Raya FMأخبار العالم

منظمات أهلية ونقابات تطالب السلطة والأمم المتحدة بإعلان غزة منطقة “منكوبة بالمجاعة”

عقدت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية بالشراكة مع نقابات فلسطينية، الأربعاء، مؤتمرًا صحفيًا طالبت فيه السلطة الفلسطينية والأمم المتحدة بإعلان قطاع غزة منطقة منكوبة بالمجاعة والتلوث البيئي وانتشار الأمراض، كما صدر بيان عن المؤتمر وقعت عليه أكثر من مئة مؤسسة وائتلاف محلي ودولي منها 43 مؤسسة تعمل في قطاع غزة.

وافتُتح المؤتمر بمقطع فيديو مسجل لمدير شبكة المنظمات الأهلية في غزة، أمجد الشوا، من مكان نزوحه في دير البلح، ووصف فيه الوضع بالخطير، وأن الأوضاع تتفاقم في ظل تصعيد الاحتلال الإسرائيلي، المتمثل بالقصف الإسرائيلي واستهداف مقومات الحياة، والقيود والإغلاقات المفروضة على دخول المساعدات، ونفاذ الغذاء، والمياه نتيجة لتعطل عمل الآبار نتيجة لعدم توفر الوقود، وخروج مستشفيات عن الخدمة، ونفاذ أصناف من الأدوية بالتزامن مع انتشار الأوبئة والاكتظاظ وارتفاع درجة الحرارة، وعليه شدد الشوا على ضرورة المطالبة بإعلان غزة منطقة مجاعة ومنطقة منكوبة، والعمل لوقف العدوان وحماية المدنيين والبنى المدنية.

وخلال المؤتمر، بيّن المدير التنفيذي لمركز بيسان للبحوث والإنماء، أُبي العابودي، أن إعلان المجاعة في قطاع غزة ليس أمرًا تقنيًا متعلقًا بمؤشرات يجب إثبات وجودها! إنما هو الواقع الذي يعيشه أهل غزة اليوم على مرأى من العالم، وأن المجاعة واقعة وحقيقة وفقا لما تم رصده في شهر فبراير ومارس، إذ استشهاد ما يزيد عن 27 طفلًا نتيجة الجوع. إضافة إلى عدم وجود إمكانية في غزة لإصدار شهادات وفاة بشكل منتظم، وغياب أمكانية الوصول للطب والأطباء.

وشدد العابودي على أن أهمية الإعلان تنبع من أن له تبعات قانونية، ويلزم الحكومة الفلسطينية باتخاذ إجراءات الطوارئ ومنها إعلان حالة الطوارئ الصحية، وأعفاء سكان غزة من كافة الرسوم الحكومية. كما أنه يوثق المجاعة في غزة كثالث مجاعة في القرن الواحد والعشرين، مما يضع العالم أمام مسؤولياته اتجاه الإنهاء السريع لحرب الإبادة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، ويضمن عدم قدرة الاحتلال على تكرار جريمته في المستقبل.

وتطرّق العابودي إلى شقّ نقص المساعدات، منوهًا إلى أنّ كميّة المساعدات خلال شهر أيار هي الأقل منذ شهر تشرين الأول 2023، وما يرافق ذلك من انقطاع للأدوية وتدمير قدرة الناس على الوصول للمياه النظيفة والمساعدات نتيجة اجتياحات الاحتلال التي وصلت لتل السلطان في رفح، حيث مخازن الأونروا الرئيسية. موضحًا أن الأمم المتحدة أعلنت أن عمليات التوزيع متوقفة وشبه متوقفة، والرصيف البحري كذبة كبيرة فلم يدخل عبره سوى مساعدات محدودة. مشددًا على أن حجم الجريمة المستمرة غير مسبوق، وأن سوء التغذية الذي تعرّض له أطفال غزة سيصاحبه آثار صحيّة عميقة لسنوات قادمة.

وأكدّ العابودي ضرورة إعلان المجاعة من قبل السلطة الفلسطينية والحكومة كونها الحكومة المسؤولة، ومن قبل الأمم المتحدة، لافتًا إلى أن هذا الإعلان خطوة ولن تكون الوحيدة، ضمن أوسع تحالف من المؤسسات والنقابات والحراكات.

فيما استعرض رئيس شبكة المنظمات الأهلية، د. محمد عبوشي، القوانين الدولية التي تحظر المجاعة كممارسة عسكرية ضد السكان المدنيين، مؤكدًا أنّ التسبب بالمجاعة وتدمير مقومات الحياة في قطاع غزة، يخالف التدابير المؤقتة التي أقرتها محكمة العدل الدولية، ما يدفع إلى إمكانية مقاضاة المسؤولين عن الأمر أو والمتسببين بتأخير توصيل المساعدات أمام المحكمة الجنائية الدولية.

من جانبه، أشار حلمي الأعرج عن مجلس منظمات حقوق الإنسان، إلى أنّ الاحتلال يمعن أكثر بجريمة الإبادة، ويمنع دخول المساعدات والوقود، منتهكًا كافة القوانين الدولية التي تكفل حماية المدنيين أثناء الحروب. متحديًا المجتمع الدولي ومحكمة العدل الدولية والرأي العام العالمي. وأكد ضرورة إعلان غزة منطقة منكوبة بالمجاعة حتى يتحرك الضمير الإنساني وتتحمل الدول والمجتمع الدولي مسؤولياتها. مشيرًا إلى أن الضفة الغربية أيضًا تتعرض لجريمة الإبادة، حيث التدمير الممنهج للاقتصاد الوطني، ونتيجة صمت العالم وصلتْ المجاعة الى ساحات السجون.

من جانبه وصف الدكتور حسن عيدة أخصائي الغدد الصماء وسكري الأطفال خلال كلمته ممثلًا عن نقابة الأطباء، الوضع في غزة بالكارثي، نتيجة نقص المياه والتغذية السليمة والأدوية وانتشار الأوبئة. ولفت إلى أنّ الاحتلال هاجم المستشفيات، ما أدى إلى تدمير جزء كبير منها، وتحدث عن متابعته لمرضاه الأطفال في قطاع غزة وأثر عدم توفر الغذاء والدواء لهم، الأمر الذي تسبب بأضرار للمرضى والمصابين من الأطفال والنساء وكبار السن، وأدى نقص العلاج إلى استشهاد جزء منهم، كما هو الحالة بالنسبة للأطفال المصابين بالسكري.

وبيّن عيدة أن محاولات تنسيق دخول بعض الوفود الطبية إلى غزة قوبلت معظمها بالرفض، باستثناء بعض الأطباء من حملة الجنسيات الأجنبية، علمًا بأن صفوفًا من الأطباء يحاولون الدخول إلى غزة للمساعدة. وذكر عيدة أنّ أنه لو توقفت الحرب حالًا سيموت الآلاف بسبب تبعات الحرب من سوء التغذية ونقص العلاج.

للمزيد من التفاصيل: Read More

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى