أخبار لبنان

كثافة تحذيرات دولية.. وغوتيريش لنتنياهو: العالم لن يتحمل أن يصبح لبنان غزة أخرى

انحسرت عاصفة التهديدات الإسرائيلية التي رافقت زيارة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين، الى لبنان ، في مقابل رصد دقيق لمجريات التحركات الديبلوماسية الخارجية ولا سيما منها على الخط الأميركي الإسرائيلي حيث بدا لافتاً أن اخطار الحرب في لبنان باتت تحتل الأولوية على هذا الخط.
Advertisement

وأعلنت وزارة الخارجية البريطانية، أن «وزير الخارجية ديفيد كاميرون تحدّث مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ليعرب عن قلقه بشأن تصعيد التوترات مع «إسرائيل» وزيادة احتمالات الخطأ بالحساب».

وأكد كاميرون، بوضوح على أن «اتساع رقعة الصراع ليس في مصلحة أحد»، مشدداً على أن «بريطانيا تريد أن تشهد حلاً سلمياً عن طريق التفاوض على تسوية».
وكان رئيس الحكومة قد تلقى اتصالًا من وزير الخارجيّة البريطانيّة، جرى خلاله البحث في العلاقات بين البلدين والوضع في لبنان والمنطقة.
وكتبت” النهار”: لا يبعث التطور المتمثل بتقدم ملف الجبهة اللبنانية إلى أولويات المحادثات والاتصالات والمواقف الأميركية والإسرائيلية على الاطمئنان بل على العكس تماماً، إذ إنه تطور مقلق ينذر بتعاظم احتمالات خطر اندلاع الحرب الشاملة التي يظهر الجانب الأميركي تحديداً اندفاعاً قوياً لمنع حصولها ولكن التطورات الميدانية الأخيرة التي واكبت جولة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين بين تل ابيب وبيروت أبرزت تراكم المزيد من التعقيدات أمام المسعى الأميركي ولو أن الأيام التي تلت جولة هوكشتاين أظهرت عودة الطرفين، إسرائيل و”حزب الله”، الى التقيد بوضوح بقواعد اشتباك غير معلنة تحت ستار تصعيد الحرب الكلامية بينهما.
تبعاً لذلك، ثمة معنيون برصد المشهدين الديبلوماسي والميداني يعتقدون أن واشنطن لا تزال قادرة على ضبط الوضع والحؤول دون انفجار الحرب الكبيرة ولذا تشهد واشنطن زحمة محادثات مع مسؤولين إسرائيليين في مفارقة غريبة إذ تترافق هذه الحركة مع تدهور في علاقة البيت الأبيض مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وفي هذا السياق وفي ما فسر بأنه ابتزاز مكشوف لواشنطن، حذر نتنياهو المسؤولين الأميركيين من أن إعاقة إرسال الأسلحة لإسرائيل سيقود إلى وضع يقرب الحرب مع “حزب الله”. وأشارت صحيفة “إسرائيل هيوم” إلى أن التحذير الخطير الذي أطلقه رئيس الوزراء جاء في محادثات مغلقة مع كبار مسؤولي الإدارة بشأن حرب محتملة في لبنان، وكذلك أسباب الضغوط غير المسبوقة التي يمارسها نتنياهو على الرئيس الأميركي جو بايدن وإدارته. كما لفتت إلى أن على مدى ثلاثة أشهر، ظل مسؤولون كبار في مؤسسة الدفاع يحذرون من تباطؤ كبير في شحنات الأسلحة، وفي المحادثات مع الأميركيين أعربت إسرائيل عن عدم رضاها عن التأخير المستمر، لكن رئيس الوزراء حذر أيضًا صراحة في المحادثات مع الأميركيين من أن التأخير في الأسلحة لن يؤدي إلا إلى تقريب الحرب الشاملة مع حزب الله”. وقالت: “هذه التحذيرات يطلقها نتنياهو ومسؤولون كبار آخرون في المؤسسة الأمنية لنظرائهم، لكن الأميركيين ينفون حتى الآن المشكلة أو يعلنون أنهم سيتعاملون معها دون أي تغيير”. وأفاد كبار القادة السياسيين بأن الضغط العلني الذي يمارسه نتنياهو حالياً هو وحده الذي قد يؤدي إلى إطلاق عملية إرسال الشحنات المتأخرة.
وتحدّث مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، مع وزير الخارجية أنتوني بلينكن،اول من أمس في واشنطن. وخلال هذا اللقاء، أكد بلينكن “التزام الولايات المتحدة الثابت بأمن إسرائيل”، وفق ما قال المتحدث باسمه ماثيو ميلر. وأضاف ميلر أنّ بلينكن شدّد أيضاً على “أهمية تجنُّب تصعيد جديد في لبنان من خلال حلّ ديبلوماسي يسمح للعائلات الإسرائيلية واللبنانية التي نزحت بسبب تبادل إطلاق النار على الحدود، بالعودة إلى ديارها . ومن المنتظر أن يلتقي وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت في واشنطن، الأحد ، بكبار مسؤولي السياسة الخارجية والدفاع الأميركية، في مهمة تستمر ثلاثة أيام، لمناقشة رأب الصدع الذي أحدثته انتقادات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن، حول تأخر الأسلحة الأميركية، وتطورات الحرب في غزة، واحتمالات نشوب حرب مع حزب الله في لبنان.
وفي غضون ذلك أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس عن قلقه العميق بشأن التصعيد بين إسرائيل و”حزب الله”. وأضاف: “شعوب العالم لا يمكن أن تتحمّل أن يصبح لبنان غزة أخرى، والعديد من الأرواح فقدت على جانبي الخط الأزرق وعشرات الآلاف من الأشخاص نزحوا”، متابعا “قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة تعمل على خفض التوتر بين إسرائيل وحزب الله وتساعد في منع التقديرات الخاطئة”.كما شدّد على أنّه “على كلّ الأفرقاء الالتزام بقرار مجلس الأمن 1701″، لافتاً إلى أنّه “لا يوجد حلّ عسكري للأوضاع المتوترة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية”.ورأى أن “العالم يجب أن يقول بصوت عال وواضح إن التهدئة الفورية في غزة ليست ممكنة فحسب بل إنها ضرورية”.
وعلى المسار الأوروبي، أعلن وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس بدوره “أننا نعمل مع شركائنا على خفض التصعيد في جنوب لبنان وهذا سبب آخر لوقف الحرب في غزة”. وقال ألباريس في تصريح امس : “حذّرنا مراراً من التصعيد عند الحدود اللبنانية – الإسرائيلية” مشددا على أنه “لا يمكن السماح باتساع دائرة العنف في الشرق الأوسط”.
كما ان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي اعرب عن القلق البالغ جراء التصعيد العسكري في لبنان. ودعا البديوي في بيان “جميع الأطراف المعنية للتحلي بأقصى درجات ضبط النفس لتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر الحرب وتداعياتها”.ودان البيان “إعلان قوات الاحتلال الإسرائيلية عن إقرار خطة لشن هجوم على لبنان، مشدداً على ضرورة تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701 الداعي لوقف كافة العمليات العسكرية في لبنان”. وأكد “موقف مجلس التعاون لدول الخليج العربية الثابت تجاه لبنان وفقا لما أقره المجلس الأعلى في دورته الـ44 (كانون الأول 2023 – الدوحة) بشأن وقوف مجلس التعاون مع الشعب اللبناني الشقيق ودعمه المستمر لسيادة لبنان وأمنه واستقراره وسلامة أراضيه”.
وفي السياق أعلنت برلين امس أن وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك ستتوجه إلى الشرق الأوسط الأسبوع المقبل وسيكون لبنان ضمن جولتها .
وذكرت” البناء”: طغت حملات التسويق الدبلوماسية والإعلامية لحرب إسرائيلية واسعة على لبنان، على المشهد الداخلي، وضعتها مصادر معنية في إطار الحرب النفسية على المقاومة وبيئتها وللضغط على الحكومة اللبنانية. ولفتت المصادر الى «أن احتمال العدوان الإسرائيلي الشامل على لبنان بات مستبعداً الى حدٍ كبير بعد خطاب الردع للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي شكل منظومة من معادلات الرد في البر والجو والبحر، حيث إن القادة الإسرائيليين يفهمون ما كشفه السيد نصرالله من معادلات، والتي تتلخص بأن المقاومة استعدّت للحرب الشاملة ولم تعد تتجنب حصولها وتخشى تداعياتها، بل باتت لديها جرأة بخوضها وثقة بالانتصار فيها».
اضافت «البناء» أن مسؤولين أوروبيين رفيعي المستوى أجروا سلسلة اتصالات بمسؤولين لبنانيين لاحتواء أي تصعيد يؤدي الى انفجار الوضع الأمني على الحدود، كما أجرى مسؤولون أميركيون اتصالات بمسؤولين إسرائيليين للغاية نفسها. ولفتت أوساط دبلوماسية الى أن انفجار الوضع ليس من مصلحة أحد سوى حكومة بنيامين نتنياهو الذي من مصلحته أخذ المنطقة الى الحرب لخلط الأوراق و»تكبير الحجر» لتقليص حجم التداعيات على الكيان الإسرائيلي وقد تشكل طوق نجاة له في ظل المأزق الاستراتيجي الذي حبس نفسه فيه.

للمزيد من التفاصيل: Read More

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى