دبي تخطو خطوة جريئة نحو المستقبل بتدشين أول محطة للتاكسي الجوي
رسخت دبي مكانتها كرائدة عالمية في مجال النقل، مدفوعة بسلسلة من المشاريع الاستثنائية الطموحة، واليوم، دشنت الإمارة أول محطة للتاكسي الجوي. وتقع هذه المحطة الإستراتيجية بالقرب من مطار دبي الدولي، لتكون نواة لنظام نقل جديد كليًا يهدف إلى تغيير مفهوم التنقل الحضري.
فقد أعطى صاحب السمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، أمس، إشارة البدء لتنفيذ أول محطة للتاكسي الجوي في الإمارة بالقرب من مطار دبي الدولي.
وتأتي هذه الخطوة تأكيدًا لريادة دبي كنموذج مبتكر لمدن المستقبل، وتجسد التزامها المستمر بتبني حلول ذكية وفعّالة لتحسين جودة الحياة وتقديم أفضل الخدمات للمجتمع.
وقال سموه في منشور عبر حسابه الرسمي في منصة إكس: “دشنا أعمال تنفيذ أول محطة للتاكسي الجوي في دبي بالقرب من مطار دبي الدولي … المحطة التي أقيمت على مساحة 3100 متر من المتوقع أن تشهد 42 ألف رحلة سنويًا يستفيد منها 170 ألف راكب سنويًا … مشروع يختصر المسافات، ويمثل روح دبي الريادية ورغبتها في وضع بصمة تُغير مستقبل التنقل عالميًا مع الالتزام بأعلى معايير السلامة والاستدامة البيئية … في مرحلته الأولى، يشمل التاكسي الجوي مواقع إضافية في داون تاون، ودبي مارينا، ونخلة جميرا ليبدأ تقديم خدماته اعتبارًا من 2026 … دبي ومشاريعها تتجاوز حدود الممكن، فهنا لا وجود لكلمة المستحيل .. دبي تواصل إلهام العالم … فهي باختصار مدينة الحاضر والمستقبل”.
محطة المستقبل.. تصميم مبتكر وخدمات متكاملة:
صُممت محطة التاكسي الجوي بعناية لتنسجم مع طابع دبي العصري، وتمتد على مساحة تبلغ 3100 متر مربع، وتضم مرافق عالمية المستوى تشمل: مواقف للسيارات، ومنطقتين لإقلاع الطائرات وهبوطها، ومحطات لشحن التاكسي الجوي، بالإضافة إلى صالات انتظار مكيفة لراحة الركاب.
وتقدّر الطاقة الاستيعابية القصوى للمحطة بنحو 42 ألف عملية هبوط للتاكسي الجوي سنويًا، لتخدم أكثر من 170 ألف راكب في العام الواحد.
شراكات عالمية لضمان الجودة والسلامة:
تشتمل المحطة على مرافق مصممة وفق أعلى معايير السلامة العالمية، وسيجرى تنفيذها وتشغيلها بالتعاون مع مشغلين عالميين، إذ تتولى شركة (جوبي) تصنيع مركبات التاكسي الجوي وتشغيلها وإدارة حركة الركاب، فيما تتولى شركة (سكاي بورت)، تصميم البنية التحتية للمحطات وتنفيذها وتشغيلها، وتتولى هيئة الطرق والمواصلات في دبي حوكمة عملية التشغيل، وتحقيق التكامل مع وسائل المواصلات المختلفة، ووفقًا للبرنامج الزمني، يتوقع إطلاق خدمة التاكسي الجوي في الربع الأول من عام 2026.
مزايا التاكسي الجوي:
ستكون الطائرة المستخدمة في خدمة التاكسي الجوي هي طائرة (جوبي S4)، التي تمتاز بقدرتها على الإقلاع والهبوط عموديًا، وهي مركبة مستدامة صديقة للبيئة، إذ تعمل بالطاقة الكهربائية بالكامل، ولا تسبب أي انبعاثات ضارة للبيئة.
كما جُهزت طائرة (جوبي S4) بأحدث التقنيات المتاحة في مجال الطيران الكهربائي، فبفضل تصميمها المبتكر الذي يضم 6 مراوح، وأربعة حزم من البطاريات العالية الكفاءة، يمكنها التحليق لمسافة طويلة تصل إلى 161 كيلومتر، بسرعة تصل إلى 321 كيلومتر في الساعة.
وتتسع الطائرة لأربعة ركاب وطيار، وتمتاز بالهدوء والسلامة، مقارنة بالطائرات المروحية، إذ تُصدر صوتًا لا يتجاوز 45 ديسيبل، وهو أقل من صوت المطر، مما يوفر تجربة سفر مريحة وسلسة.
شبكة متكاملة تغطي أهم المعالم في دبي:
في المرحلة الأولى، ستغطي خدمة التاكسي الجوي أربعة مواقع حيوية في دبي، تشمل: مطار دبي الدولي، ووسط المدينة (منطقة داون تاون)، ودبي مارينا، ونخلة جميرا.
ومن المتوقع أن تساهم هذه الخدمة في تقليص وقت الرحلات بنحو كبير، إذ ستستغرق الرحلة من مطار دبي الدولي إلى نخلة جميرا نحو 12 دقيقة فقط، مقارنة بنحو 45 دقيقة بالسيارة في أوقات الذروة.
كما ستسهم هذه الخدمة في تعزيز التكامل مع وسائل النقل الجماعي المختلفة، وكذلك وسائل التنقل الفردية مثل السكوتر الكهربائي والدراجات الهوائية، وتسهيل التنقل المتعدد الوسائط، وتعزيز الربط عبر المدينة، وتوفير رحلة سلسة للركاب.
دبي.. نموذج عالمي للابتكار في مجال النقل:
يُعدّ إطلاق خدمة التاكسي الجوي في دبي خطوة جريئة تؤكد ريادتها في مجال الابتكار وتطبيق أحدث التقنيات في مجال النقل. وتسعى دبي من خلال هذا المشروع إلى ترسيخ مكانتها كوجهة عالمية للسياحة والأعمال، وتوفير تجربة سفر فريدة من نوعها لزوارها وسكانها.
تم نسخ الرابط