سر المشاهدات العالية لفيديوهات تنظيف السجاد.. استشاري نفسي يوضح

نسب مشاهدة عالية تحققها مقاطع الفيديو الخاصة بتنظيف السجاد عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، وعلى الرغم من أن الفيديو بالكامل لا يتضمن سوى مشهدًا واحدًا وهو غسيل السجاد بالمساحيق والآلات المختلفة، ولا يتضمن مثلًا مشاهد متنوعة أو حبكة درامية كما في الأفلام أو باقي الفيديوهات التي نراها، إلا أنه يحقق نسبًا عالية من المشاهدات ويشعر المشاهد براحة شديدة تدفعه لمتابعة الفيديو من البداية للنهاية، فما سر مشاعر الارتياح هذه التي تلازم المشاهدين خلال متابعة فيديوهات تنظيف السجاد؟     

فيديوهات تنظيف السجاد

بداية، وقبل التطرق لأسباب الشعور بالارتياح الذي يلازم بعض المشاهدين في أثناء متابعة فيديوهات تنظيف السجاد، يمكن الجزم بأن صاحب هذه الفكرة الذي قرر أن يطل بها لأول مرة على رواد الـ«سوشيال ميديا» دارسٌ متعمقٌ لعلم النفس، وعلى دراية شبه كاملة باحتياجات النفس البشرية، وهي الشعور بالنظافة والطهارة والترتيب، سواء في القلب والروح والعقل، أو حتى المظهر الخارجي والمنزل وغرف المعيشة؛ إذ تعزز مشاهدة فيديوهات تنظيف السجاد كل هذه المشاعر التي نحتاجها.

وعلَّق الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، على نسب المشاهدات العالية التي تحققها فيديوهات تنظيف السجاد عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، موضحًا أن هذه الفيديوهات خلقت حالة غير عادية وغير مسبوقة لإقبال رواد الـ«سوشيال ميديا» لمشاهدتها على مستوى العالم، إلى جانب ظهور نجوم بارزين في الرياضة والفن، يشاهدون هذه الفيديوهات بل ويعبرون عن استمتاعهم الشديد بها: «كمان تطبيق تيك توك خَصص علامة جديدة اسمها كلين توك لعرض الفيديوهات دي، ووصلت نسبة المشاهدات فيها لـ62 مليار مشاهدة، وده مؤشر كبير على مدى شغف المشاهدين».

أسباب الشعور بالارتياح

وعن أسباب تعزيز الشعور بالارتياح خلال مشاهدة فيديوهات تنظيف السجاد، أوضح «هندي» خلال حديثه لـ«الوطن»، أن رؤية الأشياء وهي تتحول من عمق الاتساخ إلى قمة النظافة يمنح شعورًا مبهجًا بالارتياح والاسترخاء والرضا، كما يعزز مشاعر الأمل والقدرة على التغيير للأفضل في كل شيء.

«الشخص لما بيشوف الحاجة بتنضف قدامه وبتبقى جميلة ومهندمة بيطلع برا الواقع الفوضوي بتاعه وبيندمج معاها فبيحس بارتياح شديد»، وفقًا لـ«هندي»، وأنّه من أسباب الشعور بالارتياح والفرح، خلال مشاهدة فيديوهات تنظيف السجاد هو أنها تُمثل إسقاطًا نفسيًا بالرغبة في التطهُّر من الآثام والخطايا، التي تُثقِل الروح وتُرهِقها؛ فعند مشاهدة مثل هذه الفيديوهات يشعر الشخص، وكأنه يتطهر من ذنوبه وخطاياه كما يتطهر السجاد من اتساخه.

التعرُّض لمحفزات صوتية أو مرئية

كما يتضمن علم النفس مصطلحًا ذات صلة بمسببات الشعور بالارتياح عند مشاهدة فيديوهات تنظيف السجاد، وهو «ASMAR»، ويعني الشعور بالارتياح لمجرد التعرُّض لمحفزات صوتية أو مرئية دون معايشة أي خبرة ملموسة؛ فمع متابعة السجاد وهو يُنَظف لهذه الدرجة والاستماع إلى أصوات الآلات المُستَخدمة في التنظيف، يشعر الشخص بلذة حقيقية وكأنه يعيش التجربة ويتلامس معها.