Skip to main content

من يقف خلف احتجاجات لوس أنجلوس؟

13 حزيران 2025
مراسلو الجزيرة نت

من يقف خلف احتجاجات لوس أنجلوس؟

إجراءات الشرطة والحرس الوطني ضد آلاف المتظاهرين المناهضين لسياسات الهجرة بلوس أنجلوس (الأناضول)
مريم شوطا13/6/2025

واشنطن- تشهد شوارع مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا منذ أيام، موجة احتجاجات متزايدة ضد السياسات الفدرالية المتعلقة بالهجرة والعمل والحقوق المدنية، شارك فيها آلاف المتظاهرين وسط تصعيد غير مسبوق بين مسؤولي الولاية والإدارة الأميركية.

وبينما تتباين دوافع المتظاهرين، تعكس طبيعة الحشود تنوعا واضحا في الانتماء العرقي والسياسي، مع حضور منظمات نقابية ومدنية، وفئات عمرية متفاوتة من مختلف الأجناس والخلفيات الاجتماعية.

قوة اللاتين

وبرز العلم المكسيكي بشكل لافت في المظاهرات التي شهدتها مدينة لوس أنجلوس، بعد أن رفعه مشاركون كثر كرمز للهوية والمقاومة، حيث يكتسب هذا الحضور رمزيته من الواقع الديموغرافي لولاية كاليفورنيا، التي يشكّل المتحدرون من أصول مكسيكية نحو 30% من سكانها، ما يجعلهم القوة اللاتينية الأكثر تأثيرا في الحراك الاحتجاجي، خاصة من فئة أبناء الجيل الثاني من المهاجرين.

ولفتت تغطيات صحف أميركية إلى أن الاحتجاجات شهدت مشاركة قوية من السود الأميركيين، فالمعاينة الميدانية التي نشرتها مجلة "ذا نيويوركر" وصفت حشدا تجمع أمام المبنى الفدرالي بـ"الشاب والمتنوع"، وأوضحت أن المتظاهرين حملوا أعلاما تعكس فخرهم بتعدد أعراقهم داخل لوس أنجلوس التي يشكّل فيها السود واللاتينيون القاعدة السكانية الأوسع.

إعلان

في المقابل، شارك عدد أقل من الآسيويين الأميركيين، لكن دورهم كان لافتا عبر منظمات مدنية مثل "آسيويون أميركيون من أجل النهوض بالعدالة" التي وفرت استشارات قانونية ودعما تنظيميا للمحتجين.

وحسب تقديرات محلية فإن هذه المشاركة -رغم محدوديتها العددية- تعكس وعيا متزايدا لدى الجالية الآسيوية بأهمية الحضور في قضايا العدالة الاجتماعية، خاصة بعد تصاعد جرائم الكراهية ضدهم في السنوات الأخيرة.

مظاهرات أخرى انطلقت في نيويورك ضد السياسات الفدرالية التي اتخذتها إدارة ترامب (الأوروبية)

حضور اليسار

ورغم أن الحراك الاحتجاجي في كاليفورنيا يتسم بتنوع عرقي واجتماعي، فإن اتجاهه السياسي يغلب عليه الطابع التقدمي والليبرالي، مع حضور واضح لفصائل اليسار الراديكالي، ويعدّ حزب الاشتراكية والتحرير من أبرز الجهات المنظمة.

وشارك الحزب في تنسيق مظاهرة حاشدة يوم 8 يونيو/حزيران الجاري وسط لوس أنجلوس، ضمت نحو 9 آلاف متظاهر وفق تقديرات إعلامية، كما تولى تعبئة إضرابات طلابية بالتعاون مع منظمات شبابية وحقوقية محلية.

وإلى جانب الحركات اليسارية، برزت النقابات العمالية كقوة تنظيمية مركزية ساهمت في تأمين الاحتياجات الأساسية في مواقع التظاهر، وأبرزها اتحاد موظفي الخدمات العامة الذي يضم أكثر من 700 ألف عضو في كاليفورنيا وحدها، وقدّم دعما لوجيستيا للمتظاهرين، إلى جانب إطلاق حملات ميدانية ضد السياسات الفدرالية التي تهدد ظروف العمل وحقوق المهاجرين.

وشهدت الاحتجاجات حضورا واسعا لمنظمات المجتمع المدني أبرزها منظمة "شيرلا" (CHIRLA) المعنية بحقوق المهاجرين، إلى جانب مبادرات محلية مثل "يونيون دل باريو" (Unión del Barrio) وهي حركة يسارية راديكالية تعنى بالدفاع عن حقوق المهاجرين من أصول لاتينية، وحركة "فيث إن أكشن" (Faith in Action) التي تركّز على العدالة الاجتماعية من منظور ديني، وتتبنى خطابا مناهضا للعنصرية وسياسات الترحيل.

إعلان

مطالب واحدة

تتقاطع مطالب المحتجين -على اختلاف خلفياتهم- حول رفض السياسات الفدرالية التي يرونها استهدافا مباشرا للمجتمعات المهمشة، وتصدّرت قضية الهجرة المشهد، حيث رفع المحتجون شعارات تطالب بوقف مداهمات وكالة الهجرة والجمارك وإلغاء أوامر الترحيل بحق المقيمين غير النظاميين، وخاصة من لديهم روابط عائلية ومجتمعية داخل الولاية.

وشكّل اعتقال القيادي النقابي، رئيس اتحاد موظفي الخدمات العامة في كاليفورنيا، أحمد ديفيد هويرتا، شرارة تصعيد كبيرة، دفعت بعدة نقابات إلى الالتحاق بالاحتجاجات مطالبة بالإفراج الفوري عنه، ومؤكدة أن اعتقاله "اعتداء على الحريات النقابية والدستورية".

ورفعت الهيئات النقابية المشاركة مطالب تتعلق بتحسين ظروف العمل، وضمان الأجور العادلة، وحماية العمال المهاجرين من المضايقات القانونية، في ظل مخاوف من تراجع الحماية النقابية وتقليص الميزانيات الاجتماعية.

كما رفض المتظاهرون نشر عناصر الحرس الوطني، معتبرين أن الخطوة محاولة لـ"عسكرة الحياة المدنية وقمع الاحتجاجات السلمية"، وهو ما انعكس في هتافات ولافتات تنتقد إدارة دونالد ترامب وشعارات تطالب بـ"إخراج الجيش من لوس أنجلوس".

المصدر: الجزيرة

للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا