Skip to main content

حزب الله يُعِدُّ لـ"أضخم تجمّع كشفي في العالم: كشّافة المهدي تُحيِي ذكرى تأسيسها

11 تشرين الأول 2025

كتبت زينب حمود في الاخبار

سيكون إحياء ذكرى تأسيس «كشافة الإمام المهدي» استثنائياً هذا العام. أولاً، من خلال التجمّع الكشفي المهيب الذي تنظّمه الجمعية غداً الأحد في «مدينة كميل شمعون الرياضية»، وسط توقّعات بأن «يفوق أضخم التجمّعات الكشفية في العالم، والتي سُجّلت في الهند في عام 2022، حيث شارك 55 ألفاً من 13 دولة». وثانياً، لأن ذكرى «أربعينية» الجمعية ستخلو من مشاركة «الأب المربّي والقائد الملهم»، الشهيد السيد حسن نصرالله.

خلافاً لما جرت عليه العادة، لن يحضر نصرالله اللقاء السنوي مع القادة الكشفيين في ذكرى تأسيس الجمعية في 15 شعبان، ولا حتى عبر الشاشة، كما دأب على القيام به بعد عدوان تموز. وهي لقاءات كانت «من أحبِّ اللقاءات» لنصرالله، «أنتظرها، وأستأنس بها»، وفق ما قال، في أكثر من مناسبة. وكان الكشفيون ينتظرونها بشوق وشغف كبيرَيْن، إذ كانوا يستمعون فيها على مدى أكثر من ساعة ونصف ساعة لنصرالله، «لا هو يتعب ولا نحن نملّ. بل نتمنى أن يطول اللقاء لساعات وساعات».

البرنامج مختلف هذا العام. ليس هناك تقرير سنوي يعرضه الكشفيون على «القائد الكبير»، فيستمعون إلى ملاحظاته، بانتظار كلمته الختامية المعهودة: «بوركت جهودكم، وبارك الله فيكم، وحفظكم، وحماكم، وجعلكم من أنصار صاحب العصر والزمان»، ليحصلوا على «شحنة معنوية وعاطفية كبيرة، يحملونها معهم وتشكّل حافزاً للعمل وزخماً في الاستمرار»، بحسب ما يقول معاون رئيس الجمعية، محمد سعد. وإنما سيكون برنامج الحدث الاستثنائي الذي يُحضِّر له أكثر من ثمانية آلاف من القادة والمنظّمين الكشفيين منذ ثلاثة أشهر، شهادةً على جهد سنوات، من التنظيم والتدريب والتربية. وسيسمع نصرالله هذه المرة «عهداً جماعياً بالوفاء والولاء، ووعداً بأن يبقى هذا الجيل، جيلُ السيّد، على النهج والعهد».

«أجيال السيد» لا يودّعونه في الذكرى السنوية لاستشهاده. وإنما يتحضّرون للقائه. فنصرالله يحضر بقوة في كل تفاصيل التجمّع الكشفي المهيب. ليس فقط عبر صورة عملاقة وُضعت وسط الملعب، أو من خلال صور سيعلّقها الكشفيون على صدورهم. ففي التاريخ، تتزامن ذكرى تأسيس الجمعية مع ذكرى شهادة نصرالله وخليفته السيد هاشم صفي الدين. وفي المكان، سيكون التجمّع في المدينة الرياضية، ليس لقدرتها على استيعاب عشرات آلاف المشاركين فقط، وإنما لـ«البُعد المعنوي والوجداني»، فهو المكان «الذي ودّع فيه السيد شعبه»، والعودة إليه فيها «عودة رمزية للقاء السيد من جديد في المكان نفسه».

حتى برنامج التجمّع (يبدأ عند التاسعة والدقيقة العشرين صباحاً وينتهي عند الحادية عشرة والدقيقة الأربعين) يدور في فلك نصرالله. بعد العرض الكشفي الموسيقي، الذي يحضر ليكون مهيباً من حيث التنظيم، ستكون هناك فقرات فنية تعبّر عن الوفاء والعهد والولاء لنهج نصرالله. وستضاف إليها مشهديات فنية وتربوية رمزية تُعرض على المُدرّجات وفي مضمار الملعب، تُعبّر عن استمرار الأجيال في حمل رسالة نصرالله. وسيُختتم الحدث بنشيد «سلام يا مهدي»، نظراً إلى «خصوصيته وعلاقته بالشهيد السيد حسن نصرالله الذي واكب إنتاجه من البداية»، على أن يكون ذلك بعد كلمة لرئيس الجمعية، تليها رسالة إلى الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم.

الكشفيون سيزحفون غداً منذ ساعات الفجر في مواكب منظّمة من مختلف المناطق اللبنانية: الجنوب والبقاع والشمال وجبل لبنان وبيروت والضاحية الجنوبية. ليملؤوا المدينة الرياضية التي لن تتّسع لعموم الناس، ولا حتى لأهالي الكشفيين، بل لعدد محدود من الشخصيات والجهات الرسمية والكشفية والعلمائية والاجتماعية. على أن ضخامة الحدث لا تنبع من عظمة شخصية نصرالله، ولا من درجة تعلّق الكشفيين به فحسب، بل من العلاقة المتينة التي جمعت نصرالله بـ«كشافة المهدي».

فمنذ نشأتها، ظلّت الكشافة حاضرة في وجدانه، ولا سيما أنه ترأّس قيادتها العامة ثلاث سنوات، ثم تابع عن كثب نموّها وتعاظم قدراتها وتجاوز عديدها الـ 100 ألف كشفي. وقبل أن يودّع الحياة، أورثها منزله الخاص في بئر العبد الذي سكنه مع أسرته سنوات عديدة في مرحلة البدايات. سيكون اللقاء غداً، عرضاً لحصاد أربعين عاماً، يضعه الكشفيون على مرأى العالم وبين يدَيْ نصرالله، الذي عوّل على «كشافة المهدي» في خدمة المجتمع وإصلاحه، ووعداً لنصرالله بـ«أن نبقى على العهد»، وأن تبقى الكشافة، كما يريدها، «المدرسة التربوية الإيمانية والأخلاقية التي تُعِدّ أجيالاً واعدة».

The post حزب الله يُعِدُّ لـ"أضخم تجمّع كشفي في العالم: كشّافة المهدي تُحيِي ذكرى تأسيسها appeared first on أخبار الساعة من لبنان والعالم بشكل مباشر | Lebanonfiles | ليبانون فايلز.

للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا