Skip to main content

حرب ترامب على الجامعات الأمريكية إرضاء للاحتلال.. هل ينقلب السحر على الساحر؟ 

19 نيسان 2025
https://qudsn.co/photo_2025-04-19_19-11-29

ترجمة خاصة - شبكة قُدس: ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أنه في ظل تصاعد التوتر بين إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وجامعة هارفارد، خرج تنظيم "هيليل"، الممثل للطلبة اليهود في الحرم الجامعي، بتصريح علني غير مسبوق في حدّته، يدين فيه سلوك ترامب تجاه الجامعة تحت شعار "حماية اليهود".

وفي بيان صدر مساء الجمعة، أكد التنظيم الممثل للطلبة اليهود أن الإجراءات التي تزعم الإدارة اتخاذها لمكافحة ما يسمى "معاداة السامية"، تجاوزت حدودها المعلنة، بل وقد تنعكس سلبًا على الطلاب والباحثين والأكاديميين اليهود والإسرائيليين داخل الحرم الجامعي. 

وأشار تنظيم "هيليل" اليهودي إلى أنالتصعيد الفيدرالي الأخير – الذي شمل تجميد أبحاث طبية منقذة للحياة، وتهديد الوضع الضريبي للجامعة، والتلويح بسحب تأشيرات طلابية – قد ينقلب ضد الطلبة والباحثين اليهود، بدل أن يحميهم، خاصة أولئك الذين عبّروا عن دعمهم العلني للاحتلال وخدموا في جيش الاحتلال الإسرائيلي.

ودعا التنظيم اليهودي إلى استعادة "التعاون البنّاء والمتوازن بين الجامعة والإدارة الأمريكية، بما يضمن حماية حقوق الجالية اليهودية، ويعزز التميز الأكاديمي والبحثي، ويضمن ريادة الولايات المتحدة في مجالَي الصناعة والعلم".

بالتوازي، أعرب طلبة يهود في جامعات أمريكية مرموقة عن رفضهم لما وصفوه بـ"تسييس خطير لسياسات الهجرة كأداة للعقاب الفكري". وفي رسالة مفتوحة موقّعة من أكثر من 220 طالبًا يهوديا في جامعات مثل كولومبيا، وييل، ونيويورك (NYU)، عبّروا عن قلقهم إزاء اعتقال الناشط الفلسطيني محسن مهداوي، معتبرين أن الخطوة تشكّل "سابقة مقلقة" في استخدام الأوامر الإدارية لإسكات معارضة مشروعة للحرب في غزة ولسياسات الولايات المتحدة والاحتلال.

وكتبوا: "نعرف محسن عن قرب – لقد كان من أبرز الأصوات الداعية للحوار. طرده من الحرم الجامعي لا يحمينا، بل يزرع الخوف ويدمّر الأمل في السلام".

وأضافوا أن حرية التعبير ليست حكرًا على المواطنين فقط، بل هي "مبدأ جوهري في أي ديمقراطية، خاصة عندما تشمل الآراء التي قد تكون صعبة على البعض".

وأكدوا أن قمع الأصوات المعارضة لا يهدد الفلسطينيين وحدهم، بل يطالهم أيضًا كيهود: "نحن نعلم من تاريخنا ما يعنيه إسكات الأقليات باسم الحماية. لا يمكن استخدام مخاوفنا ذريعة لتمرير سياسات مناهضة للديمقراطية. محسن ليس عدوًا، بل شريكًا".

وفي ظل التوتر القائم، أعلنت إدارة ترامب تجميد مساعدات فدرالية لهارفارد تفوق قيمتها 2.2 مليار دولار، إلى حين تنفيذ شروط محددة فرضها البيت الأبيض، من بينها مراجعة محتوى المناهج، وإعادة النظر في سياسات القبول والتوظيف.

وبالتوازي، أقر وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، توجيهًا جديدًا يفرض فحصًا أمنيًا دقيقًا على طلبات تأشيرة الدخول للولايات المتحدة، لكل من زار قطاع غزة منذ يناير 2007، حتى لو كان ذلك في سياق إنساني أو دبلوماسي. ويشمل الفحص مراجعة موسعة لنشاطات المتقدم على وسائل التواصل الاجتماعي، بحثًا عن "محتوى مشبوه".

وبحسب روبيو، أُلغيت أكثر من 300 تأشيرة منذ بداية العام، بعضها لطُلاب شاركوا في احتجاجات أو انتقدوا سياسات الاحتلال أو أمريكا.

وزاد الغضب الجامعي بعد تسريب رسالة رسمية من الإدارة الأمريكية إلى هارفارد، تضمنت مطالب "غير مسبوقة" تتعلق بسياسات القبول والتوظيف والمناهج، قبل أن يتبيّن لاحقًا أن الرسالة لم تحظَ بالموافقة النهائية داخل الإدارة. وكشفت صحيفة نيويورك تايمز أن أحد كبار مسؤولي فريق الرئيس لمحاربة ما يسمى "معاداة السامية" اعترف بأن الرسالة كانت "مسودة داخلية" أُرسلت بالخطأ، دون تنسيق مع الجهات المعنية.

لكن الجامعة تلقّتها كوثيقة رسمية، ما أثار حالة من الإرباك. ورغم تأكيد الخطأ، لم تتراجع الإدارة عن محتوى الرسالة، بل صعّدت إجراءاتها، وأعلنت رسميًا عن تجميد المساعدات، إلى جانب التهديد بإلغاء الإعفاء الضريبي ومنع استقبال الطلبة الأجانب.

وفي الأشهر الأخيرة، اعتُقل عدد من الطلبة الأجانب في جامعات أمريكية، من أبرزهم محمود خليل، خريج جامعة كولومبيا، والناشطة التركية روميسا أوزتورك من جامعة تافتس في ماساتشوستس، بسبب مشاركتهم في مظاهرات مؤيدة لفلسطين. وردًّا على تساؤلات الصحافة، قال روبيو: "كلما أمسكت بأحد هؤلاء المجانين، أُلغي تأشيرته".

وفي الأوساط الأكاديمية، تصاعدت الانتقادات لما وصفوه بـ"انتهاك صارخ لحرية التعبير"، حتى لأولئك الحاصلين على تأشيرات مؤقتة. وأكدت شخصيات أكاديمية بارزة أن الدستور الأمريكي يضمن حرية التعبير لكل من يعيش على الأراضي الأمريكية، بغض النظر عن وضعه القانوني. في المقابل، تصر إدارة ترامب على أن المشاركين في الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين يمثلون "تهديدًا لسياسة الولايات المتحدة الخارجية".

ووجه البيت الأبيض مطالب مباشرة لهارفارد، شملت إلغاء سياسة التمييز الإيجابي في القبول، وفصل الطلبة الذين يُعتبرون "معادين للقيم الأمريكية"، وفرض عقوبات على الأكاديميين والطلبة المشاركين في "نشاطات مناهضة لإسرائيل أو الولايات المتحدة".

كما حذرّت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية من أن الجامعة قد تفقد أهليتها لاستضافة طلبة أجانب بسبب "تبنّيها لأفكار لا تتناسب والسياسات الأمريكية"، ودعمها لمن وصفتهم بـ"مهاجرين يحملون تأشيرات ويؤججون الكراهية لإسرائيل". لكن الجامعة رفضت تلك الشروط بشكل قاطع، وقال رئيسها اليهودي، البروفيسور آلان جاربير، في رسالة علنية: "لا توجد إدارة، بغض النظر عن انتمائها الحزبي، يمكنها أن تُملِي على الجامعات الخاصة ما تدرّسه، أو من توظّف، أو ما المجالات التي تبحث فيها".

 

للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا