أخبار مصر

بالمطرقة والمنشار.. لا يفل الحديد إلا «شحتة»

منذ ما يقرب من 30 عاماً يقضى «شحتة» يومه بين مطرقة ومنشار كهربائى وشرر نيران وأكوام من الحديد وأدوات الطرق الثقيلة المتناثرة على الأرض، داخل ورشته فى مدينة المحلة الكبرى، التى تخلو من مظاهر الترف.

تخلو حياة شحتة الحداد من الترف والرفاهية، فهو يسعى على لقمة العيش منذ الصباح الباكر، يجلس على كرسيه داخل ورشته يُصلح أعطال أجهزة الزبائن، وروى لـ«الوطن» كواليس مهنته الشاقة فى ظل ارتفاع درجة الحرارة، ترتسم على شفتيه ابتسامة رغم الصعاب التى تواجهه ولا يعلم أحد عنها شيئاً سوى الجدران التى شهدت على أنينه وأوجاع جسده وكفاح الدهر، وكشف لـ«الوطن» روتينه اليومى داخل ورشة الحدادة الخاصة به، وكيف يتغلب عليها، قائلاً: «أنا راجل أرزقى على باب الله، اتعودت أقف قدام النار بالساعات، دى شغلتى من 30 سنة».

شحتة: بصنع الحديد وبشكله زي ما أنا عايز 

يعمل الأربعينى فى تطويع الحديد تحت الزنود المفتولة، والنيران المتأججة بالفحم الحجرى، إذ يضعه على فوهة ويطوعه حتى يتحول إلى شبابيك وأبواب وخلافه: «بصنع الحديد وبشكله زى ما أنا عايز بالشحم الحجرى للمعمار والنجارين والحدادين والنحاتين».

تركت الندوب آثارها بين راحة يديه، لكنه يقف بصلابة وقوة أمام النار المنصهرة المنبعثة منها درجات حرارة تفوق قدرة أى شخص على تحملها: «كله بيهون لما بشوف النتيجة ورضا الزبون عنها، وأروح لولادى طلباتهم مُجابة، بدعى ربنا يدينى الصحة علشانهم، رغم الحر اللى عايشين فيه ماببقاش قادر أصلب طولى، لكن وقت الشغل بانسى تعبى».

كرس الحاج «شحتة» حياته لتوفير حياة كريمة لأولاده، رغم ضيق الحال فإنه سعى لتعليمهم على أكمل وجه وتأدية رسالته الأبوية فى الحياة، ناسياً ما يملأ جسده من ندوب وآلام: «عندى بنتين وولدين، أكبرهم دكتورة وأصغرهم فى المدرسة، نفسى يكون حظهم فى الدنيا أحسن منى».

للمزيد من التفاصيل: Read More

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى