أخبار لبنان

تحذيرات دولية من إخفاق الديبلوماسية ومخاوف من الرد الإيراني

كتب ابراهيم حيدر في”النهار”: تلقّى لبنان رسائل من جهات دولية عدة خصوصاً من الفرنسيين، تحذر من انخراط”حزب الله” في اي رد إيراني محتمل، مخافة توسع دائرة المواجهة التي ستزيد من الاستنزاف وتؤدي إلى نتائج كارثية على البلد كله. جاءت الرسائل الدولية قبل الخطاب السيد حسن نصرالله في يوم القدس، والذي أكد فيه ان الرد الإيراني آتٍ لا محالة، وأن “الحماقة التي ارتكبها بنيامين نتنياهو في القنصلية الإيرانية ستفتح باباً للفرج ولحسم المعركة”.
Advertisement
أينما يأتي الرد الإيراني سيكون لبنان في دائرة الاستهداف وفق ديبلوماسي متابع، فإذا كانت طهران سترد على إسرائيل مباشرة، فليس هناك غير “حزب الله” على تماس معها، وإن كان ما تتحدث عنه أنه سيكون رداً مزلزلاً، فإن نصرالله أبدى استعداده حين أكد أن “المقاومين على الحدود والجبهة الأمامية جاهزون لأي رد فعل”. وبمعزل عما ستقرره إيران، بات واضحاً أن إسرائيل توسع نطاق عملياتها العسكرية في العمق اللبناني، وهدفها إعادة سكان المستوطنات الشمالية إلى منازلهم، إذ ينقل المصدر الديبلوماسي عن أوساط أميركية أن تل أبيب أبلغت واشنطن بأن عدم التوصل إلى حل خلال شهر ستنتقل إلى عمليات مكثفة وضرب نقاط أبعد بكثير وتوسيع نطاق العمليات لترتيب الوضع على الحدود وإبعاد “حزب الله” عن المنطقة.
 
تزداد المخاوف من أن يكون لبنان ساحة الرد الإيراني المحتمل، وهو يطرح أسئلة عديدة، منها: هل تقرر الجمهورية الإسلامية تغيير استراتيجيتها بتوسيع دائرة الحرب؟ وإذا كانت الجبهة المحتملة هي لبنان، هل تدفع “حزب الله” إلى المغامرة بإشعالها في ظل الاستعدادات الإسرائيلية لحرب واسعة تهدف إلى إبعاد الحزب عن المنطقة الحدودية؟ الأهم من ذلك، تدرك إيران أن أميركا ستكون إلى جانب إسرائيل في اي حرب في المنطقة، ومعركة غزة حاضرة كشاهد مع استمرار الولايات المتحدة بمنح إسرائيل السلاح والذخائر رغم الخلافات، فإذا توسعت الحرب بين إسرائيل و”حزب الله” لن تكون واشنطن على الحياد بل ستدعم إسرائيل، وهذه الأخيرة تسعى إلى استدراج الجميع إلى الحرب عبر الضربات الكبيرة والموجهة والضغط المستمر وهدفها جرّ الولايات المتحدة إلى مواجهة إقليمية لا تريدها لكنها ستكون مضطرة إذا نشبت لدعم تل أبيب.
 
الخطر يبقى على لبنان من اشتعال حرب واسعة، والمعادلة القائمة اليوم تجعله الأضعف وسط الانقسام الذي يعصف بمكوّناته، وفي انتظار ما ستؤول إليه التطورات، بردّ إيراني كبير أو محدود، تبقى جبهة الجنوب مشتعلة، في وقت تأخذ المواجهة بين “حزب الله” وإسرائيل أشكالاً مختلفة من التصعيد وخرق قواعد الاشتباك، وهي تشير إلى احتمال توسعها، إنْ لتحقق إسرائيل اهدافاً تقول انها أساسية لطمأنة مستوطنيها في الشمال بإبعاد الخطر عنهم، أو أن يقول “حزب الله” إن معركته هي لحماية لبنان وللاستمرار في دعم غزة. وفي الحصيلة ستكون النتائج كارثية على البلد.


تابع

للمزيد من التفاصيل: Read More

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى