أخبار العالمالجزيرة

سام بانكمان.. “ملك العملات المشفرة” الذي انتهى سجينا بتهمة الاحتيال

الموسوعة

سام بانكمان.. “ملك العملات المشفرة” الذي انتهى سجينا بتهمة الاحتيال

18/4/2024

سام بانكمان واحد من أشهر رجال الأعمال الأميركيين، ومن مواليد عام 1992، حقق ثروة ضخمة في سنوات قليلة جدا، جعلته واحدا من أصغر المليارديرات سنا. وأُطلق عليه “ملك العملات المشفرة”، قبل أن يتعرض لمحنة قاسية بعد إدانته بتهم النصب والاحتيال والحكم عليه بالسجن 25 عاما.

ويعد بانكمان أحد المانحين الرئيسيين للحزب الديمقراطي، فقد تبرع لدعم كثير من القضايا السياسية والاجتماعية التي يتبناها الحزب، وقيل عنه إنه كان ثاني أكبر مانح فردي للرئيس الأميركي جو بايدن في دورة انتخابات 2020، إذ تبرع له بمبلغ 5.2 ملايين دولار، وتبرع بمبلغ 40 مليون دولار للحزب الديمقراطي خلال انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي عام 2022، حسب أرقام ذكرها موقع فوربس.

المولد والنشأة

اسمه بالكامل صموئيل بانكمان فرايد، ولد في السادس من مارس/آذار 1992، بمدينة ستانفورد بولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأميركية، ونشأ في منطقة خليج سان فرانسيسكو الغنية، والده جوزيف بانكمان، ووالدته باربرا فرايد، وهما أستاذان في كلية الحقوق بجامعة ستانفورد.

التحق بمعهد ماساشوستس للتكنولوجيا في الفترة ما بين 2010 و2014، وحصل على بكالوريوس العلوم متخصصا في الفيزياء، إضافة إلى إنجازه تخصصا فرعيا في الرياضيات.

يقول عن نفسه إنه نباتي النزعة، حتى إنه في فترة حجزه ومحاكمته قال فريق دفاعه إنه كان يعيش حرفيا على الخبز والماء وزبدة الفول السوداني في الفترة التي سبقت محاكمته.

كانت نزعته النباتية ترتبط بتاريخ حافل في مجال “الدفاع عن حقوق الحيوانات”، إذ سبق له أن نظم احتجاجا في هذا الصدد، خلال عامه الجامعي الأول.

شعار شركة ألاميدا التي أسسها سام بانكمان (غيتي)

الدراسة والتكوين

عندما كان بانكمان فرايد طالبا في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا، ذهب إلى محاضرة ألقاها ويل ماكاسكيل -الذي كان طالب دكتوراه يبلغ من العمر 25 عاما في جامعة أكسفورد- ومحاضراته كانت تدور حول تعليم الطلاب فلسفة استخدام الرياضيات لمعرفة كيف يمكن للأفراد أن يتفوقوا في أعمالهم الخيرية.

قال ماكاسكيل لفرايد حينما قابله “لتتمكن من تحقيق أكبر قدر من الاستفادة، يجب عليك أن توظف ذكاءك في شركة مربحة، وتتبرع بمعظم راتبك لقضايا مهمة”.

ويقول بانكمان إنه تعلم كثير من كلمات ومحاضرة ماكاسيكل، ورأى أنها تلخص المبدأ المعروف باسم الكسب من أجل العطاء، وهي حركة تسعى إلى فعل الخير باستخدام الموارد المالية بفعالية.

وربما إيمان بانكمان بهذا المبدأ، هو ما يفسر تبرعه بنصف راتبه الذي حصل عليه من وظيفته في شركة جين ستريت للتجارة العامة، للجمعيات الخيرية، بما في ذلك منظمات رعاية الحيوان.

أما عن سماته الشخصية التي جعلت منه مليارديرا في سن صغيرة، فكثير ممن تعامل معه مباشرة قالوا إنه يتمتع بقدرة كبيرة على تحمل المخاطر بشكل غير عادي، ولديه رغبة دائمة في المخاطرة.

وقالت عنه الرئيسة التنفيذية السابقة لشركة ألاميدا للأبحاث كارولين إليسون “كان يُخاطر بكل شيء”.

الوظائف والمسؤوليات

التحق عام 2014 بشركة “جين ستريت” التجارية، وبعد عامين حينما كان عمره 25 عاما، قرر الدخول إلى عالم تداول العملات المشفرة، حينما أسس شركة ألاميدا، وهي شركة استثمار في العملات المشفرة -بعد أن لاحظ أن أسعار البيتكوين تتباين بشكل كبير في مختلف البلدان، وحققت ألاميدا أرباحا بقيمة 20 مليون دولار بعد فترة زمنية قصيرة من انطلاقها.

عام 2019، أسس بانكمان شركة “إف تي إكس”، وهي بورصة عملات مشفرة مقرها هونغ كونغ، وأصبح رئيسها التنفيذي، ونجح في جعلها ثاني أكبر منصة تبادل عملات مشفرة في العالم، وكان نجاحه هذا سببا في ضمه إلى نادي أصحاب المليارات في العالم قبل أن يتم الثلاثين من عمره، حسب فوربس.

اضطر للاستقالة من منصبه في الشركة بعد الأزمة المالية الكبيرة التي تعرضت لها في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، وبعدما عجزت عن الاستجابة لطلبات السحب الكثيفة من عملاء أصابهم الذعر بعدما علموا أن أموالهم مستثمرة في عمليات محفوفة بالمخاطر في شركة “ألاميدا ريسيرش”.

مما أدى وقتها إلى انهيار العملة المشفرة الأصلية “إف تي تي”، وأعلنت بعدها شركته إفلاسها، مما أجبر بانكمان على إعلان إنهاء العمليات حتى في شركته الخاصة بتداول العملات الرقمية.

بانكمان أسس شركة “إف تي إكس” وهي بورصة عملات مشفرة مقرها هونغ كونغ (شترستوك)

ثروات وانكسارات

استفاد بانكمان من طفرة في قيم بيتكوين والأصول الرقمية الأخرى لتصل ثروته الصافية إلى 26 مليار دولار، وكانت ثروته مرتبطة بملكية نحو نصف شركة “إف تي إكس” وحصة من رموز “إف تي تي” الخاصة بها، وفقا لأرقام ذكرها موقع فوربس.

وكانت شركة “إف تي إكس” وفي غضون شهور قليلة من تأسيسها، قد وصل حجم التداول اليومي عليها إلى 300 مليون دولار، وبحلول عام 2021 ظهر بانكمان لأول مرة في قائمة فوربس -القائمة السنوية للأغنياء- بثروة قدرت وقتها بـ22.5 مليار دولار.

بلغ حجم ثروته الصافية 10.5 مليارات دولار أكتوبر/تشرين الأول 2022، وتعرض لانتكاسة مالية كبيرة في نوفمبر/تشرين الثاني وسط أزمة الملاءمة المالية لشركة “إف تي إكس”، مما أدى إلى انخفاض ثروته بنسبة 94% في يوم واحد، إذ وصلت ثروته إلى 991.5 مليون دولار، وفقا لمؤشر بلومبيرغ للمليارديرات، الذي اعتبر هذا الانخفاض أكبر انخفاض في يوم واحد في تاريخ المؤشر.

يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، قال مؤشر بلومبيرغ إن بانكمان لم يعد ثريا ولا ضمن قائمة المليارديرات ووصف ضياع ثروته بأنه “واحدة من أعظم أحداث ضياع الثروات في التاريخ”.

قضت محكمة أميركية في 25 مارس/آذار 2024 بسجنه 25 عاما، بعدما أدين بواحدة من أكبر قضايا الاحتيال المالي في التاريخ، بينما سعى الادعاء العام لسجن مؤسس شركة “إف تي إكس” لمدة أطول لا تقل عن 40 أو 50 عاما بعد أن أدانته هيئة محلفين في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني 2023.

لحظة اعتقال بانكمان من مقر شركته “إف تي إكس” في جزر البهاماس استعدادا لتسليمه للولايات المتحدة (غيتي)

اعتبر المدعي العام داميان وليامز وقتها أن إدانة بانكمان فرايد بـ7 تهم هي أمر يعكس “الجشع والغطرسة التي لا مثيل لها”، مطالبا بإنزال أشد عقوبة بحقه في ضوء عملية الاحتيال التي نفذها وتقدّر بأكثر من 10 مليارات دولار، مبررا مطالبته بمدة سجن طويلة لبانكمان باحتمال عودته لارتكاب مزيد من المخالفات، ورغبة منه في حماية الناس.

وكان لويس كابلان قاضي محكمة نيويورك الجزئية الذي أصدر حكم إدانة بانكمان وحبسه 25 عاما، في جلسة استماع بمحكمة مانهاتن، قد أصدر حكمه بعدما تأكد له أن عملاء “إف تي إكس” خسروا 8 مليارات دولار، وخسر مستثمرو الأسهم في البورصة 1.7 مليار دولار، وأن المقرضين لصندوق التحوط لأبحاث ألاميدا خسروا 1.3 مليار دولار، حسب الأرقام الصادرة عن فوربس أيضا.

شاهد من أهله

خلال محاكمته، قال بعض أقرب شركاء بانكمان فرايد إنه كان وراء جميع القرارات التي أدت إلى اختفاء 8 مليارات دولار من “إف تي إكس”، ومن بين هؤلاء صديقته السابقة كارولين إليسون، التي شهدت أن شركة “ألاميدا” التي كانت تديرها سرقت “نحو 14 مليار دولار” من عملاء ” إف تي إكس”، وأن بانكمان هو من وجهها لارتكاب هذه الجرائم.

في حين قال فريق دفاعه إن الندم “حطمه” بسبب انهيار “إف تي إكس”، وأشار محاموه أيضا إلى تصريحات لمسؤولين فيها أعربوا عن ثقتهم في أن عملاء الشركة ودائنيها سوف يستعيدون أموالهم.

أثار ذلك رد فعل لاذعا من جون راي الرئيس التنفيذي لشركة ” إف تي إكس تريدينغ”، الذي قال إن عمليات الاسترداد المستمرة للمكاسب غير المشروعة لا تعوض الخسائر بسبب عملية الاحتيال، وإن الأشياء التي سرقها تم استردادها بنجاح من خلال جهود مجموعة متخصصة من المحترفين، لكن هذا “لا يعني أن الأشياء لم تُسرق”.

بينما تعهد بانكمان باستئناف إدانته والحكم الصادر بحقه، معتذرا لشركائه وعملائه في “إف تي إكس”، مؤكدا أنهم تحملوا الكثير.

المصدر : مواقع إلكترونية

للمزيد من التفاصيل: Read More

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى