أخبار مصر

«علي الغزاوي» مفتي البقاع وشيخ قراء لبنان: «تعلمت صحيح القرآن في الأزهر»

منذ صغره كان يعشق أصوات المشايخ المصريين أثناء تلاوتهم وترتيلهم للقرآن الكريم، فتعلق قلبه بهم، وصمم والده على تحفيظه كتاب الله فى سن صغيرة، وبعد أن أتم حفظ القرآن، حصل على الإجازات المختلفة، وأصبح واحداً من أهم القراء فى بلاده، ولُقب بـ«شيخ قراء لبنان»، قبل أن يتم اختياره لشغل منصب المفتى العام فى منطقة البقاع اللبنانية عام 2022، ليشار إليه بالبنان، هو الشيخ الدكتور على محمد الغزاوى، مفتى عام البقاع فى لبنان.

الغزاوي: حفظ كتاب الله حصن يحمى شباب المسلمين من الفتن

ولد على الغزاوى، البالغ من العمر 53 عاماً، فى مدينة غزة، وأتم مراحل الدراسة الأولى بها، ثم انتقل إلى دمشق حيث أكمل تعليمه بها، قبل أن ينتقل إلى القاهرة، حيث تخرج فى كلية الشريعة الإسلامة بجامعة الأزهر، وخلال دراسته فى الأزهر، التقى الكثيرين من مشايخ التلاوة المصرية: «مدرسة التلاوة المصرية هى الأساس، كلنا تعلمنا منها وفيها، إلى أن أصبحنا من كبار القراء فى مناطقنا، فهذه المدرسة تعلمك صحيح القرآن».

فى عام 1996، حصل «الغزاوى» على أول إجازة فى القرآن الكريم من جامعة الأزهر بالقاهرة، وبعدها نال درجة الماجستير فى الفقه المقارن من جامعة بيروت الإسلامية، ثم نال درجة الدكتوراه فى الفقه المقارن بين الشريعة الإسلامية والقانون اللبنانى، من جامعة بيروت الإسلامية فى سنة 2016، وخلال تلك السنوات لم يتوقف عن الدراسة والبحث والحصول على الإجازات المختلفة فى القرآن الكريم: «حصلت على مجاز برواية حفص عن عاصم من المرحوم الشيخ عبدالرزاق الحلبى، فضلاً عن تعلم مقامات القراءات العشر، وكنت أشارك فى قراءة القرآن الكريم بدار الفتوى فى المناسبات الرسمية».

سبب اختيار الغزاوي إماما وخطيبا

قبل هذه السنوات، ولحسن صوته وتلاوته القرآن الكريم بإتقان، جرى تعيين «الشيخ الغزاوى» إماماً وخطيباً لعدد من المساجد فى لبنان، قبل أن يتم تنصيبه شيخاً لقراء لبنان فى 2008، وقال: «من خلال دراستى المقامات العشر، وصوتى العذب، جعلنى أحصد لقب شيخ قراء القرآن فى لبنان»، وأضاف: «عُينت إماماً للمصلين بمساجد كثيرة، وكنت أصلى بهم التراويح، كما تم اختيارى عضواً فى مجلس إدارة أزهر البقاع، وعضواً فى صندوق الزكاة، ثم رئيساً للجنة الإدارية بالأزهر، وكل هذا بفضل إصرارى على التعلم الدائم، وحفظ القرآن بمقاماته».

مسابقات محلية ودولية كثيرة شارك فيها الشيخ «الغزاوى»، من بينها مشاركته فى تحكيم مسابقة القرآن الكريم بالمملكة العربية السعودية عام 2012، بمشاركة حفظة كتاب الله من 17 دولة، كما شارك بالتحكيم فى مسابقة وزارة الأوقاف المصرية، وكذلك فى لبنان، وفى السفارات: «حفظى لكتاب الله فتح لى الكثير من الآفاق، فأصبحت محكّماً دولياً فى المسابقات القرآنية بمصر والسعودية ودمشق والأردن وغيرها من المناطق، وهذا من فضل الله علىّ، ثم بفضل مشاهير دولة التلاوة المصرية».

لم يقف «الغزاوى» عند هذا الحد، بل أصبح مدرساً لعلوم القرآن وأحكامه فى مختلف الجامعات اللبنانية، من بينها الجامعة الإسلامية فى بيروت، وعضواً فى لجنة تدقيق المصاحف المعتمدة من دار الفتوى فى الجمهورية اللبنانية، كما أشرف على العديد من الرسائل العلمية ما بين ماجستير ودكتوراه فى جامعة بيروت الإسلامية، وعدد من الجامعات الأخرى، فضلاً عن تأليف الكثير من الكتب، من بينها «الإحسان فى الإسلام»، و«القاضى الشرعى حصانته وأحكامه وسلطاته»، وهى دراسة مقارنة بين الشريعة والقانون اللبنانى.

اختياره مفتيا لمنطقة البقاع

ورغم أن «الغزاوى» يشغل منصب المفتى العام لمنطقة البقاع، إلا أنه ما زال يتعلم ويعلم القرآن، إذ كان من أوائل الذين حفظوا كتاب الله بالإجازات والمقامات، ويستمتع اللبنانيون بصوته حين يتلو القرآن على مسامعهم: «مسيرتى مع القرآن فى ارتقاء، ما زلت أتعلم الكثير، وأحافظ على مراجعته بشكل مستمر».

أعرب مفتى البقاع اللبنانية عن أمنيته أن يقبل الشباب فى مختلف الدول الإسلامية على حفظ كتاب الله، فهو «حصن لهم من أى فتن»، وقال فى هذا الصدد: «القرآن الكريم هو الملاذ الآمن للشباب، والمسار الصحيح لهم، يقيهم الشرور، ويجنبهم الفتن، وأتمنى أن يواظب شباب الأمة الإسلامية على حفظه وقراءته».

للمزيد من التفاصيل: Read More

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى