Skip to main content

وقف مفاوضات غزة

20 تموز 2025
https://qudsn.co/img (4)

 

وصل الوضع في قطاع غزة، في ظل المفاوضات التي دارت في واشنطن بين ترامب ونتنياهو، ثم امتدادها الحالي في الدوحة، إلى ضرورة إعادة النظر فيها، أي إلى وقفها.

ذلك أن ما حدث في ظلها كان كأنها مطلوبة لذاتها من قِبَل نتنياهو، وحتى ترامب. وقد ساءت الأوضاع الإنسانية للشعب الغزاوي أكثر من أيّ يوم مضى، منذ اندلاع حرب الإبادة. وأما علامة ذلك، فاستفحال سياسة التجويع الكلي، والقصف الواسع الذي راح يصعد قتل المدنيين، حتى وهم يتسلمون المساعدات من الهيئة الأمريكية، المشارِكة في القتل.

على أن هذا الأسوأ، أخذ يتمتع بغطاء المفاوضات، وإطلاق التصريحات، "باقتراب التوصل إلى اتفاق" من قِبَل ترامب وحتى نتنياهو. وبهذا أمكن لترامب أن يريح "ضميره"، مع استدامة ما يريده نتنياهو، من مواصلة ارتكاب جرائم الإبادة والتجويع بشكل مريع، وبأخطر من كل المراحل السابقة.

من هنا يجب أن يُسأل: ما معنى استمرار المفاوضات تحت هذه المعادلة الإجرامية، غير المعقولة من جهة، وتحت تغطيتها السياسية المريحة لنتنياهو، لإطالة أمد المفاوضات إلى أطول مدّة ممكنة، وذلك بالرغم من أن كل عوامل إنهائها، باتفاق هدنة الستين يوما، أصبحت ما فوق متوفرة، وواجبة التحقيق؟ الأمر الذي يعني أن استمرار المفاوضات أخذ يسهم في إعاقة التوصل إلى اتفاق، ويعني أن وقفها سيفتح آفاقا أوسع لفرض التوصل إلى اتفاق.

لا يمكن أن تتصاعد حرب الإبادة والتجويع أكثر مما تصاعدت إليه، أو مرشحة لأن تتصاعد إليه، في ظل وقف المفاوضات، ولم يعد بالإمكان تهرّب نتنياهو، إذا توقفت المفاوضات، من تحمّل المسؤولية كاملة عما ارتكب ويَرتكب من جرائم إبادة، وتجويع جماعي حتى الموت، ومن ثم لم يعد من الممكن الادّعاء بأن حماس مسؤولة عن عدم التوصل إلى اتفاق.

هذا، ولم يعد من الممكن الضغط على حماس، بمواصلة المفاوضات، وقد أصبح وقفها هو الذي يحقق الهدف منها. وذلك حين يُحرَم نتنياهو من تغطية جرائم الحرب، تحت الادّعاء باقتراب نجاح المفاوضات. وبهذا يصبح الوصول إلى اتفاق، يضع حدا لمواصلة هذه الحرب الإجرامية، أكثر واقعية وإمكانا.

من هنا تكون الكلمة الأخيرة القويّة، لأبي عبيدة في 18 تموز/ يوليو 2025، صحيحة ومحقة تماما، حين لوّحت بسحب موافقة المقاومة لعقد اتفاق جزئي، لوقف مؤقت للحرب، وإطلاق نصف المتبقين من الأسرى. أي الاستمساك بالصفقة الكاملة لإطلاق الأسرى، مع الوقف التام للحرب، والانسحاب الكلي للاحتلال، ورفع الحصار، وتحرير المساعدات من الهيئة الأمريكية، وإعادة البناء.

وهذه كلها مطالب محقة وعادلة، وقابلة أن تُفرض إذا ما توقفت المفاوضات، واستمرت الحرب، ويد المقاومة فيها هي العليا، والشعب البطل محتمِل ما هو مفروضٌ عليه في الحالتين؛ حالة المفاوضات، وحالة الحرب بلا مفاوضات.

بكلمة، المفاوضات لا معنى لها، ما دام نتنياهو وترامب يستغلانها، وإن لم تصبح جديّة وأنف نتنياهو راغم، وقد تخلص ترامب من ضعفه، خوفا على نتنياهو من الهزيمة.

للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا