Skip to main content

كيف يواجه حزب الله التوغل البري الإسرائيلي.. وأين اختفت مزاعم "تدمير قدرات حزب الله"؟

26 تشرين الأول 2024
https://qudsn.co/WhatsApp Image 2024-10-26 at 6.48.00 PM

خاص - شبكة قدس الإخبارية: منذ أواخر شهر أيلول/سبتمبر الماضي، ونجاح الاحتلال باغتيال عدداً من قادة حزب الله، ومجزرة أجهزة "البيجر" واللاسلكي، أخذ التصعيد العسكري بين حزب الله وجيش الاحتلال منحنى آخر، دفع به حزب الله لتعميق دائرة النيران لقصفه عمق فلسطين المحتلة.
وفي خضم هذا التصعيد، أعلنت حكومة الاحتلال عند البدء باجتياح بري "محدود" في جنوب لبنان، لتحقيق أهداف وصفت بالضرورية لهزيمة حزب الله وإبعاده عن الحدود الفلسطينية – اللبنانية، وإعادة المستوطنين إلى المستعمرات الشمالية.
ومنذ مطلع شهر تشرين أول/أكتوبر الجاري، بدأ جيش الاحتلال بمحاولات توغلاته في جنوب لبنان، ليتفاجئ بكمائن أعدها مقاتلو حزب الله، حصدت عدداً من جنود الاحتلال بين قتلى وجرحى، فكيف عرقل حزب الله تقدم القوات البرية الإسرائيلية؟ وهل ستستمر حكومة الاحتلال بخيار الاجتياح البري مع الخسائر اليومية لجيش الاحتلال؟ 

 

كمائن الجنوب.. تاريخ يتكرر 
بمراحل مختلفة، تقدم جيش الاحتلال داخل جنوب لبنان بمعارك أو حملات عسكرية مختلفة، كان أولها في اجتياح الجنوب عام 1978 والتي اطلق عليها "عملية الليطاني" واستمرت لمدة 7 أيام فقط، 14 – 21 آذار 1978، قُتل بها 20 جندياً ووقع ضابطاً من وحدة الهندسة بجيش الاحتلال أسيراً في يد الجبهة الشعبية – القيادة العامة.
فيما تقدم جيش الاحتلال داخل لبنان صيف عام 1982 حتى وصل لبيروت، ودارات معارك عنيفة بين المقاومة الفلسطينية واللبنانية من جهة، وجيش الاحتلال من جهة على مدار 80 يوماً، خرجت في نهايتها منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان، تعرض جيش الاحتلال خلال المعركة لكمائن قاتلة على مدار سنين تواجده في لبنان حتى انسحابه بشكلٍ نهائي عام 2000.
أما حرب تموز 2006، فلا زالت الذاكرة الإسرائيلية تضج بـ"الأحداث المؤلمة" التي فتكت بجيش الاحتلال ودباباته.
ومنذ الساعات الأولى لإعلان جيش الاحتلال عن بداية العملية البرية في جنوب لبنان، تواردت الأنباء عن تعرض جنود الاحتلال لـ"أحداثٍ صعبة" كما يصفها الإعلام العبري، أعقبها الاعتراف المباشر بأعداد وأسماء قتلى من جنود الاحتلال، قتلوا في اشتباكات مباشرة مع حزب الله، وفي كمائن متنوعة.
كانت فاتحة قتلى جنود الاحتلال، هو الإعلان عن مقتل 8 من ضباط وجنود وإصابة 7 آخرين بجروح متفاوتة، للتوارد بعدها الأنباء بسقوط قتلى من جيش الاحتلال بشكلٍ شبه يومي، وكان آخرها اليوم بالاعتراف بمقتل 3 جنود إسرائيليين، ويوم أمس أُعلن عن مقتل 5 جنود بعد مهاجمتهم بالقنابل اليدوية من قبل مقاتلون من حزب الله.
ومنذ بداية التوغل البري أعلن جيش الاحتلال عن مقتل 24 ضابطاً وجندياً في معارك جنوب لبنان، فضلاً عن أعداد الجرحى.
وحسب تصريحات الإعلام العبري المرتبط بالرقابة العسكرية الإسرائيلية، فأن العمليات التي لقي بها جنود الاحتلال مصرعهم، تنوعت أشكالها، بين اشتباكات مباشرة من مسافةٍ قريبة، أو كمائن من عبوات ناسفة معدة مسبقاً، أو عمليات استهداف صاروخي لآليات جيش الاحتلال وتجمعات جنوده بالصواريخ الموجهة التي يُطلقها الحزب، في حين تشير المعطيات أن التقدم الإسرائيلي في جنوب لبنان يسير ببطئ ولم يتجاوز القرى اللبنانية الحدودية والتي يمارس جيش الاحتلال بها سياسة نسف المنازل على غرار ما يدور في قطاع غزة، ويمكن القول أن المواجهة العنيفة التي يخوضها حزب الله، هي التي تعرقل التقدم لجيش الاحتلال.

 

مخرج من لبنان أم الاستمرار بالاجتياح البري؟
وفي أعقاب تطورات القتال في جنوب لبنان، والخسائر الإسرائيلية هناك، يبرز سؤال حول المسار العسكري الإسرائيلي أمام حزب الله، حول إمكانية إيقاف العملية البرية والانسحاب من لبنان، قال المختص بالشأن العبري ياسر مناع، إن مصير العملية الإسرائيلية في لبنان يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمصير المعركة في قطاع غزة.
ويرى مناع إن أساس وأسباب المواجهة على الجبهة الشمالية، هو حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة في حين فشلت حكومة الاحتلال مراراً وتكراراً بقضية "فصل الجبهات"، فإن حكومة الاحتلال ستستمر بعدوانها على لبنان، وأن المخرج الوحيد لها هو الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق نار في قطاع غزة، للتوصل إلى حل على مختلف الجبهات، مع تحمل حكومة الاحتلال لأعباء العملية في لبنان وكلفتها.

 

مزاعم تدمير حزب الله.. أين ذهبت؟
منذ نجاح جيش الاحتلال باغتيال قائد أركان حزب الله الشهيد فؤاد شكر، وما تبعه من اغتيال العديد من قادة الصف الأول للحزب بالشقين العسكري والسياسي، وما تخللها من مجازر ارتكبها الاحتلال عن طريق تفجيرات أجهزة "البيجر" واللاسلكي، روج جيش الاحتلال مراراً وتكراراً إلى مزاعمه بتدمير قدرات حزب الله والقضاء عليها.
وقد خلقت هذه الرواية حالة من نشوة النصر بشكلٍ جزئي لدى جمهور الاحتلال، خاصة بعد استشهاد الأمين العام للحزب حسن نصر الله، والمزاعم التي تناولت تدمير القدرات الصاروخية لحزب الله وقصف منصات الصواريخ، من خلال الغارات العنيفة التي شنها طيران الاحتلال بشكلٍ متكرر على امتداد جنوب لبنان، وضواحي مدن صيدا وصور ولبنان، فيما اصطدمت هذه الرواية بعمليات القصف اليومية التي يشنها حزب الله شمال فلسطين المحتلة وحتى منطقة العمق أو الوسط.
ومن خلال هذه العمليات التي تتضمن إطلاق العشرات من الصواريخ والطائرات المسيرة، على مدار الساعة، سقط جزء من دعاية الاحتلال بتدمير القوة الصاروخية للمقاومة، فيما أسقطت المواجهة البرية رواية تفكيك الحزب وحتى إضعاف قدراته، من خلال تصفية واغتيال الآلاف من مقاتليه بالعمليات الإسرائيلية المختلفة.
وقاد سادت بعض التصورات، حول تمكن الاحتلال وأجهزته الاستخباراتية من اختراق حزب الله بشكلٍ كلي وإبعاده خارج ساحة المعركة، وإنهاء قاداته، لتأتي المواجهة اليومية في جنوب لبنان وعلى الحدود الفلسطينية – اللبنانية، لتكشف أكاذيب الاحتلال وتنهي دعايته النفسية، وتكسر صورة النصر التي سعى للحصول عليها من خلال الرصاص والصواريخ، كما تُكسر رُتب ضباطه وجنوده القتلى والجرحى.

للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا