Skip to main content

قصة الصناديق السبعة.. إنزال الاحتلال الجوي كإبرة مخدّر للانتقادات الدولية المتصاعدة 

27 تموز 2025
https://qudsn.co/IMG_1903

قطاع غزة - متابعة قدس: اعتبر مراقبون أن إعلان جيش الاحتلال عن إنزال جوي لما سماه "مساعدات إنسانية" في شمال غزة، بكمية هزيلة لا تتجاوز 7 صناديق (مشاتيح)، ليس سوى خطوة رمزية جوفاء، لا ترقى لمستوى الحاجة الكارثية التي يعيشها سكان القطاع. هذه الخطوة تأتي في وقت تتصاعد فيه الانتقادات الدولية لجريمة التجويع التي تمارسها "إسرائيل" بشكل ممنهج، لتبدو أقرب إلى مناورة علاقات عامة تهدف لتلميع صورة الجيش والحكومة وحكومة الاحتلال أمام الرأي العام الدولي أكثر من كونها استجابة فعلية لمعاناة الفلسطينيين. 

وأشاروا إلى أن تزامن هذا التحرك مع موجة استنكار واسعة أثارتها تصريحات الوزير في حكومة الاحتلال عميحاي إلياهو، التي دعا فيها إلى "محو غزة" بالقصف والتجويع، وهو تصريح فجّر موجة غضب دولي سلطت الضوء أكثر على سياسة التجويع الإسرائيلية. مصادر إسرائيلية نفسها أقرت بأن هذه التصريحات ألحقت ضرراً بالغاً بصورة الاحتلال وأجبرته على البحث عن خطوات “شكلية” للتخفيف من حدة الانتقادات، فجاء الإنزال الجوي ليؤدي دور الإبرة المخدّرة أمام المجتمع الدولي، من دون أي تغيير في الواقع المأساوي.

وبحسب المراقبين، تعكس هذه الخطوة في جوهرها، ازدواجية الاحتلال الذي يفرض حصاراً شاملاً يمنع الغذاء والدواء، ثم يختار بإرادته ووفق أجندته السياسية أن "ينثر" بضع مساعدات عبر إنزال جوي، في مشهد أقرب إلى تصوير استعراضي من تقديم حل حقيقي. إن استمرار سياسة التجويع الممنهجة، ورفض فتح المعابر بشكل كامل لإدخال الإغاثة تحت إشراف الأمم المتحدة والجهات الإنسانية، يكشف أن الهدف الحقيقي ليس إغاثة الجائعين، بل امتصاص الضغط الدولي وإيقاف فعاليات التضامن العالمية مع الإبقاء على الحصار كأداة حرب. 

وأوضحوا أن هذه الكمية الضئيلة من المساعدات لا تساوي شيئاً أمام حاجة أكثر من مليوني إنسان يواجهون خطر المجاعة، بل إنها تكشف مدى استهتار الاحتلال بأرواح الفلسطينيين. فلا يمكن النظر إلى هذه الخطوة إلا بوصفها غطاءً إعلامياً لجريمة مستمرة، هدفها تضليل الرأي العام العالمي، وإظهار الاحتلال بمظهر “المستجيب إنسانياً” بينما يواصل فعلياً حرب الإبادة بالقصف والتجويع.

للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا