Skip to main content

قيادي في الجبهة الشعبية لـ "قدس": "طوفان الأقصى أثبت زيف مشروع التسوية السياسية"

07 تشرين الأول 2024
https://qudsn.co/قيادي في الجبهة الشعبية لـ

فلسطين المحتلة - قدس الإخبارية: أكد رئيس دائرة العلاقات الدولية في الجبهة الشعبية، ماهر الطاهر خلال حوارٍ خاص مع "شبكة قدس" في الذكرى الأولى لانطلاق معركة طوفان الأقصى أن المعركة كانت دفاعية ردًا على ممارسات الاحتلال الإسرائيلي بحقّ الضفة الغربية وقطاع غزة، وأنها أثبتت بعد مرور عامٍ على أن خيار التسوية السياسية فشل بكل المقاييس ما يعني أن خيار الكفاح المسلّح هو طريق التحرير. 

وحمّل الطاهر مسؤولية عدم إتمام المصالحة الفلسطينية الفصائلية إلى فريق السلطة الفلسطينية الذي يراهن حتى اللحظة على "اتفاقية أوسلو" وما زال يعترف بالكيان الإسرائيلي، مشيرًا إلى ضرورة الاتفاق على برنامج سياسي موحّد على قاعدة المقاومة المسلّحة - لا على أوهام الاتفاقيات مع الاحتلال وفق تعبيره. 

وفيما يلي نصّ الحوار بالكامل: 

كيف تنظر الجبهة الشعبية لمعركة طوفان الأقصى وما حققته من إنجازات استراتيجية؟ 

عملية طوفان الأقصى جاءت دفاعًا عن النفس، لأنها أعقبت تراكمات أثبت فيها الكيان الصهيوني مدعومًا من أمريكا بأنهم يريدون تصفية القضية الفلسطينية وتخيير الفلسطينيين إما بالرحيل أو القتل أو الاستسلام، وكانت ممارساتهم واضحة في الضفة والقدس، والقطاع، وأكدوا مرارًا على أنه لا يمكن السماح بإقامة دولة فلسطينية، إضافة إلى ممارسات تدنيس المسجد الأقصى والتلميح بهدمه، وتعزيز هجمات المستوطنين على مناطق الضفة وحرق البيوت، وتكثيف الاعتقالات، لذا جاءت معركة طوفان الأقصى دفاعًا عن مظلومية هذا الشعب. 

وأثبتت المعركة أن ثمن مواجهة الاحتلال الصهيوني أفضل من محاولات إرضائه لأن إرضاء الاحتلال له نتائج كارثية كونه لا حدود له ولمطالبه ويريد السيطرة على كلّ فلسطين. 

واستراتيجيًا، جاءت المعركة التي هزّت هيبة الكيان الصهيوني بشكل عميق، لتثبت أن هذا الكيان لا يمكنه مواجهة شعبنا لولا الدعم الأمريكي بكل أنواع أسلحة الدمار، ما يعني أننا بالحقيقة أمام عدو أمريكي يخوض حربًا عدوانية ضد شعبنا ومقاومته بهدف فرض رؤيته على المنطقة وجعل الكيان سيّدها، كي يتفرغ الأمريكي لمواجهة المشروعين الروسي والصيني، وسط غياب البُعد العربي والإسلامي في متابعة القضية الفلسطينية، لذا جاءت معركة طوفان الأقصى لتفشل المخططات الأمريكية - الإسرائيلية وتؤسس مرحلةً جديدة في تاريخ الكفاح الفلسطيني سوف يدرك العالم أجمع نتائجها بعد انتهاء المعركة، خاصّة بعد تكاتف قوى المحور الذي يوجّه اليوم ضربات للاحتلال من اليمن والعراق ولبنان وإيران، وهو ما يعني فشل الرهان الأمريكي على فصل ساحات المقاومة. 

ما موقفكم من الأصوات الفلسطينية الرافضة لمعركة طوفان الأقصى - خاصة أن حركة فتح وصفتها بالمغامرة التي أعادت احتلال قطاع غزة؟

من يقول إن العملية كانت مغامرة عليه أن يجيب على سؤال "ماذا كان سيفعل الشعب الفلسطيني في مواجهة الغطرسة وما هو معلن عن تصفية القضية" ولذا لم يكن أمامنا سوى المقاومة للرد على محاولات التصفية (...). من يطرح هذا الكلام عليه أن يقدم البدائل، وإذا كان البديل هو اتفاقية أوسلو والمفاوضات والوصول إلى تسوية سياسية، فإن هذا البديل تم اختباره على مدار 30 عامًا وأثبت فشله ووصوله إلى طريق مسدود بعد أن ثبت زيف اتفاقية أوسلو التي سيطرت على الأرض ومارست التهويد. 

لذا فإن هذا الكلام فارغ ولا معنى له، لأننا أمام عدو يعلن بوضوح أنه لا يريد وجودًا فلسطينيًا، ومن لا يريد الطوفان عليه أن يقدم بديلًا لم يثبت فشله. 

كيف تشارك الجبهة الشعبية بالقتال في المعركة، وهل لديها أسرى من الاحتلال الإسرائيلي؟ 

الجبهة الشعبية جزء من المقاومة الباسلة في الأراضي المحتلة بالضفة والقدس وقطاع غزة، وهي تنظيم تاريخي قدم آلاف الشهداء، ونقاتل على الأرض وفق إمكانياتنا وقدراتنا ومستمرون بهذا الخيار بالتنسيق المشترك مع فصائل المقاومة على الأرض، ونؤمن أن لا أفق سياسي لقضيتنا إلا عبر المواجهة والقتال. 

ونحن لدينا أسرى من الاحتلال، ونعمل كلّ ما نستطيع من أجل إتمام صفقة تبادل تهدف إلى تحرير أسرانا من سجون الاحتلال، وأصبح واضحًا أن الطريق الوحيد لتحرير الأسرى هو إتمام صفقة تبادل، ولا يمكن تحرير الأسرى بما هو دون ذلك. 

على ذكر قضية الأسرى.. كيف تقيّم الجبهة الشعبية العملية التفاوضية التي قادتها حماس نيابة عن الفصائل؟

ملف التفاوض أدير بكفاءة ومسؤولية عالية، لأن الفصائل المقاومة أجمعت على ضرورة وقف حرب الإبادة، وتصرّ على مبدأ الوقف الشامل لإطلاق النار، لكن المعركة التفاوضية أثبتت أن العدو الصهيوني ومعه الأمريكي يريدون فرض الاستسلام، ولذا عبّرت حماس عن موقف الجميع بعدم القبول بشروط استسلام المقاومة، وفي الذات سياق تمتع الموقف التفاوضي بالمرونة خاصّة بعد الموافقة على مقترح 2 يوليو الذي قرأه الرئيس الأمريكي جو بايدن أمام العالم وأقرّه مجلس الأمن، لكن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو تراجع عنه، بهدف تحميل المقاومة مسؤولية عدم التوصل لاتفاق.

وتصرّ حماس في التفاوض على موقف متفق عليه فصائليًا، قائم على "وقف شامل لإطلاق النار، وانسحاب الاحتلال من قطاع غزة، وإدخال المساعدات، وإعادة الإعمار، ثم إتمام صفقة تبادل" وهذه شروط طبيعية لا تنازل عنها، وسنقاوم حتى فرض الشروط. 

رغم مشهد الوحدة الميدانية المقاوم.. لم تعكس الفصائل الفلسطينية مشهدًا وحدويًا في ملف المصالحة، لماذا لم تنجح بهذا الملف؟ 

السبب الأساسي هو أن فريق السلطة الفلسطينية ما زال يراهن على استمرار الحلول السياسية مع الكيان الصهيوني، ورفض خيار المقاومة المسلّحة، والتمسك بخيار أوسلو والمفاوضات، رغم ما فعله الكيان الصهيوني من جرائم بحقّ الشعب الفلسطيني، ورغم تصويت الكنيست على رفض إقامة دولة فلسطينية. 

حماس قدّمت مرونة شديدة ومستعدّة أن تقدم أقصى درجات المرونة في هذا الملف، وستجرى لقاءات بين حماس وفتح خلال الفترة القادمة، للاتفاق على مختلف القضايا العالقة، ولا يمكن الاتفاق على قاعدة خيار الحلّ السياسي واتفاق أوسلو والمفاوضات، لأن ذلك يخدم المشروع الصهيوني.

وعلى الجميع أن يدرك ضرورة المصالحة، لأن نتنياهو يريد تغيير الشرق الأوسط ما يعني وهم حلّ الدولتين، وأنه كلام تضليل يعيق إتمام المصالحة الفلسطينية، وأن الشعب الفلسطيني لن يحقق شيء من هذا المسار.

الفصائل اتفقت على ورقة في 23 يوليو الماضي في بكّين، والجبهة الشعبية قدّمت مقترحات تنفيذية لتطبيق الاتفاق.. إلى أين وصلت جهود تطبيق الاتفاق؟ 

قدمنا مقترحات تنفيذية لحركتي حماس وفتح والفصائل، والجميع رحّب وقال إنها مقترحات جيدة، لكن العبرة بالتنفيذ، وبعد أن تلتقي حماس مع فتح لمناقشة قضايا تفصيلية تخصّ قطاع غزة، وفي حال نجحت اللقاءات من المقرر أن يعقبها لقاءات مع كلّ الفصائل، وعلى الجميع أن يدرك أن لا حلّ سوى باتفاق على برنامج سياسي مقاوم، وأنه لا يمكن بناء وحدة حقيقية طالما يراهن البعض على خيار التسوية السياسية.

ما زالت آلية التنسيق المشترك بينكم وبين حماس في ذات النسق، خاصة بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي السابق، إسماعيل هنية؟ 

تواصلنا مع حماس دائم ومستمر، داخل وخارج فلسطين، وننسق عملنا في هذه الظروف الخطيرة مع أعلى الهيئات القيادية في الحركة، رغم الظروف الأمنية التي يتخذها رئيس الحركة القائد يحيى السنوار، إلا أن التواصل قائم ومستمر على مختلف الأصعدة. 

بعد اغتيال الاحتلال ثلاثة من قادة الجبهة الشعبية العسكريين في بيروت.. هل يمكن أن تفعّل الجبهة أدوات مواجهة الاحتلال من الخارج؟ 

نحن نقاتل من داخل فلسطين ومن أي حدود يمكن القتال من خلالها، وإن تمكّنا من القتال عند الحدود اللبنانية، نحن على كامل الاستعداد لذلك، ومن أي حدود دولة عربية، وسنعمل ما نستطيع من أجل تطوير إمكانياتنا وقدراتنا لنكون أكثر فعالية في مواجهة العدو. 

الكيان الصهيوني أقدم على اغتيال محمد عبد العال عضو المكتب السياسي ومسؤول الدائرة العسكرية والأمنية، وعماد عودة عضو الدائرة العسكرية للجبهة وقائدها العسكري في لبنان، بالإضافة إلى عبد الرحمن عبد العال أحد كوادر كتائب أبو علي مصطفى، لكن هذه الضربات لن تزيدنا إلا إصرارًا على مواصلة الكفاح، ولا يمكن أن تضعفنا، وفي السابق اغتالوا القادة أبو علي مصطفى، وغسان كنفاني، ووديع حديد، وباسل القبيسي، لكن ذلك لم يضعف الجبهة في تبني نهج المقاومة، بل زادها قوة. 

ما هو حجم التنسيق بين الجبهة الشعبية وقوى محور المقاومة؟ 

نحن جزء من محور المقاومة، ولدينا استعداد للتنسيق الكامل مع قوى المحور الذي يدعمنا ويدعم شعبنا، ونثمن دعمهم للشعب الفلسطيني، وخاصة إيران التي تدعم أطراف محور المقاومة سياسيًا وماديًا وتسليحيًا وهذا ليس سرًّا؛ بهدف مواجهة المشروع الصهيوني. ونحن نقاتل وسنستمر بالقتال بكل قدراتنا، والجبهة الشعبية ستكون جزءًا من المواجهة حال تصاعدت في لبنان، وسنقاتل العدو حيث نستطيع دون تردد مع قوى المحور.

للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا