Skip to main content

بري يرخي الحبل و"الحزب" يشدّه: تباين منسَّق هدفه إسقاط حصر السلاح

10 أيلول 2025

بين "ببركات ستنا مريم كل شي منيح"، و"سلاح المقاومة شرعي أكثر من شرعية الحكومة"، أي موقف يعكس فعلًا جو "حزب الله" و"حركة أمل"، بعد جلسة 5 أيلول؟ العبارة الأولى قالها رئيس مجلس النواب نبيه بري الإثنين بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في قصر بعبدا. أما الثانية، فقالها رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، في حديث إذاعي الإثنين أيضًا، في وقت كان عضو الكتلة النائب علي فياض، يشير إلى أن "ما خرج به اجتماع الحكومة بالمحصلة الجمعة، لم يكن كافيًا، لأن ما تفرضه المصلحة الوطنية هو التراجع عن قراري 5 و7 آب نهائيًا".

بين الشقيقين الأكبر والأصغر

تشيع عين التينة منذ إقرار خطة الجيش اللبناني لحصر السلاح بيد الدولة، أجواء إبجابية تقول إن "صفحة التوتر بين "الثنائي" الشيعي والحكومة وأهل الحكم، طويت"، وأن "قطوع تحريك الشارع وانفجاره، تم تجاوزه". لكن في وقت لم يفهم اللبنانيون أسباب التحوّل هذا، بما أن أي تراجعٍ عن قرار احتكار السلاح، لم يحصل بل تم تعزيزه بخريطة طريق تنفيذية، فإن "الأخ الأكبر"، الذي غالبًا ما يتحدث ويفاوض باسمه وباسم "أخيه الأصغر"، يبدو، بحسب مواقف "الحزب"، لم يتمكّن من إقناعه بموجبات "إيجابيته" المستجدة ولا بمبررات إرتياحه المفرط إلى ما خلصت إليه جلسة 5 أيلول.

ذلك أن "الحزب"، بحسب ما تقول مصادر نيابية سيادية لـ"نداء الوطن"، الذي تحدّث مسؤولوه بنوع من التفاؤل، غداة الجلسة، مشيرين إلى أنها فتحت بابًا للعودة إلى "التعقل"، عاد تدريجيًا، وبعد قراءة باردة لحقيقة المقررات، إلى مربّع التصعيد والمطالبة بالتراجع عن "القرارات الخطيئة وإلا"، والتصويب على الحكومة، والإعلان أن ما يقبل به هو البحث باستراتيجية دفاعية يكون سلاح "الحزب" جزءًا منها، لكن بعد الانسحاب الإسرائيلي وإعادة الإعمار.

الحسابات لا تتلاقى

والحال أن بري أراد مِن الصيغة التي انتهت إليها جلسة 5 أيلول، وقد نَسَجَها مع بعبدا، لجمَ اندفاعة "الحزب" نحو التصعيد والشارع، خوفًا من تداعياتهما على السلم الأهلي، وأراد إيجاد حل لمسألة حصر السلاح، يحفظ له مكانته ودوره في عيون المجتمع الدولي. أي أن الرجل، وفق المصادر، تصرّف ولا يزال، انطلاقًا من حسابات لبنانية وشخصية. غير أن "الحزب" ينظر إلى كل المستجدات، بعيون "إيرانية" صرفة. من هنا، فإن حسابات بري لم تلاق حسابات بيدر "الحزب"، فاستلّ الأخير سريعًا أدبياته القديمة. وفي رأيه، لا يكفي ألا تكون هناك روزنامة لحصر السلاح، بل ممنوع أن تكون هذه الفكرة مطروحة أصلًا.

"خذ وطالب"

على أي حال، بري يعتبر أنه حقق إنجازًا في "تسوية" 5 أيلول، أو يناسبه أن يُصوّر الأمر على هذا النحو. لكنه يعرف جيدًا أن ما جرى هو فقط "ديباجة" كلامية لا تلغي حقيقة أن سلاح "الحزب" بات غير شرعي. وبناء عليه، لا تستبعد المصادر أن يكون التباين "الظاهر" بين "الحزب" و"أمل" في نظرتيهما لمقررات جلسة 5 أيلول، لا يعكس حقيقةَ الواقع في العمق بينهما، وتضعه في إطار تبادل الأدوار، بحيث "يُرخي" بري الحبل، فيما "يشدّه" الحزب. يأخذ "مكسبَ" إسقاط المُهل ويُطالب بالمزيد، على قاعدة "خذ وطالب"، إلى أن يتخلّص "الثنائي" نهائيًا من قرار حصر السلاح. وإذ تعتبر أن بري لن يكون إلا إلى جانب "الحزب" في هذه المواجهة، تعرب المصادر عن قلقها على مصير الطائفة الشيعية إذا بقي ممثلوها مصرّين على إبعادها عن لبنان وإلحاقها بإيران.

 

The post بري يرخي الحبل و"الحزب" يشدّه: تباين منسَّق هدفه إسقاط حصر السلاح appeared first on LebanonFiles.

للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا