Skip to main content

"المدينة الإنسانية" في غزة: معسكر اعتقال ضخم وإهانة للمبادئ الإنسانية 

14 تموز 2025
https://qudsn.co/68748cb14c59b718d11a57f5

متابعة - شبكة قُدس: في 7 يوليو 2025؛ أعلن وزير جيش الاحتلال يسرائيل كاتس، أنه أوعز لجيشه ووزارته، بوضع خطة لإنشاء "مدينة إنسانية" في جنوب قطاع غزة، على أن تبنى على أنقاض مدينة رفح التي دمرها جيش الاحتلال. 

وفقًا لكاتس؛ ستبدأ "المدينة الإنسانية" باستيعاب نحو 600,000 من سكان غزة، وقد تمتد لاحقًا لاستقبال كامل السكان، بعد إخضاعهم لفحص أمني قبل السماح لهم بالدخول، على ان يكون الدخول والخروج تحت مراقبة جيش الاحتلال، وتحت مزاعم أن المنطقة ستُدعم عبر مؤسسات دولية مقدّمة للمساعدات.

ما هي "المدينة الإنسانية"؟

"المدينة الإنسانية" في غزة هو اسم أُطلق على منطقة آمنة مزعومة أقامها جيش الاحتلال الإسرائيلي جنوب قطاع غزة خلال عدوانه المتواصل منذ أكتوبر 2023، وتحديدًا في منطقة المواصي غرب مدينة رفح، بزعم أنها مكان آمن لإيواء المدنيين.

الدعاية التي سوّقها جيش الاحتلال على أنها "منطقة إنسانية" خالية من العمليات العسكرية، يمكن للفلسطينيين النزوح إليها هربًا من القصف، ووُصفت بأنها منطقة خالية من القتال، ومخصصة لحماية النازحين وتقديم بعض المساعدات.

لكن الواقع، مختلف؛ حيث تؤكد الترجيحات أن "المدينة الإنسانية" ستتحول إلى منطقة عشوائية بلا بنية تحتية، تفتقر إلى الماء، الكهرباء، الصرف الصحي، أو المستشفيات، وستكون دون أي حماية فعلية. 

وُجهت انتقادات لهذه التسمية من منظمات حقوقية، اعتبرتها خدعة دعائية تهدف لتجميع المدنيين في بقعة مكشوفة وقابلة للاستهداف، ووُصفت بأنها "مصيدة إنسانية" أكثر من كونها ملاذًا آمنًا.

وقالت تمارا الرفاعي، المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، في بيان رسمي، إن خطة الاحتلال لنقل سكان غزة إلى "مدينة إنسانية" في رفح تعني عمليًا إنشاء معسكر اعتقال ضخم عند الحدود المصرية. وأضافت، أن "تسمية هذا المكان بمدينة إنسانية هو إهانة للمبادئ الإنسانية".

وفي السياق، وصف رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت، خطة كاتس لإنشاء "مدينة إنسانية" في غزة بأنها "معسكر اعتقال".

وقال أولمرت إن "إسرائيل ترتكب بالفعل جرائم حرب في كل من غزة والضفة الغربية، واعتبر أن إنشاء المدينة الإنسانية سيمثل تصعيدا إضافيا، وإذا تم ترحيل الفلسطينيين إلى المدينة الإنسانية الجديدة، فبإمكاننا حينها القول إن ذلك جزء من تطهير عرقي".

وأشار إلى أن مزاعم حكومة نتنياهو بأن المدينة الإنسانية تهدف إلى حماية المدنيين الفلسطينيين "غير موثوقة".

ونقلت القناة 14 العبرية، أن جيش الاحتلال أبلغ نتنياهو بأن بناء ما يسمى بـ"المدينة الإنسانية" في رفح سيستغرق عاما كاملا، حال تم تنفيذ المشروع كما هو مخطط له.

وقالت القناة إن نتنياهو طلب من جيش الاحتلال "إطارا زمنيا معقولا" لخطة رفح، لكن الجيش أبلغه أن بناء المدينة الإنسانية برفح سيستغرق عاما، وبالتالي فإنه قد ضاعف تقديراته في هذا الشأن ما أثار غضب الكابينت.

وتأتي هذه الخطة الإسرائيلية، في ظل تحذيرات من جيش الاحتلال الإسرائيلي للقيادة السياسية من أن الإصرار على إقامة المدينة قد يضر بجهود تحرير الأسرى الجارية في الدوحة، بالإضافة إلى مخاوف من تداعيات قانونية وإنسانية وعملية، حيث تشير التقديرات إلى أن المشروع سيواجه تحديات لوجستية كبيرة وسيستنزف موارد ضخمة.

من الجدير ذكره أن هناك انتقادات واسعة لهذا المشروع، حيث ينظر إليه كسياسة تهجير جماعي وعزل قسري لعشرات الآلاف من سكان غزة.

 

للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا