Raya FMأخبار العالم

غزة.. هكذا غيرت قذيفة إسرائيلية حياة “فدوى” إلى الأبد

راية – غزة

كتبت: مادلين شقليه

بعد مرور نحو مئتي يوم على اندلاع الحرب، لا تزال الأم الفلسطينية فدوى الطويل كغيرها من الأمهات المصابات، تعيش آلام الفقد والوجع بعدما تسببت قذيفة إسرائيلية ببتر قدمها اليسرى.

العشرينية فدوى من سكان منطقة جحر الديك وسط قطاع غزة، انقلبت حياتها رأسا على عقب منذ إصابتها في اليوم السادس للحرب أثناء نزوحها هربا من صواريخ وقذائف وجنود الاحتلال.

ونزحت فدوى مع عائلتها من منزلها إلى إحدى مدارس الإيواء في اليوم الرابع للحرب، وبعد يومين اضطرت للعودة لجلب بعض الأغطية والألبسة لأطفالها. 

قالت فدوى لشبكة رايـــة الإعلامية: دخلت المنزل بهدوء، فجأة سمعت انفجارا ثم اخترقت قذيفة دبابة نافذة المنزل فأصابتني مباشرة وطرت لمسافة بعيدة ط وأغمي علي. لم أستفق إلا في مستشفى شهداء الأقصى لاحقا ووجدت قدمي اليسرى مبتورة”.

وأضافت: “لا أعلم ماذا فعلت لهم (قوات جيش الاحتلال) كي يستهدفوني، فأنا أم ذهبت لأجلب احتياجات لأطفالي الصغار”.

“فقد المأوى”

لم يتوقف الفقد لدى فدوى عند هذا الحد بل دمر الاحتلال منزلها الذي قالت عنه: “أنا وزوجي جمعنا ثمنه بدمع العين. الله وحده العالم بأحوالنا وكيف وفرنا ثمنه وكيف قمت بتعفيشه وترتيبه. دمر بطرفة عين ولم يتبق منه أي شيء وكأن الأرض ابتلعته”.

وتكمل فدوى: “يواسوننا بالقول (المال معوض)، لكن للأسف في غزة لا شيء ثعوض وإن تم تعويضه، هل من الممكن تعويض الذكريات والأحلام والتفاصيل الصغيرة التي لا تحكى”.

وباتت فدوى تسكن مع زوجها وأطفالها في خيمة متهالكة، حسبما تقول لـ”راية”، مضيفة: “الوجع كبير والسكن في الخيمة أو على أرصفة الشوارع مذل ومهين للنفس البشرية”.

وتتابع: لا أجد علاجا للألم في داخلي، اليوم أنا بدون منزل وبدون قدم يسرى، أتحرك بالعكاكيز، فطفلتي الصغيرة ذات العام والنصف غير مستوعبة أنني بدون قدم فعند إصابتي كانت تبلغ من العمر عام فقط واليوم مر على إصابتي خمسة أشهر.

والدموع تملأ عينيها، تتحدث فدوى: طفلتي بتحكيلي “ماما انتي واوه” وتقوم بتقبيل قدمي معتقدة أنها ستشفى وتعود من جديد.

وتواصل فدوى حديثها لـ “رايـــة“: “أنا لست بخير؛ لأنني لا أستطيع أن أقوم بواجباتي كأم على أكمل الوجه. أحتاج لمكان مناسب للمعيشة، فاليوم أسكن في خيمة من الأغطية وليست من النايلون ولا خيمة كبقية الخيام. ننام جميعنا على الأرض، فالبرد قارس”.

ورغم أن الألم الجسدي كبير، إلا أن ألم فدوى الأكبر نفسي؛ كونها تجد أشخاصا لا سيما من الفتية بمدرسة الإيواء يتنمرون عليها بسبب قدمها المبتورة والعكاكيز. وبهذا الصدد، دعت الأهالي إلى توعية أبنائهم حول كيفية التعامل مع المرضى والمصابين.

وتتمنى فدوى أن تنتهي الحرب في أسرع وقت ممكن وأن تسافر لتركيب طرف صناعي بدلا من قدمها المبتورة؛ كي تعود لأطفالها من جديد وتمارس دورها كـ أم على أكمل وجه، كما كانت قبل العدوان.

وفدوى ليست الوحيدة بل هي نقطة في بحر من معاناة النساء جراء الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة، حيث أن عدد الشهداء تجاوز 34 ألف والمصابين أكثر من 77 ألف غالبيتهم من الأطفال والنساء.

للمزيد من التفاصيل: Read More

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى