جنين - قدس الإخبارية: لليوم الخامس على التوالي، يستمر الإضراب الشامل في مدينة جنين ومخيمها، احتجاجًا على عملية أجهزة أمن السلطة ضد المقاومين في مخيم جنين، على الرغم من محاولات السلطة وحركة فتح إجهاض الإضراب.
وأغلقت المحال التجارية أبوابها، وتحولت المدارس إلى التعليم الإلكتروني، استجابةً لدعوات الإضراب، التي استنفرت فيها كتيبة جنين الأهالي.
ويوم السبت الماضي، دعت كتيبة جنين إلى الإضراب وإعلان النفير العام، كما دعت أهالي قرى محافظة جنين للنزول إلى أطراف المخيم لفك حصار أمن السلطة عنه.
وبنجاح الإضراب، تفشل الحاضنة الشعبية في جنين، دعوات السلطة وحركة فتح لعدم الإضراب وعودة الحياة إلى طبيعتها، حيث أصرت الحاضنة على الاستمرار في الإضراب، تعبيرًا عن رفضها لسياسات السلطة وممارساتها.
وتحاول أجهزة أمن السلطة ومن قبلها الاحتلال في ضرب الحاضنة الشعبية للمخيم خصوصًا ومدينة جنين عمومًا، فبينما كان الاحتلال يعمد على تجريف الشوارع وخطوط المياه والكهرباء خلال عدوانه المستمر على جنين للتضييق على الناس وتقليبهم على المقاومة، تسعى السلطة لذات الهدف في عمليتها التي تحظى بإشراف إسرائيلي أمريكي، ودعم سعودي أردني مصري.
فمنذ 13 يومًا، تفرض السلطة حصارًا على مخيم جنين، وسط انقطاع الكهرباء والمياه، وقد أفاد الأهالي أن أجهزة أمن السلطة تعمدت إطلاق النار على مولد الكهرباء، ما أدى إلى تعطله، بالإضافة إلى استهداف خزانات المياه في المخيم.
وتعدّ الحاضنة الشعبية في جنين ومخيمها من أبرز عوامل صمود المقاومة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وبعيدًا عن الإضراب، تجسّد هذا الدعم الشعبي خلال الاجتياحات المتكررة لجيش الاحتلال، حيث قدّم الأهالي المأوى والطعام للمقاومين، وفتحوا منازلهم لتكون ملاذًا آمنًا لهم.
فخلال الاجتياح في جنين في يوليو 2023، يذكر الفلسطينيون جيدًا إحدى الرسائل التي تركها أحد أصحاب المنازل للمقاومين قبل نزوحهم المؤقت من المخيم، حيث كتب: "الأكل والمونة موجودات في الدار وفي البراد... وفداكم الدار المهم تضلكم بخير".
ويأتي هذا الإضراب في ظل استمرار عملية ومجموعات المقاومة في جنين، حيث شهدت المدينة مواجهات واشتباكات مسلحة على خلفية ملاحقة السلطة للمقاومين. ورغم دعوات السلطة وحركة فتح لعدم الإضراب وعودة الحياة إلى طبيعتها، إلا أن الحاضنة الشعبية للمقاومة في جنين أصرت على الاستمرار في الإضراب، تعبيرًا عن رفضها لسياسات السلطة وممارساتها.
وتواصل أجهزة أمن السلطة عمليتها ضد المقاومة في جنين، تنفيذًا لخطط أشرف عليها المنسق الأمني الأميركي الجنرال مايك فينزل، ومحاولة من السلطة تقديم أوراق اعتمادها للرئيس الأمريكي القادم دونالد ترمب.
وخلال العملية المستمرة، قتلت أجهزة أمن السلطة 3 فلسطينيين بينهم طفل والقيادي في كتيبة جنين وأحد أبرز المطلوبين للاحتلال يزيد جعايصة، الذي أكدت صحيفة "يسرائيل هيوم" لاحقًا، أن اغتياله تم بالتنسيق مع "إسرائيل".
للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا