منوعات تقنيةنصائح تكنولوجية

كيف يساهم إنترنت الأشياء في تحسين الرعاية الصحية؟

قبل ظهور إنترنت الأشياء (IoT) في مجال الرعاية الصحية، اقتصر تقديم الخدمات الطبية على الزيارات والاتصالات، لكن بعد ظهوره نقل هذا المجال إلى مستوى آخر. فقد كشف بحث نُشر في موقع MarketsandMarkets أنه من المُتوقع أن ينمو حجم سوق إنترنت الأشياء الطبي العالمي من 127.7 مليار دولار في عام 2023 إلى 289.2 مليار دولار بحلول عام 2028.

إليك المزيد من التفاصيل عن إنترنت الأشياء في الرعاية الصحية وأبرز مزاياه.

أولًا: ما إنترنت أشياء الرعاية الصحية؟

إنترنت أشياء الرعاية الصحية، المعروف أيضًا باسم إنترنت الأشياء الطبية (Internet of Healthcare Things) عبارة عن منظومة الأجهزة الطبية المتصلة والحلول التكنولوجية المصممة لخدمة قطاع الرعاية الصحية التي تهدف إلى تحسين الوصول إلى البيانات الطبية، ورفع كفاءة العلاج وجودته، وتعزيز تجربة المريض.

وتتضمن هذه الأنظمة عددًا كبيرًا من التطبيقات وأجهزة الاستشعار التي تجمع البيانات وتنقلها باستمرار لتحليلها بسرعة. وتُعدّ موازين الحرارة الذكية وأجهزة قياس سكر الدم وأجهزة الاستنشاق وعدادات ضغط الدم أمثلة على تطبيقات إنترنت الأشياء في الرعاية الصحية، وتستخدم هذه الأجهزة لجمع البيانات الصحية القيّمة ومراقبتها وتحليلها.

ثانيًا: كيف يستخدم إنترنت الأشياء في الرعاية الصحية؟

إليك أبرز حالات استخدام إنترنت الأشياء في مجال الرعاية الصحية:

  • بالنسبة للمرضى: يوفر إنترنت الأشياء الطبية فرصًا واسعة لمراقبة الحالات الصحية والوقاية من الأمراض المختلفة. على سبيل المثال: توفر أنظمة توصيل الأنسولين (AID) automated insulin delivery علاجًا فوريًا للمرضى، وهي مفيدة بنحو خاص للمرضى الكبار في السن.
  • بالنسبة للمهنيين الصحيين: تساعد الأجهزة المتصلة في تقديم خدمات مخصصة ورعاية طبية فورية للمرضى. فمن خلال مراقبة الوضع الصحي باستمرار تسمح أنظمة إنترنت الأشياء للأطباء بإجراء التشخيصات بدقة كبيرة ومراقبة الالتزام بالعلاج.
  • بالنسبة للمستشفيات: يساعد إنترنت الأشياء في تتبع المعدات الطبية في المباني، ومراقبة النظافة لضمان بيئة معقمة، والتحكم في جرد الأدوية.
  • بالنسبة لشركات التأمين الصحي: يمكن للبيانات الواردة من أنظمة إنترنت الأشياء تعزيز عمليات إدارة المطالبات. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لشركات التأمين الحصول على مزيد من التفاصيل عن سلوك العملاء والخدمات المخصصة بناءً على البيانات التي جمعتها تلك الأنظمة.

ثالثًا: ما فوائد تطبيق إنترنت الأشياء في الرعاية الصحية؟

إليك أبرز الفوائد التي يوفرها إنترنت الأشياء لقطاع الرعاية الصحية:

1- تحسين نوعية العلاج:

تجمع المستشعرات في أنظمة إنترنت الأشياء بيانات قيّمة تسمح باتخاذ قرارات مستنيرة وتقديم علاج قائم على الأدلة للمرضى؛ إذ يضمن استخدام الأجهزة المتصلة الحصول على بيانات دقيقة ويقلل مخاطر الأخطاء البشرية.

بالإضافة إلى ذلك، تساعد تطبيقات إنترنت الأشياء الطبية في تحسين إدارة الالتزام بالأدوية والعلاج، مما يسمح للأطباء بتتبع مدىى التزام المرضى بالوصفات الطبية وضمان تقديم الرعاية المناسبة؛ مما يعزز جودة الخدمات.

2- تحسين تجربة المريض:

تساعد أنظمة إنترنت الأشياء الصحية في تحسين تجربة المرضى وتزويدهم بخدمة مخصصة وفعالة. كما تعزز مراقبة المرضى من بُعد وتقديم حلول الرعاية المنزلية للوصول إلى خدمات الرعاية الصحية دون الحاجة إلى الانتقال إلى المستشفى وهذا الأمر مفيد للمرضى الكبار في السن بنحو خاص.

كما يؤدي استخدام هذه الأنظمة إلى تسريع معالجة البيانات، مما يقلل من وقت التشخيص واتخاذ القرار المناسب فيما يتعلق بالعلاج؛ وهذا يؤدي إلى نتائج فضلى للمرضى ويعزز تجربة المريض بنحو عام.

3- انخفاض التكاليف:

باعتماد حلول إنترنت الأشياء يمكن لمقدمي الرعاية الصحية تقديم الاستشارة للمرضى ومراقبتهم لحظيًا؛ مما يقلل بنحو كبير عدد الزيارات والإقامة في المستشفى، ويؤدي كل هذا إلى تخفيض التكلفة الإجمالية للخدمات.

4- الكفاءة العالية:

يمكن لأنظمة إنترنت الأشياء الطبية جمع البيانات القيّمة، مما يسمح للأخصائيين الطبيين بتحليل السجلات الصحية الإلكترونية والحصول على رؤى مفيدة، بالإضافة إلى ذلك، يمكن لتقنيات إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي التي تعمل معًا أتمتة سير العمل، والمساعدة في التنبؤ بالأمراض، واقتراح خيارات العلاج المناسب، وهذا يعني أن إنترنت الأشياء الطبية يعزز كفاءة الرعاية الصحية المقدمة.

رابعًا: التحديات المرتبطة باستخدام أنظمة إنترنت الأشياء في الرعاية الصحية:

مع كل المزايا التي توفرها أنظمة إنترنت الأشياء للقطاع الصحي، هناك العديد من التحديات المرتبطة باستخدامها، وأبرز هذه التحديات:

1- الأمن والخصوصية:

تنقل الأجهزة المتصلة في أنظمة إنترنت الأشياء كمية كبيرة من المعلومات الصحية الخاصة التي تجب حمايتها من السرقة؛ لأن عمليات اختراق البيانات في المؤسسات الصحية تزداد بنحو مستمر، فقد كشف تقرير نُشر في مجلة HIPAA عن زيادة بنسبة تبلغ 23% في عدد السجلات الطبية التي اخترقت في فبراير 2024 مقارنةً بالعام السابق.

وهذا يعني أن مقدمي الرعاية الصحية الذين يستفيدون من حلول إنترنت الأشياء يجب أن يركزوا في التدابير الأمنية المتقدمة، ويجب على المطورين التعامل مع الفجوات المحتملة في أنظمة الأمان لحماية البيانات الحساسة من الاحتيال والسرقة.

من ناحية أخرى، غالبًا ما تستخدم المستشفيات المعدات والآلات الطبية مدة طويلة تتجاوز مدة الدعم التي تقدمها الشركات المصنعة، وهذا يعني احتمالية عدم الحصول على تحديثات أمنية مهمة؛ مما يزيد خطر التعرض للانتهاكات واختراق البيانات.

2- سرعة الاتصال:

يجب أن يكون المتخصصون في الرعاية الصحية واثقين من الاتصال السلس والسريع بين تطبيقات وأنظمة وأجهزة إنترنت الأشياء. ولتحقيق ذلك، يجب التركيز في بناء بنية تحتية لتلك الأنظمة تكون سريعة وقابلة للتطوير وآمنة من شأنها دعم التفاعلات بين جميع مكونات أنظمة إنترنت الأشياء.

الخاتمة:

توفر أنظمة إنترنت الأشياء الكثير من المزايا التي يمكن أن تدفع مجال الرعاية الصحية إلى الأمام. وبنحو عام، تعزز هذه الأنظمة تجربة المريض وجودة خدمات الرعاية، وتقلل من التكاليف، وتعزز الكفاءة العامة. من ناحية أخرى، تجلب بعض التحديات التي تنبغي مراعاتها للحفاظ على أمان البيانات.

تم نسخ الرابط
تابعنا