خاص - شبكة قدس الإخبارية: بعد الإعلان الرسمي عن استشهاد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، يظهر الفراغ لأول مرة منذ 32 عاماً قاد بها نصر الله الحزب، وخاض بها غمار مواجهات ومنعطفات بارزة في المنطقة، في حين تذهب الأنظار الآن حول الأمين العام الجديد للحزب، الذي سيحدد مجريات المعركة المستمرة ضد الاحتلال.
ومنذ أمس تداول الإعلام العربي وحتى العبري بعض الأسماء البارزة في الحزب، التي من المتوقع أن تتسلم مهام المنصب، دون الأخذ بعين الاعتبار أو حتى ذكر النظام الداخلي للحزب الذي يتولى بالعادة توزيع المهام وتقليد الشخصيات المسؤوليات التنظيمية، فما طبيعة هذا النظام، ومَن الشخصيات المتوقع تنصيبها الأمانة العامة؟
هيكل تنظيمي ومجالس إدارة
ومنذ انطلاقته أكد حزب الله في أدبياته على التزامه الكامل بنظرية ولاية الفقيه، التي وضع أسسها آية الله الخميني بعد نجاح الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، فيما تُعد هذه النظرية مرتكزاً رئيسياً في فكر الحزب وأهدافه، حيث يعتبرها إطاراً دينياً وسياسياً يدعم نشاطاته ومواقفه المحلية وحتى الإقليمية.
ومنذ نشأته طور حزب الله من هيكله التنظيمي وتوسع مع اتساع نشاطه ونفوذه بشكلٍ هرمي، ليتكون من مجلس الشورى في الأعلى، مع خمسة مجالس متخصصة تابعة له: المجلس التنفيذي، المجلس القضائي، المجلس البرلماني، المجلس السياسي، ومجلس الجهاد.
ويشرف كل مجلس على عدة كيانات فرعية تدير مهمات الحزب في مختلف القطاعات الاجتماعية والسياسية والعسكرية، ما يُتيح لهذه الهيكلية تحرك الحزب على نطاق واسع داخل الدولة اللبنانية بشكل مرن ومنظم.
أما مجلس الشورى فهو أعلى هيئة بالحزب، ترأسه الأمين العام الشهيد حسن نصر الله، فيما يتولى نعيم قاسم منصب نائب الأمين العام للحزب، فيما يترأس محمد يزبك المجلس القضائي، وإبراهيم أمين السيد للمجلس السياسي، أما المجلس التنفيذي فيقوده هاشم صفي الدين، إضافة للمجلس البرلماني بقيادة محمد رعد.
والمجلس التنفيذي فيرأسه هاشم صفي الدين، ومساعده هو سلطان أسعد ونائب الرئيس هو نبيل قاووق، ويتكون المجلس من عدة أعضاء وهم: مسؤول عسكري، مسؤول أمني، مسؤول تنظيمي، ومسؤول تفتيش، بالإضافة إلى رؤساء التقسيمات الفرعية الإقليمية الأربعة لحزب الله (جنوب بيروت، البقاع، جنوب لبنان شمال الليطاني، جنوب لبنان جنوب الليطاني).
ويدير المجلس عدداً من هيئات الحزب، ويشرف على جميع الشؤون الثقافية، والتعليمية، والاجتماعية، والسياسية، كما يشرف المجلس على مختلف وحدات الحزب في مختلف مناطق لبنان وقطاعاتها وفروعها.
وهي تتألف من ثماني وحدات فرعية، ويساعد رؤساؤها صفي الدين في مهامه اليومية وهم: وحدة الإعلام، والوحدة الاجتماعية، ووحدة التعليم، ووحدة الصحة، ووحدة المالية، ووحدة النقابات، ووحدة العلاقات الخارجية، ووحدة الانتماء والتنسيق.
أما المجلس العسكري، فتكون من الأمين العام بالإضافة إلى شخصيات أخرى، ويضم عضويته عدة شخصيات منها: هاشم صفي الدين وإبراهيم عقيل الذي استشهد في 20 أيلول/ سبتمبر الجاري، وفواد شكر استشهد في 30 تموز/ يوليو، وشخصيات أخرى، ويتكون المجلس العسكري من المقاومة الإسلامية وجهاز الأمن.
إضافة للمجلس القضائي من قضاة دينيين ومسؤولين قضائيين في حزب الله، ويشاركون في المقام الأول في حل النزاعات داخل الطائفة الشيعية الموالية للجماعة وفقا للمذهب الشيعي الجعفري.
ويتولى المجلس السياسي مساعد الأمين العام ومجلس الشورى في اتخاذ القرارات وصنعها، وغالباً ما يكون رئيس المجلس السياسي عضواً في مجلس الشورى، أو عضواً في الحزب.
بينما تقع مسؤولية التقييم البرلماني والانضباط داخل الحزب على المجلس البرلماني، وتعزيز فعالية ممثلي حزب الله المنتخبين في البرلمان اللبناني.
الشخصيات المتوقعة خلفاً لنصر الله
تتداول التوقعات أسماء الشخصيات الجديدة التي ستخلف حسن نصر الله، وفق ما هو معروف عن الهيكلية للحزب وقياداته، فيما يُعتبر هاشم صفي الدين الشخصية الثانية في حزب الله، وهو من بلدة دير قانون جنوب لبنان، وانخرط في حزب الله منذ تأسيسه، فيما تلقى العلوم الشرعية في طهران، وعاد إلى لبنان ليتسلم منصب المجلس التنفيذي في الحزب، إضافةً لمسؤوليته في الجناح الأمني للحزب وفقاً لبعض المصادر.
أما نعيم قاسم نائب نصر الله في الأمانة العامة للحزب، وكان من المشاركين بتأسيس الحزب، ثم أصبح عضواً في مجلس شورى حزب الله وبقي فيه 3 دورات، وبعدها أوكلت إليه مسؤولية الأنشطة التربوية والكشفية في بيروت، ثم تقلد منصب نائب رئيس مجلس الشورى.
ومن زاوية سياسية، يعد إبراهيم أمين السيد شخصية بارزة بسبب توليه قيادة المجلس السياسي في الحزب، وهو من الرعيل الأول الذي شارك في التأسيس ومهمات مختلفة طوال هذه العقود.
وتدور عملية تقليد المناصب القيادية في الحزب وفق انتخاباتٍ داخلية يتم إجرائها في صفوف كوادر وقيادة الحزب، أو عن طريق الخروج برؤية من دراسة تجريها المجالس الأساسية في الحزب، ولم تذكر التوقعات إفراز حزب الله لشخصية من الظل، عكفت على قيادة بعض المهام بالسر لتتولى منصب الأمانة العامة.
للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا