أخبار العالمالجزيرة

جحر الديك.. “سلة غذاء غزة” و”الخاصرة الرخوة” للقطاع

جحر الديك.. “سلة غذاء غزة” و”الخاصرة الرخوة” للقطاع

آخر تحديث: 17/5/202409:13 ص (بتوقيت مكة المكرمة)جحر الديك تتميز بأرضها الخصبة وسهولها الخضراء (شترستوك)

قرية وادي غزة، وتعرف بـ”جحر الديك” وبـ”الخاصرة الرخوة” والضعيفة للقطاع، تقع على أطراف جنوب محافظة غزة، لذلك تعتبر مكانا ساخنا لمواجهات المقاومة مع الاحتلال الإسرائيلي، وأكثرها خطرا خلال الحروب والمواجهات، لالتصاقها بالسياج الأمني الذي أقامته إسرائيل على طول الحدود.

وتفصل هذه القرية بين شمال القطاع ووسطه، وهو ما يجعلها بوابة للاجتياحات الإسرائيلية، ومن أوائل المناطق التي تُدَمَّر. وقيل إن سبب تسميتها هو سقوط ديك في جحر بتلة أم عزيز لتاجر مر بالمنطقة، ولم يتمكن من إيجاده رغم كل المحاولات.

وادي غزة يقع جنوب قرية جحر الديك (الفرنسية)

الموقع والسكان

تقع القرية جنوب محافظة غزة التي تتبع إداريا لها، بين مدينة غزة والمعسكرات الوسطى، وتبعد عن مدينة غزة 8 كيلومترات، يحدها الخط الأخضر من الشرق، وشارع صلاح الدين من الغرب، ومن الشمال معبر المنطار (كارني) ووادي غزة من الجنوب.

وبلغ عدد سكانها حسب موسوعة القرى الفلسطينية عام 2023 نحو 5 آلاف نسمة يعتمد معظمهم على الزراعة، وتبلغ مساحتها نحو 6200 دونم (الدونم يساوي ألف متر مربع)، وتشغل منازل أهل القرية قرابة 100 دونم منها.

ويعتمد السكان على مياه الآبار الارتوازية للشرب وري المزروعات، ويعانون من ملوحتها بسبب استمرار الاحتلال في حفر الجانب الإسرائيلي لآبار المياه عند الخط الأخضر شرقا، ويعيش السكان في خيام وكرفانات وبيوت ضعيفة.

وتعتبر قرية جحر الديك موقعا جيوإستراتيجيا للأسباب التالية:

تحاذي الأراضي المحتلة عند خط الهدنة.
تبعد عنها مستوطنة “بئيري” (من مستوطنات غلاف غزة) شرقا نحو 6 كيلومترات.
إضافة لقربها من مستوطنتين في الشمال الشرقي هما “ناحول عوز” وتبعد عنها 5.8 كيلومترات، و”كفار غزة” وتبعد عنها نحو 9 كيلومترات، وفي الجنوب الشرقي من مستوطنتي “عالوميم” على مسافة 7.1 كيلومترات، و”رعيم” وتبعد عنها 7.7 كيلومترات، إضافة لمستوطنة “كيسوفيم” على مسافة 9.4 كيلومترات جنوبا.
يقع عندها معبر المنطار الذي يتحكم فيه الاحتلال.

الجغرافيا

تتميز المنطقة بأرضها الخصبة وسهولها الخضراء، وبها مرتفعات مثل تلِّ الغلاييني وتلّ جحر الديك، ويعتمد سكانها على زراعة الزيتون والحمضيات، وتوفر جزءا كبيرا من الاحتياجات الغذائية لقطاع غزة، حتى سميت “سلة غذاء غزة” وخاصة في ما يتعلق بالفواكه والخضراوات.

وتنحدر أراضيها من الشمال الشرقي جنوبا نحو وادي غزة. ويعد مناخها ضمن مناخ حوض البحر الأبيض المتوسط، وتنقسم تربتها إلى تربة طينية ومختلطة.

الفلسطينيون يعانون باستمرار من الاجتياحات العسكرية لقراهم (أسوشيتد برس)

وأثر موقعها عند حدود الخط الأخضر على أراضيها الزراعية لكثرة تجريفها خلال اجتياحات الاحتلال الإسرائيلي، ففقدت قدرتها على الزراعة المستدامة، مما أثر سلبا على الوضع المعيشي لسكان القرية.

محطات

بسبب موقعها الملاصق للسياج الأمني الذي أقامته إسرائيل على طول الحدود، فإن سكان القرية يسارعون -عند توقع أي عدوان إسرائيلي على القطاع- إلى حزم أمتعتهم فارين من منازلهم ومزارعهم قبل تدميرها من قوات الاحتلال.

وطوال تاريخها كانت المنطقة مكانا لعمليات توغل الاحتلال خلال اجتياحاته العسكرية في كل حروب غزة، إذ لا تضم موانع طبيعة تساعد المقاومة على التخفي بسبب طبيعتها الزراعية، وهي من أوائل القرى التي دمرت في حرب 1948، علما أنها تأسست عام 1944. واحتلت عام 1967 قبل أن تتحرر بعد انسحاب الاحتلال من القطاع عام 2005.

مع ذلك يعتبرها الفلسطينيون “جحرا مميتا” لجنود الاحتلال، الذين يلاقون مصرعهم من كمائن المقاومة المستمرة خلال الاشتباكات، حتى خرج منها مصطلح “المسافة صفر”، بسبب المقاطع التي شاركتها كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أثناء سير مقاومين لها نحو دبابات الاحتلال ووضح المتفجرات عليها مباشرة.

وشهدت المنطقة فترة ازدهار عقب حرب 2014 حين دمر الاحتلال منازل القرية بشكل كامل وجرف معظم أراضيها، فأعاد السكان تعميرها، إضافة إلى بناء حي سكني بتمويل من تركيا، لكن الاحتلال عاد ودمر كل شيء خلال عدوانه في سنة 2023/2024

ومنذ بدء معركة طوفان الأقصى في أكتوبر/تشرين الأول 2023 والاحتلال يبدأ اجتياحاته البرية من منطقة “جحر الديك”، فصارت بوابة للآليات العسكرية التي تدمر كل ما تمر عليه في طريقها.

ورغم توقع الاحتلال أن المنطقة مكشوفة يصعب على المقاومة دخولها، إلا أن الإعلام الحربي لكتائب القسام بث يوم الـ17 نوفمبر/تشرين الأول 2023 مقطعا مصورا لهجوم مقاتليها على جنود الاحتلال وهم في خيامهم بمنطقة جحر الديك من المسافة صفر وخلف خطوط التوغل.

المصدر : الصحافة الفلسطينية

للمزيد من التفاصيل: Read More

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى