خاص - شبكة قدس الإخبارية: خلال نهار اليوم الخميس، اقتحم 483 مستوطناً متطرفاً ساحات المسجد الأقصى المبارك احتفالاً برأس السنة العبرية التي ينطلق معها سلسلة من الأعياد اليهودية، وهو أحد أقسى المواسم التي تمر على المسجد الأقصى سنوياً، فيما أغلق الاحتلال باب المغاربة أحد أبواب المسجد.
وينطلق الموسم بعيد رأس السنة العبرية، الذي يُعتبر أحد الأعياد اليهودية ويكون ضمن اليومين الأول والثاني من شهر "تشري" من التقويم العبري، وتبدأ به هذا اليوم السنة 5785 العبرية.
وسجل هذا العام ارتفاعاً طفيفاً مقارنة بأعداد مقتحمي العام الماضي 2023 في ذات المناسبة (423 مستوطناً)، وفي هذا العام والأعوام الثلاثة الماضية نجح المستوطنون في نفخ البوق داخل المسجد الأقصى، لكن المصلين استطاعوا التواجد والرباط في المسجد -ولو بنسبٍ متفاوتة- بسبب تضييقات الاحتلال، لكن التضييقات اليوم كانت الأشد، حتى أُخليّ محيط مسار المقتحمين من المصلين بشكلٍ كلي.
وكان الإنجاز الأبرز التي تمكنت جماعات الهيكل المتطرفة من تحقيقه هو نجاحها في تمرير اقتحامات هادئة؛ بسبب ضعف وجود المصلين في ساحات الأقصى، بعد أن منعت سلطات الاحتلال المتمركزة على الأبواب أعدادا كبيرة من الدخول، أو فرض عقوبة الإبعاد عن الأقصى بأمر من مخابرات الاحتلال.
ومنعت سلطات الاحتلال اليوم حراس الأقصى من توثيق الانتهاكات عن قُرب، كما منعت أي مصلٍ أو صحافي الاقتراب من محيط المقتحمين، لتغييب الجريمة والانتهاكات.
لأول مرة منذ عام 67.. المستوطنين ينفخون في الأبواق بساحات المسجد
وأكد شهود عيان سماع أصوات الأبواق (شوفار) شرقي المسجد الأقصى، وينفخ المستوطنين في البوق (شوفار) خلال رأس السنة العبرية ويستمرون بذلك طيلة "أيام التوبة" العشرة، وحسب المعتقدات اليهودية فإن هذا النفخ يحمل دلالات منها إيقاظ القلب والتوبة والتذكير بحادثة انتقالهم من سيناء.
يُنفخ في البوق لإعلان بداية جديدة مطلع كل سنة عبرية إيذانا بالاقتراب خطوة إضافية من مجيء المخلص وبناء الهيكل المزعوم مكان المسجد الأقصى، إلى جانب أن النفخ يعني نجاح تطبيق إحدى طقوس الهيكل المزعوم داخل مسجد إسلامي خالص، وبالتالي تثبيت التأسيس المعنوي للهيكل.
ورغم أن هذا ليس العام الأول الذي يتمكن فيه المتطرفون من أداء طقس النفخ في البوق داخل الساحات، فإنه الأول الذي يُنفّذ فيه هذا الطقس في ظل الحرب التي شهد المسجد الأقصى خلالها أكبر تضييق منذ احتلاله عام 1967.
ومن الطقوس التلمولدية التي قامت بها مجموعات المستوطنين "السجود الملحمي" أو الانبطاح أرضاً بشكل جماعي في الساحات الشرقية للمسجد بحماية شرطة الاحتلال، وحرص بعضهم على ارتداء ثياب الكهنة التوراتية البيضاء خلال الاقتحام، وذلك تمهيدا لإحياء طبقة الكهنة ولقيادتهم صلوات اليهود في الأقصى باعتباره "مقدسا يهوديا.
وخلال السنوات الأخيرة عملت سلطات الاحتلال على تكريس الساحة الشرقية للأقصى للمستوطنين المقتحمين باعتبارها "كنيساً غير معلن"، وباتوا يؤدون كل طقوسهم فيها بحرية بينما يُمنع المرابطون وحراس المسجد الأقصى من مجرد الاقتراب منهم بمسافة تسمح بالتصوير، وهو ما يكرس التقسيم المكاني ولو مؤقتاً.
يبدأ موسم الأعياد اليهودية مع رأس السنة العبريّة، الذي حل اليوم في 3 أكتوبر وغداً ، يُحتفَل به لمدة يومين في أوَّل شهر تشري بالتقويم العبري، ولم يكن لهذا العيد أي ذكرى تاريخيّة يرتبط بها، إلا أنه اكتسب أهمية دينيّة مع الزمن، ضمن أجندات الصهيوينية الدينية ومساعيها المستمرة بتهويد المسجد الأقصى.
سلسلة من الأعياد
وبعد رأس السنة العبرية وقبل حلول "عيد الغفران" تأتي "أيام التوبة"، وهي عشرة أيام ما بين هذين العيدين، وتركز خلالها أذرع الاحتلال على تحقيق قفزات في أعداد مقتحمي الأقصى، مع التركيز على اقتحام المسجد باللباس الكهنوتي الأبيض، وأداء مختلف الطقوس العلنية، وخاصة بركات الكهنة في ساحات المسجد الشرقية. وتلي هذه الأيام عيد الغفران، والذي يُدعى بالعبريّة يوم كيبور، ويُعدّ أقدس أيام السنة العبرية، ويُطلق عليه سبت الأسبات.
ويبدأ الاحتفال بهذا العيد قبل غروب شمس اليوم التاسع من "تشري" ويستمر إلى ما بعد غروب اليوم التالي، ولا يُمكنهم القيام بأيّ عمل آخر إلا التعبد، ويحلّ في هذا العام ما بين 12 و 13 أكتوبر، وسيشهد جملةً من الاعتداءات، من بينها محاولات النفخ بـ الشوفار، واقتحام الأقصى بالثياب الكهنوتية البيضاء، إضافةً إلى محاكاة تقديم القرابين في الأقصى، في سياق الاستعداد لعيد العُرش، وأداء السجود الملحمي الكامل بشكلٍ جماعي في ساحات الأقصى الشرقية.
للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا