Skip to main content

كيف تجند إيران المستوطنين؟ 

26 تشرين الأول 2024
https://qudsn.co/photo_2024-10-14_11-39-53

ترجمة - شبكة قُدس: اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي مؤخرا، وفق الإعلانات الرسمية، سبعة مستوطنين من بينهم جندي سابق في قضية تجسس شملت تنفيذ أكثر من 600 مهمة تجسس لصالح إيران على مدار عامين، جمعوا خلالها معلومات استخباراتية عن مواقع عسكرية مثل مقر "كرياه" وقاعدة "رامات دافيد" الجوية كما قدموا معلومات عن قاعدة تدريب "جولاني" التي استهدفها حزب الله مؤخرا.

وقال الاحتلال الإسرائيلي، إن المعتقلين السبعة كانوا على اتصال بعناصر إيرانيين وتلقوا مدفوعات بالعملة المشفرة والنقد.

وقالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، إن هناك ثلاثة دوافع شائعة للتجسس وهي؛ الإيديولوجية، والمال، والضغوط.

وأوضحت، أنه في حالة إيران، فمن الصعب تجنيد الإسرائيليين المندمجين بشكل جيد أيديولوجيا. وقال باحث في جامعة حيفا إنه "إذا حاولت القيام بذلك مع مستوطن عادي  شخص ولد هنا، وذهب إلى الجيش فمن المرجح أن تفشل هذه المحاولة، وبدلاً من ذلك، تميل وكالات الاستخبارات إلى التركيز على أولئك الذين لا يناسبون هذا الملف.

وأوضح "بني سبتي"، الباحث في برنامج إيران في معهد دراسات الأمن القومي، أن الاستخبارات الإيرانية تستغل غالبًا مشاعر العزلة لدى المهاجرين الجدد، كما أن المكاسب المالية أو الخلفيات الإجرامية ليست العوامل الوحيدة المؤثرة، فقد يشعر بعض المهاجرين إلى بعدم الرضا عن وضعهم بعد الهجرة، فهم يفتقدون وطنهم، لأن الانتقال من بلد إلى آخر ليس بالأمر السهل وهناك تحديات فيما يتعلق بالتكيف مع ثقافة ولغة وبيئة جديدة.

وأوضح سبتي أن الاستخبارات الإيرانية تستهدف بشكل خاص مشاعر العزلة والسخط. وقال: "عندما يأتي شخص ويعانقك ويفهم مشاكلك النفسية، فهذا يجعلك أقرب إليه، هذه هي الحيلة التي يستخدمها الإيرانيون، إنهم يبحثون عن الأشخاص الغاضبين الذين لا يرضون عن إسرائيل وموقفها ليس سياسياً، بل اجتماعياً وعاطفياً، وقد تنبع هذه المظالم من حوادث صغيرة، مثل صعوبات التواصل بسبب الحواجز اللغوية أو الشعور بالإهانة بسبب المعتقدات الثقافية أو حتى اللهجة".

ويشير إلى أنه "إذا شعر شخص ما بالحرج في أحد البنوك لأنه لا يستطيع التحدث باللغة العبرية، أو يشعر بالاستبعاد بسبب مظهره، فقد تتحول هذه الإهانات الصغيرة إلى مسألة غاية في الأهمية وبمرور الوقت، تتراكم هذه الحوادث، ويصبح الشخص غاضبًا من إسرائيل ومجتمعها ككل كنوع من الانتقام من المجتمع المحيط".

ويوضح أن جهة التجسس تقدم أولاً الراحة والدعم النفسي والتفهم للمستهدفين، ويمكن أن يكون هذا الاهتمام الأولي بمثابة شريان حياة عاطفي لشخص يكافح من أجل التكامل، ومع مرور الوقت، يصبح إدمانًا و"يزداد ارتباطك به".

ويقول: بمجرد بناء الثقة، تبدأ الطلبات، قد تبدأ بمهام صغيرة، مثل التقاط صورة لمركز تسوق، وقد يبدو الأمر غير ضار في البداية، لكنه يتصاعد، تحصل على مكافآت صغيرة، ربما 100 دولار أو 200 دولار، ولكن بمجرد أن تصاب بالإدمان، تصبح المهام أكبر، مع مدفوعات أكبر.

ويشير إلى أنه "كان لدينا جواسيس فعلوا ذلك من أجل المال فقط، وقد اجتازوا جميع اختبارات الأمن، وإذا كان من الممكن أن يحدث هذا للأميركيين الذين يعملون لصالح السوفييت والصينيين، فمن الممكن أن يحدث للإسرائيليين أيضًا".

وأوضح سبتي أن الروابط الثقافية تلعب دوراً رئيسياً في جهود التجنيد الإيرانية، مما يجعل المهاجرين من مناطق مثل أذربيجان أو أوزبكستان عرضة للخطر بشكل خاص، على حدّ قوله، وأضاف: قد يتحدثون الروسية، لكنهم من الناحية الثقافية أقرب إلى الإيرانيين، إنهم يتشاركون في تقاليد ومواقف مماثلة، مما يجعل من الأسهل على الإيرانيين بناء الثقة، وبعيدا عن هذه التكتيكات، فإن النهج الإسرائيلي الحالي تجاه هذه القضية غير مناسب.

وحذر سبتي: "هناك نوع من السذاجة في طريقة تعامل إسرائيل مع هذا الأمر، فعندما هاجرت، كان كل ما أرادوا التأكد منه هو أنني يهودية، وهذا كل شيء، واليوم، لا يمكننا أن نتحمل مثل هذه السذاجة".

وأشار إلى أن التقنيات الجديدة وأساليب التجسس المتطورة تزيد من التحدي، ومع التطبيقات التي تدمر الرسائل والهواتف الذكية ذاتيا، حتى طفل يبلغ من العمر تسع سنوات قد يصبح جاسوسا.

ويعتقد سبتي أن منع مثل هذا التجنيد يتطلب نهجاً أكثر شمولاً، يتناول الاحتياجات الاجتماعية والعاطفية للمهاجرين الجدد، واقترح إقامة علاقات شخصية مع المهاجرين، و"إذا كان لدينا أشخاص يزورون هذه العائلات بانتظام وينتبهون لقضاياهم، فإن ذلك سيحدث فرقًا كبيرًا".

وشدد سبتي على أهمية التعرف على العلامات التحذيرية، وقال: "إذا عبّر شخص ما عن استيائه من إسرائيل أو شعر بالاضطهاد، فهذه علامة تحذيرية وبدلاً من الاستجابة بالتحقيقات فقط، يجب إشراك متخصصين في الصحة العقلية ومن الأفضل أن يتحدث إليهم طبيب نفسي أو شخص ما ويفهم ما هو الخطأ، حتى معالجة القضية بشكل طفيف أفضل من عدم فعل أي شيء".

 

 

للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا