Raya FMأخبار العالم

انقلاب على غانتس؟ الاصطفافات، التحركات والاستطلاعات: هذا ما يحدث

الكاتب: أمير مخول

الشعار المعلن للصخب الدائر في أوساط المعارضة الاسرائيلية واجتماع كل من لبيد وليبرمان وساعر، ثم اجتماع ليبرمان وبنيت، ثم  تقديم المعسكر الرسمي بقيادة غانتس مشروع قانون حل الكنيست دون طلب تحديد موعد للمبحث، هو لاسقاط نتنياهو وحكومته والاعلان عن انتخابات خلال الاشهر القادمة وفي ظل الحرب. وقد سارع الليكود والمقربون من نتنياهو الى اتهام هذه الاحزاب بتفضيل مصالحها على “الانتصار في الحرب”، وهناك من استخدم خطاب التخوين ضدها؟

الا ان التنافس الحقيقي في هذه المرحلة يدور حول هوية المعارضة، باعتبار ان احتمالات غانتس لتشكيل ائتلاف حاكم تقلصت بشكل جوهري، ووفقا للاستطلاعات باتت مهمته غير ممكنة.

القناعة الأخرى هي ان امكانية حكومة بديلة فقط من خلال اصطفاف يميني مناويء لنتنياهو ولتحالفه مع بن غفير وسموتريتش. ويرى غدعون ساعر انه الأكثر يمينية وعقائدية وحتى نزعة دينية مما يجعله مقبولا على جمهور اليمين والاحزاب الدينية الحريدية على حد سواء، وهذا من اكثر ما يقلق نتنياهو. بناءً عليه فقد اعتمد اقطاب المعارضة الاسرائيلية دعوة غانتس للانضمام اليهم وفي ذلك تظاهرة عدم اعتراف به متصدرا لقوى المعارضة لكونه ليس الأكثر احتمالية لتشكيل حكومة حتى وان حظي حزبه بمكانة الحزب الأول في الانتخابات القادمة.

السعي للتحالف بين ليبرمان من أصول روسية علمانية وهو من اقطاب اليمين الاسرائيلي، وبين نفتالي بنيت رئيس “حكومة التغيير”، بالتناوب مع لبيد، قد يجعل ليبرمان مقيولا على أوساط من المتدينين وذلك لكون بنيت نشأ سياسيا في تيار الصهيونية الدينية وترأسها قبل سموتريتش وكان مقربًا لفترة من نتنياهو ثم استقال وشكل البيت اليهودي واليمين الجديد.

قيام غانتس وحزبه (30/5) بتقديم مشروع قانون لحل الكنيست وانتخابات جديدة انما يبدو معارضة لنتنياهو وحكومته، الا انه بالاساس لتعزيز موقعه المتصدّر في المعارضة بعد انسحابه المزمع من كابنيت الحرب، ولسد الطريق امام معارضيه من داخل المعارضة بتصدرها، وفي نهاية المطاف فان نتنياهو يفضل التنافس مقابل غانتس وليس مقابل مرشح يميني عقائدي مثل ساعر وبنيت.

لم يطلب حزب المعسكر الرسمي تحديد موعد للنظر في طلب حل الكنيست، لانه في حال سقط مقترح القانون يحول دستور الكنيست دون اعادة بحث الموضوع قبل مرور نصف عام، وعليه تقدمت عدة مقترحات قانون بهذا الصدد ولن يطرحها المبادرون الى التصويت قبل ضمان اغلبية مؤكدة ومضمونة من 61 نائبا على الاقل. كما ان تأجيل التصويت يعني ان الظرف لاسقاط الحكومة وحل الكنيست غير مؤات حاليا.

يدرك قادة المعارضة المذكورين ان تحقيق غايتهم منوط بمدى القدرة على دفع احد الحزبين الدينيين الحريديين الى الخروج من الائتلاف، او على الاقل اربعة نواب من الليكود للانقلاب على نتنياهو والانتقال للمعارضة، وهي رهان قد يصبو الى الصفر حتى وان كان منسوب التذمر داخل الليكود بارتفاع.

كما تشير استطلاعات الرأي ومعظم التقديرات الى الانزياح المتسارع والمتسع نحو اليمين وأقصى اليمين، مما يعزز ضرورة إحداث تصدع في الراي العام اليميني والديني لصالح اصطفافات يمينية بديلة تكون عقائدية وليست بصدام مع الاحزاب الدينية الحريدية كما هو لبيد في صراع معها وغير مقبول على جمهورها حليفا او رئيسا للحكومة.

قد تتعوق هذه المساعي في حال حدوث تطورات جوهرية مثل موافقة نتنياهو على عقد صفقة تبادل أسرى و”وقف اطلاق نار مستدام”، أو في حال حدثت تطورات جوهرية في مسار الحرب سواء في غزة أو في الجبهة الشمالية، أو في حال نجح في ادخال ساعر في كابنيت الحرب وهذا مستبعد حاليا، نظرا لانه مقابل ائتلاف حاكم متجانس فإن المعارضة غير متجانسة ولا ثقة فعلية فيما بين اقطابها ولذلك تسعى الى التوصل الى ضمانات متبادلة بعدم الانضمام الى كابنيت الحرب وكلها مجمعة على اسقاط نتنياهو وليس الليكود بالضرورة.

سعيًا لتقليل الأضرار السياسية في حال خروج غانتس وايزنكوت من كابنيت الحرب، قد يلجأ نتنياهو لاستباق الأمور والقيام بحل كابنيت الحرب مما يحدّ من الضرر السياسي وقد يكسبه تأييدا كبيرا في أوساط اليمين ويحول دون انزياح شرائح اضافية نحو المعارضة.

الخلاصة 

– التحركات الحاصلة في المعارضة الاسرائيلية تدور حول هوية المعارضة ومتصدريها، وسعيًا الى بلورة اصطفافات قادرة على اسقاط حكومة نتنياهو في المستقبل القريب.

– تشير التحركات الى ان محور التنافس الحالي فيه نزع ثقة عن تصدر غانتس وحزبه لقيادتها.

– يبدو ان الصيغة التي ستعتمدها المعارضة هي تقاسم الحكم في حال كسبت الانتخابات والتناوب على رئاسة الحكومة، وليس على اساس الحزب الاكبر ضمن صفوفها.

للمزيد من التفاصيل: Read More

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى