أخبار لبنان

الحرب الشاملة في الربيع المقبل؟!

اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب…

اضغط هنا

مرارا أكد حزب الله أنه سيستمر في القتال ما لم توقف إسرائيل حملتها على غزة، ليبقى الطرفان عالقين في حرب استنزاف، والنتيجة نزوح أكثر من 100 ألف لبناني وعدد مماثل من الإسرائيليين من منازلهم. إلا ان التصعيد الحاصل على الجبهة اللبنانية-الإسرائيلية بعد 8 أشهر على انطلاق عملية “طوفان الأقصى” وارتفاع وتيرة المواقف الإسرائيلية إلى حد تحديد موعد منتصف الشهر الجاري لشن هجوم واسع النطاق على لبنان، إَضافة إلى سلسلة التهديدات الإسرائيلية في الساعات الأخيرة ومفادها “إن عملية كبيرة في الشمال ستكون ذات عواقب وخيمة على قدراتنا في غزة” تؤكد أن احتمال أي اتفاق مع لبنان ضئيل للغاية سيما وأن إيقاف هذه المواجهات مرهون بشرطين حاسمين هما: وقف الحرب في غزة، وتطبيق القرار الاممي 1701 بشأن وقف العمليات القتالية بين بيروت وتل أبيب.

رئيس مركز الشرق الاوسط للدراسات الخبير الاستراتيجي العميد الركن المتقاعد هشام جابر يؤكد ل”المركزية” ان “الوضع الأمني في جنوب لبنان يشهد تطورا ملحوظا بعد التصعيد الإسرائيلي وقيامه بتكثيف عمليات الاغتيال لعناصر وقيادات في حزب الله. إلا أن هذا التصعيد سيبقى تحت سقف الحرب الشاملة على رغم كل الخطط التي وضعتها إسرائيل لاجتياح لبنان والقيام بعملية عسكرية شاملة لأن السؤال الأبرز هل ستنفذ إسرائيل هذه الخطط ومتى؟”.

ليست المرة الأولى التي ترفع فيها إسرائيل من حدة التهديدات خصوصا في ظل رفض حزب الله لكل المساعي الديبلوماسية القائمة على اساس مطالب إسرائيل بإبعاد حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني في جنوب لبنان عبر تسوية دولية استنادا إلى القرار الأممي رقم 1701 والذي ينص على إبعاد حزب الله عن الحدود مع إسرائيل، وهددت أنه إذا لم تنجح التسوية السياسية الدولية فإنها ستتحرك عسكريا لإبعاد حزب الله عن الحدود.

إلا أن المشهد على أرض المعركة مختلف تماما” فإسرائيل في مأزق كبير وهي مستمرة في التهديدات منذ 8 أشهر حتى اليوم. إلا ان حزب الله لا يميل إلى تكبير مساحة العمليات العسكرية وضرب العمق الإسرائيلي وخاصة القطاع الغربي مثل حيفا وتل ابيب لأنه حينها سيكون الحزب من بادر في توسعة الحرب وهذا ما تريده إسرائيل.ووفق جابر، فإن “الأمور ذاهبة إلى التصعيد ولكنها ستبقى تحت سقف الحرب الشاملة إلا إذا ذهبت إسرائيل إليها مع لبنان لكن حتى الآن هذا الأمر مستبعد”.

في خطابه الأخير، قال أمين عام حزب الله حسن نصرالله، إن إسرائيل “لم تحقق أي هدف من أهدافها في الحرب على قطاع غزة باعتراف قادتها، وتوعدها بـ”مفاجآت” من جماعته. أما الرد فجاء على لسان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الذي قال بأن “الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله يجر لبنان إلى واقع صعب”.

ويرى جابر ان حزب الله لن يقدم على إطلاق شرارة الحرب الشاملة على لبنان لأنه لا يريد ان يسجل التاريخ بأنه كان المسؤول عن تدمير لبنان ولعلمه بأن أي حرب على لبنان ستتطور لتصبح حربا إقليمية تتورط بها إيران وتشعل منطقة الخليج. وهذا التطور العسكري سيفرض حتما على الولايات المتحدة أن تهب لمساعدة إسرائيل”.

بالتوازي يلفت جابر إلى عدم وجود اي نية لدى نتانياهو في إبرام صفقة أو القبول بالهدنة على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية لأن من شأن ذلك ان ينهي سيرته العسكرية والسياسية ويخرج من ملعب الحكم إلى المحاكمة مباشرة. جل ما يفعله نتانياهو هو اللعب على حبال المفاوضات”.

ويبقى السؤال الأهم، هل يقايض نتانياهو غزة بجنوب لبنان؟ ” الأكيد أن الأميركي لن يوافق لأنه يعلم أن جنوب لبنان يعني فتح بوابة جهنم وهو مختلف تماما عن غزة حيث أن الحرب هناك ستبقى محصورة في إطارها الجغرافي في حين أن الحرب في جنوب لبنان وتوسيعها لتشمل لبنان يعني الدخول في حرب إقليمية وقد تكون هذه التهديدات لجر حزب الله والحكومة لتقديم جائزة ترضية لإسرائيل وسحب حزب الله .إلا أن الأخير لن يوافق بدوره لأن إيقاف الحرب في ما هي مستمرة في غزة سينعكس سلبا على شعبيته وبالتالي سيخسر الحزب هيبته أمام بيئته الحاضنة”.

في اللقاء الذي جمع وزير الخارجية الإيراني بالإنابة علي باقري كني مع نصرالله كان واضحا أن الرسائل التي حملها معه لا تختلف عن تلك التي كان مقررا أن يحملها وزير الخارجية الإيراني السابق الراحل حسين أمير عبد اللهيان إلى لبنان قبل أن يقتل في تحطم الطائرة التي كانت تقله مع الرئيس الإيراني، ومفادها أن إيران والولايات المتحدة الأميركية ومعهما دول أساسية في المنطقة لا تريد توسيع الحرب وهذا الإتفاق مستمر لتفويت الفرصة على نتانياهو المصر على توسيع دائرة الحرب لجر واشنطن إلى شراكة مباشرة فيه. وما يؤكد على مضمون فحوى هذه الرسائل التي حملها باقري يحسب جابر انشغال الولايات المتحدة بمعركة الإنتخابات الرئاسية “إلا إذا ارتكبت إسرائيل مجزرة في لبنان لجر حزب الله إلى الحرب آنذاك سيجد الأخير نفسه ملزما في الرد وفي تخطي الخطوط الحمراء التي يراعيها الطرفان.

إلا ان هذا السيناريو منوط بالجهود والمساعي التي تقوم بها الولايات المتحدة لتفادي فتح جبهة الحرب الشاملة على لبنان خلال فترة الإنتخابات الرئاسية لأنها ستتورط بحرب إقليمية. ووفق جابر فإن إسرائيل لن تترك حتما حزب الله لأنها تعتبره الخطر الأكبر على وجودها وأمنها واستقرارها وتحديدا على جبهتها الشمالية، لكن توقيت هذه الحرب لن تحصل قبل وصول الرئيس الأميركي الجديد.وايا يكن هذا الرئيس الحرب الشاملة ستحصل لكن ليس قبل الربيع المقبل”يختم جابر.

جوانا فرحات – المركزية

​للمزيد من التفاصيل: Read More

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى