة العربية وتصبح المسيطرة واليد الضاربة المباشرة في المنطقة لمنع تعدد القطبية.</p>

<p dir=”rtl” style=”text-align: justify;”>تحول اليوم التالي للمرحلة الثالثة التي يحاول الأمريكي تضليل العالم فيها، وهي كلمة سر اليوم التالي بطبعته الجديدة “إنهاء الحرب”، ولكن ستتم بعدها عمليات “محدودة” و”دقيقة” هي نفسها معادلة “رامسفيلد” وزير الدفاع الأمريكي الأسبق و”بوش” الابن في العراق وأفغانستان حينما أعلنوا انتصارهم وانتهاء الحرب، بينما استمرت مجازرهم واقتحاماتهم ميدانياً، وهذا يراد له أن يكون واقعا في غزة ولكن أدخلوا عليه فكرة القوة العربية وغلفوها وحصنوها بالوساطة.</p>

<p dir=”rtl” style=”text-align: justify;”>فلماذا وساطة عربية رغم ضعفهم وعدم تقديمهم شيئا لوقف الدم؟ ولماذا يسمونها قوة دولية مع أنها عربية خالصة ومعها بريطانيا وأمريكا و”إسرائيل”، فهل المسميات مهمة في جغرافيا وتوقيت وهدف الفكرة؟</p>

<p dir=”rtl” style=”text-align: justify;”>* قوة ! .. بينما كان وزراء خارجية العرب يتسابقون لزيارة كييڤ بأمر أمريكي كانوا يتجاهلون الفلسطيني، تحت النار كانوا في أوكرانيا متضامنين بينما غزة لم يزوروها لا قبل الحرب ولا خلالها وحتى في الهدن المؤقتة، بل زاد ذلك بحصارهم لها والمشاركة في تجويعها، وحينما جاء الأمر الأمريكي اجتمع في البحرين على رأسهم “إسرائيل” وزراء دفاع يشكلون القوة العربية “الناتو العربي”، وتسوقها أنظمة الاستبداد أنها قوة دولية لحفظ السلام وهي في حقيقتها ذراع أمريكا الضارب للمقاومة وصمود الفلسطينيين.</p>

<p dir=”rtl” style=”text-align: justify;”>* ⁠وساطة! … ما يزيد العجب أن العرب يصرون على دور الوسيط الضعيف الذي لا يمكنه إلا تسويق مقترحات أمريكية هي إسرائيلية المنشأ، لتتلاقى الضغوط مع القوة العربية في محاولة إنعاش للاحتلال وإبعاد الهزيمة عنه وتخليصه من الرمال التي علق بها، ومؤخرا مسرحية جديدة يحاولون تمريرها باسم الهدنة وهي الأكثر خبثا في فصل الساحات وتفريغ الطوفان من مضمونه وإنقاذ الاحتلال من العزلة والهزيمة وتخدير الشعوب العربية بأن الأنظمة تقوم بجهد الوساطة، وفوق هذا يستبعدون الضمانة والوساطة الدولية.</p>

<p dir=”rtl” style=”text-align: justify;”> غريب… يقولون قوة دولية ليغطوا دورهم السيء القادم وهي في حقيقة الأمر قوة عربية بأمر أمريكي حجتها الطحين والأسمنت.</p>

<p dir=”rtl” style=”text-align: justify;”>ويقولون وساطة عربية لإبعاد أي تدخل دولي مع أنها مأمورة أمريكياً وكأنها مقاول حصري لهكذا دور فيه تخدير للشعوب وإماتة للحقوق ودورها فقط الحفاظ على الوضع القائم بانقسام وتمزق جغرافي ومنع تحرير.</p>

<p dir=”rtl” style=”text-align: justify;”>دخل الطوفان مرحلة ثالثة بالفعل بعد الهزائم السياسية والميدانية والإعلامية والقانونية للاحتلال، فالآن الطوفان يواجه أهم لحظات وهي الحفاظ على مضمونه وإنجازاته وثماره ولذلك سيكون صامت الأمس ومتآمر اليوم مهاجم الغد للفلسطينيين ومقاومتهم بكل أشكال الضغط حتى يحقق تعهد أمريكا الاستراتيجي “إسرائيل وجدت لتبقى”، وهذا لم يعد يجدي في ظل معطيات دولية ليس أولها ملف اوكرانيا والصين مرورا بالانقلاب السياسي في مزاج شعوب أوروبا ولا انتهاء بنجاح الساحات وما سينتج عنه من قرار دولي تراكمي لكسر الأحادية التي من أجلها وضعت مقاسات الوساطة وبعدها تشكيل القوة العربية التي يسمونها دولية.</p>

للمزيد من التفاصيل: Read More

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى