أخبار لبنان

حذاري هذا النوع من السياسيين

ما أن تلوح في أفق الأزمات المتوارثة والمتراكمة بوادر انفراج حتى يطلع لنا من يعكّر صفو ما يتطلع إليه اللبنانيون حتى ولو كان ما يحلمون به لا يزال يحتاج إلى الكثير من أسباب النجاح. ومن بين أهمّ هذه الأسباب ما نشهده يوميًا من إطلالات لبعض السياسيين، الذين تستهويهم لعبة التعطيل بما فيها من مقاييس توازي تلك التي تحدّد قوة الزلازل والهزّات، وهم بارعون في “هز أبدان” اللبنانيين المحتاجين إلى كل كلمة تحنّن وليس إلى أي كلام فيه الكثير مما يدفع إلى الجنون، وكأن هؤلاء السياسيين موسومون بنكد لا يوصل إلا إلى مضاعفة منسوب اليأس لدى الناس “الغلابة” الساعين إلى رزقهم وبخوف من ربهم.
Advertisement

 

ما يمكن أن يُقال عن هذه الفئة من السياسيين هو أنهم مجرد دمى يحرّكهم من لا يريد المساهمة، ولو من بعيد، في إيجاد حل ممنهج وممرحل لأزمة النزوح السوري الآيلة إلى التفاقم كل يوم أكثر مما كان سابقًا، أو في وضع حدّ للفراغ الرئاسي، أو في تسهيل قيام المؤسسات الدستورية بمهامها، أو في وضع الآليات العملية لخطة النهوض الاقتصادي، أو في الاقلاع عن تعمّد وضع العربة قبل الأحصنة، أو في تمكين القوى العسكرية من جيش وقوى أمن داخلي وأمن عام وأمن دولة من أداء دورها في إشاعة أجواء الطمأنينة في البلد، أو في تهيئة الأجواء الداخلية لمواكبة ما يمكن أن يحصل في المنطقة من تسويات بعد هدوء عاصفة غزة لا يكون لبنان غائبًا عنها بفعل الاستمرار في تغييب رئيس الجمهورية.

 

قد يُقال إن في هذا التوصيف للواقع العام وكيفية تعامل بعض السياسيين معه بسلبية الكثير من المبالغة في وصف الواقع كما هو ومن دون زيادة أو نقصان، ولكن ربما فات البعض أن المسار الذي يسلكه هؤلاء السياسيون لا ينفصل عمّا يخطّط لهذا البلد من مؤامرات قد يكون بعضها، إن لم نقل جّلها، بعيدة كل البعد عن تطلعات اللبنانيين في رؤية بلدهم مزدهرًا، ومصانة فيه كرامتهم، وتحفظ ممارساتهم لحريتهم، التي تبدو في كثير من الأحيان مشروطة ومقيدة.

 
 

قد يكون قول الحقيقة ناقصة واحدًا في المئة أخطر بكثير من أن تكون مشوهة مئة في المئة. فإذا كان يشوب حالها تشويه تام وكامل فإنها ستجد من يقف في وجه تزوير صورتها، لأن لا أحد يقدر أن يتحمّل هكذا تشويه. أمّا إذا كانت تلك الحقيقة ناقصة بمقدار واحد في المئة أو حتى عشرة في المئة فإن خطرها يكون أكبر لأنها ستجد من يصدّق هذا التزوير وهذا التحريف. وهنا مكمن الخطورة. وهذا ما يجيده تمام الاجادة بعض السياسيين، الذين يحاولون طمس بعض أوجه الحقيقة الكاملة لتسهل مهمتهم لاحقًا عندما يحين الوقت للكسوف الكامل لهذه الحقيقة بعد أن يكون المتلقي قد اعتاد على تصديق الأكاذيب شيئًا فشيئًا. ولسان حال هذا الصنف من السياسيين يقول: اكذب واكذب وأكثر منه لأنك ستجد في نهاية المطاف من يصدّق اكاذيبك.
  

للمزيد من التفاصيل: Read More

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى