Skip to main content

مغردون من غزة: ساعات تفصلنا عن موتٍ جماعي جوعًا وسط صمت “العالم الحقير”

19 تموز 2025
https://qudsn.co/مغردون من غزة: ساعات تفصلنا عن موتٍ جماعي جوعًا وسط صمت “العالم الحقير”

غزة - قدس الإخبارية: تتصاعد المجاعة في قطاع غزة بشكل كارثي، حيث لم يعد الجوع حالة فردية أو استثنائية، بل واقعًا جماعيًا يعيشه الفلسطينيون في كل بيت وزاوية، وسط استمرار الحصار الإسرائيلي وانهيار تام للنظام الإغاثي والصحي وغياب أي استجابة دولية.

وبحسب بيانات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، ارتفع عدد الأطفال الذين استشهدوا جراء الجوع وسوء التغذية إلى 70 طفلاً، فيما بلغ إجمالي عدد الضحايا الذين قضوا بسبب نقص الغذاء والدواء نحو 620 مريضاً منذ بداية الحرب.

بينما أكدت وزارة الصحة في غزة أن أقسام الطوارئ تستقبل يومياً أعداداً غير مسبوقة من الحالات التي تعاني من إرهاق وجوع شديد، من مختلف الأعمار، محذّرة من أن "مئات الفلسطينيين ممن نحلت أجسادهم باتوا على حافة الموت بعد أن تجاوزت أجسادهم القدرة على الصمود".

وكتب الصحفي أنس الشريف عبر حسابه: "والله وتالله، منذ ساعات الصباح وأنا والزملاء نبحث عن شيء نسدّ به جوعنا… تجوّلنا في كل الأسواق، والله، والله، والله… لم نجد شيئًا نشتريه: لا طحين، لا معلبات، لا خضروات، لا شيء! حتى البضاعة التي كانت تُباع بأسعار مرتفعة… اختفت."

أما الطبيب عز الدين شاهين كتب: "ما نعيشه ليس موجة شكوى جماعية بلا شعور، بل شعور جوع حقيقي لا يفهمه إلاّ من جربه. طوال الأسابيع الماضية كان اعتماد الناس على الخبز فقط، والآن حتى الطحين اختفى من السوق كلياً، يعني حتى لو كنت تملك المال فستجوع أيضاً. إذا لم تدخل المساعدات خلال الأيام القادمة فسنكون أمام أكبر جريمة موت جماعي بسبب الجوع."

بدورها قالت الصحفية أمل حبيب عبر منصة إكس: "في قلبي نار لا تُرى! هذه المرّة الثانية التي أعيش فيها التجويع بقسوته… أن أمشي في شوارع المدينة فلا أجد شيئًا يقيت صغاري. شعور العجز أمام صغاري، القهر، كأنني أخون أمومتي. هل تشعرون بثقل الجوع في قلبي؟ هل تسمعون صوت بطون أطفالي الخاوية؟"

على فيسبوك، أكد الصحفي سامي مشتهى: "الموضوع مش مبالغة… إن لم تدخل المساعدات خلال 48 ساعة، فتجهزوا لأكبر جريمة موت جماعي في التاريخ!! نحن نعيش المجاعة منذ أسابيع طويلة، وأكثر من شهرين على شبه مجاعة كنا نأكل فيهم الحد الأدنى من الخبز. الآن لا يوجد شيء يمكن أن تتناوله… أنا شخصياً معي المال، لكن فعلياً بحثت اليوم طويلاً ولم أجد شيئاً يؤكل. أما الأطفال، جهزوا لهم الأكفان."

فيما عبّر الكاتب أحمد الطناني عن شدة المجاعة فكتب: "لم أحبذ أن أكتب عن الجوع، ليس حرجًا من القول إنني، وكل من أعرفهم، جائعون؛ فالحال واحد لكل أهالي قطاع غزة. الوضع ليس شحًا في خيارات الأكل، بل انعدامًا كاملًا. أما اليافعون، فقد باتوا يدركون أن الأمر أكبر من قدرة أهاليهم، فيجوعون في صمت كي لا يزيدوا الضغط على ذويهم. لا الكلمات تنجح في الوصف، ولا تنجح في حشد التأثير المطلوب. العالم ينام بكل ثقله فوق صدور مئات آلاف الجائعين في قطاع غزة، الذين باتوا أمام خيارات متعددة للموت… هذا المشهد، هذه الكلمات… لن تغيّر شيئًا، في عالم حقير."

ورغم التحذيرات الدولية، لم تُقابل هذه الكارثة الإنسانية بأي استجابة فعالة، إذ لا تزال سلطات الاحتلال تغلق المعابر منذ 2 مارس/آذار، وتمنع دخول الغذاء والدواء، ما أدى إلى دخول القطاع مرحلة المجاعة الكاملة، كما وصفتها تقارير أممية رسمية.

ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، تواصل "إسرائيل"، بدعم أميركي مباشر، تنفيذ إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير، في تحدٍ سافر للنداءات الدولية وقرارات محكمة العدل الدولية بوقف العدوان.

وأسفرت هذه الإبادة عن استشهاد وإصابة أكثر من 198 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، ووجود ما يزيد على 11 ألف مفقود، إلى جانب مئات آلاف النازحين، ومجاعة فتكت بحياة كثيرين، وسط دمار هائل طال كل شيء.

للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا