آيفون آير.. هل ضحّت آبل بالبطارية من أجل التصميم الفائق النحافة؟
أطلقت آبل حديثًا هاتفها الجديد آيفون آير iPhone Air، الذي يُعد الأنحف والأخف وزنًا في تاريخ هواتف آيفون حتى الآن، إذ يأتي بسُمك لا يتجاوز 5.6 ملم، ووزن يبلغ 165 جرامًا. ويجمع الهاتف بين تصميم فائق النحافة وتقنيات متقدمة، لكن في مقابل بعض التنازلات أبرزها سعة البطارية ومجموعة من الخصائص التي تميز الإصدارات الأخرى.
سعة بطارية أصغر
كما هو متوقع، يأتي آيفون آير مزودًا ببطارية صغيرة نسبيًا سعتها 3,149 ميلي أمبير، وهي أقرب في الحجم إلى بطارية آيفون 13 البالغ سعتها 3,227 ميلي أمبير، وأقل من بطارية آيفون 17 الأساسي ببطاريته البالغ سعتها 3,692 ميلي أمبير، وأقل بكثير من بطارية هاتفي آيفون 17 برو وآيفون 17 برو ماكس ببطارية سعتها 4,252 و 5,088 ميلي أمبير على الترتيب.
ومع ذلك، فإن آبل استعانت بتقنيات البطاريات العالية الكثافة لتعويض صِغر الحجم وتحسين الكفاءة، على حد زعمها.
عمر بطارية أقل
قدمت آبل في سلسلة آيفون 17 تحسنًا ملحوظًا في عمر البطارية مقارنةً بأجهزة آيفون 16، إذ ارتفع عمر البطارية بمعدل يصل إلى 6 ساعات إضافية على الأقل في معظم الإصدارات، لكن يظل آيفون آير الأقل أداءً في عمر البطارية.

عمر البطارية في بعض هواتف آيفون مُقدّرًا بمدة تشغيل الفيديو:
- آيفون 17: تشغيل الفيديو حتى 30 ساعة
- آيفون 17 برو: تشغيل الفيديو حتى 33 ساعة
- آيفون 17 برو ماكس: تشغيل الفيديو حتى 39 ساعة
- آيفون آير: تشغيل الفيديو حتى 27 ساعة.
- آيفون 16: تشغيل الفيديو حتى 22 ساعة.
- آيفون 16 برو ماكس: تشغيل الفيديو حتى 33 ساعة.
وأما في التجارب العملية، فقد أظهر هاتف آيفون آير في اختبارات أجرتها قناة Dave2D قدرة على الصمود لنحو 3 ساعات و 11 دقيقة عند تشغيل لعبة Genshin Impact على إضاءة 600 شمعة مقارنةً بخمس ساعات لهاتف آيفون 17، في حين استمر استخدامه في تطبيقات التواصل الاجتماعي مثل تطبيق ريديت لنحو 9.5 ساعات من النشاط الفعلي، مقارنةً بأكثر من 13 ساعة حققها آيفون 17. ويُعد هاتف آيفون آير أقل أداءً في عمر البطارية مقارنةً بإصدارات آيفون 17 المختلفة، استنادًا لتلك الاختبارات.

وإلى جانب التراجع الملحوظ في عمر البطارية، يفتقر الهاتف إلى بعض المزايا التي اعتاد عليها المستخدمون مثل الكاميرا المزدوجة ومكبرات الصوت الاستريو، وهي مزايا يوفرها المنافس المباشر Galaxy S25 Edge الذي يجمع بين بطارية أكبر بنسبة قدرها 24% وسعر تنافسي يبلغ 700 دولارٍ فقط، مقارنةً بهاتف آيفون آير ير الذي يبدأ سعره من 1000 دولارٍ أمريكي.
أوجد مشكلة ثم بِع حلها
إلى جانب الكشف عن الهاتف الجديد، طرحت آبل بطارية MagSafe خارجية مخصصة لهاتف آيفون آير في خطوة تعكس إدراكها للتحديات المرتبطة بسعة البطارية المحدودة. وتُعد هذه الإضافة خيارًا عمليًا للمستخدمين الذين يرغبون في تمديد مدة الاستخدام دون الحاجة إلى شحن تقليدي متكرر، خاصةً في أثناء التنقل أو السفر.
وللمفارقة، فإن استخدام بطارية MagSafe الخارجية للشحن تجعل هاتف آيفون آير يفتقر إلى تصميمه النحيف المميز ووزنه الخفيف.

وقدمت الشركة في نظام التشغيل iOS 26 وضعًا جديدًا أطلقت عليه اسم Adaptive Power Mode، وهو مصمم للتكيف مع أنماط الاستخدام المكثف وتخفيض استهلاك الطاقة عند تجاوز الحدود اليومية المعتادة للاستخدام. وتصف آبل هذا الوضع بأنه وسيلة ذكية لإدارة الطاقة، إذ يعمل تلقائيًا على تقليل العمليات الخلفية وضبط أداء الجهاز لتحقيق توازن أفضل بين الاستجابة السريعة وعمر البطارية. ومع ذلك، فإن فاعلية تلك الحلول ستظل رهنًا بالتجربة العملية للمستخدمين.
هل كانت البطارية كبش الفداء في آيفون آير؟
يطرح إطلاق هاتف آيفون آير تساؤلات مشروعة حول إذا كانت آبل قد ضحّت بعمر البطارية في سبيل الوصول إلى أنحف تصميم في تاريخ هواتفها. ومن الواضح أن سعة البطارية البالغة 3,149 ميلي أمبير تبدو أقل بكثير مقارنةً بما يتوفر في هواتف آيفون 17 الأخرى، وحتى بعض الهواتف المنافسة في السوق.
واعتمدت الشركة على تقنيات البطاريات العالية الكثافة لتعويض هذا النقص، لكن الاختبارات المبكرة أظهرت أن الأداء الفعلي لا يرقى إلى مستوى الهواتف الأكبر حجمًا. ولذا، يمكن القول إن النحافة والوزن الخفيف جاءا على حساب القدرة على توفير تجربة استخدام طويلة دون الحاجة إلى الشحن المتكرر.
ولا يمكن مع ذلك تجاهل أن فلسفة التصميم لدى آبل أولت دومًا الشكل الجمالي وسهولة الحمل الأولوية، حتى لو تطلب الأمر تقديم حلول بديلة مثل بطاريات MagSafe الخارجية أو أوضاع توفير الطاقة في النظام.
ويُظهر هذا مقاربة الشركة في الموازنة بين التصميم المبتكر والتجربة العملية، وهو خيار قد يرضي بعض عملاء آبل، لكنه قد يثير استياء آخرين ممن يعدون عمر البطارية أولوية قصوى، وقد يجدون في الإصدارات الأخرى بدائل مناسبة إلى حد بعيد.
تم نسخ الرابط