خاص - اليمن - قدس الإخبارية: تتصاعد عمليات القوات المسلحة اليمنية ضد الاحتلال الإسرائيلي، ضمن المرحلة الخامسة من التصعيد، نصرةً للشعب الفلسطيني ومقاومته، وفق ما أعلنت عنه مسبقاً.
وعلى مدار الأيام الماضية، شنت القوات اليمنية ضربات صاروخية استهدفت عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك المدن المركزية للاحتلال، وعلى رأسها مدينة "تل أبيب"، التي أصبحت هدفاً شبه يومي للهجمات الصاروخية منذ بداية الأسبوع الجاري.
وكانت أكثر هذه الضربات تأثيراً تلك التي وقعت فجر السبت الماضي، حين سقط صاروخ باليستي على "تل أبيب". وقد دوت صافرات الإنذار على نطاق واسع أثناء محاولة أنظمة الدفاع الجوي اعتراضه، ما أسفر عن إصابة 16 مستوطناً بجروح متفاوتة.
وفي يوم الثلاثاء، أعلنت فرق الإسعاف التابعة للاحتلال عن إصابة أكثر من 20 مستوطناً أثناء هرعهم إلى الملاجئ بعد إطلاق صافرات الإنذار في مناطق عدة، محذرة من هجوم صاروخي مصدره اليمن.
من جانبها، أعلنت القوات المسلحة التابعة لجماعة أنصار الله (الحوثيون) في بيان لها يوم الثلاثاء أنها استهدفت هدفاً عسكرياً إسرائيلياً في منطقة "يافا" باستخدام صاروخ باليستي فرط صوتي من طراز "فلسطين 2"، مؤكدةً نجاح العملية وتحقيق أهدافها بدقة.
وفي تطور آخر يوم الخميس الماضي، أصاب صاروخ يمني مبنى في مستوطنة "رامات غان" القريبة من "تل أبيب"، ما أدى إلى تدميره. وصرّح المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية حينها أن العملية جاءت رداً على العدوان الإسرائيلي الذي استهدف منشآت مدنية في صنعاء ومحافظة الحديدة.
تصاعد التهديدات الإسرائيلية
في أعقاب الضربات اليمنية، أفادت "هيئة البث الإسرائيلية" أن المستوى السياسي في الاحتلال يدرس شن هجوم رابع على أهداف يمنية. وأشارت إلى أن جيش الاحتلال بدأ بالفعل إعداد خطط لهذا الهجوم.
من جهته، جدد وزير الحرب الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، تهديداته باستهداف قادة أنصار الله، مشيراً إلى أن الاحتلال مستعد لضربهم "في صنعاء أو أي مكان آخر في اليمن"، وفق تعبيره.
ورغم هذه التهديدات، اقتصر الرد الإسرائيلي حتى الآن على شن غارات جوية استهدفت بعض المناطق في صنعاء والحديدة. ويبقى السؤال: هل يسعى الاحتلال لتصعيد عدوانه على اليمن بشكل أوسع؟
في حديث خاص لـ"شبكة قدس الإخبارية"، أكد الكاتب والمحلل السياسي ساري عرابي أن جيش الاحتلال يواجه تحديات لوجستية كبيرة في استهداف اليمن مقارنة بجبهات أخرى كلبنان وغزة، بسبب بعد المسافة وصعوبة الوصول.
وأضاف عرابي أن الاحتلال يعتمد بشكل كبير على الدعم الأمريكي والبريطاني في مواجهة القوات اليمنية، لكنه لا يملك حالياً القدرة على شن هجوم بري واسع، الذي قد يكون مكلفاً من الناحية العسكرية والسياسية.
كما استبعد عرابي احتمال انخراط التحالف السعودي-الإماراتي في عدوان جديد على اليمن في الوقت الراهن، مشيراً إلى أن ذلك قد يحدث في إطار ترتيب أمريكي مستقبلي.
وعن احتمال تنفيذ اغتيالات تستهدف قادة القوات اليمنية، أشار عرابي إلى أن الاحتلال لا يملك حتى الآن بنك أهداف استخباراتي واضح في اليمن، لكنه يسعى جاهداً للحصول على معلومات لتنفيذ عمليات كهذه.
فجوة استخباراتية لدى الاحتلال
بدوره، قال الباحث في الشأن الإسرائيلي محمد بدر لـ"شبكة قدس" إن القوات اليمنية شكلت مفاجأة كبيرة للاحتلال، خصوصاً من حيث حجم قوتها العسكرية وقدرتها على استهداف العمق الإسرائيلي. وأوضح أن الطبيعة السيادية للقوات اليمنية داخل اليمن منحتها مرونة كبيرة في عملياتها، مقارنة بجبهات أخرى كالعراق ولبنان.
وأضاف بدر أن الاحتلال لم يتوقع حجم القدرات اليمنية العسكرية، مشيراً إلى أن الفترة التي تم خلالها سحب الحوثيين من قوائم الإرهاب قد ساهمت في تعزيز هذه الترسانة العسكرية. كما أكد أن بعد المسافة وطبيعة التضاريس اليمنية يمثلان عائقاً إضافياً أمام العمليات الإسرائيلية.
إحباط مخطط استخباراتي
في تطور أمني، أعلنت القوات المسلحة اليمنية أنها نجحت في إحباط أنشطة استخباراتية استهدفت الأمن الوطني اليمني، وكشفت عن اعتقال عدد من العملاء الذين جندتهم وكالة المخابرات الأمريكية (CIA) بالتعاون مع جهاز الموساد الإسرائيلي.
وأوضحت القوات اليمنية أن العملية جاءت ضمن الجهود المبذولة لمواجهة التحديات الأمنية، مؤكدة أنها ستواصل ملاحقة العملاء والجهات التي تقف خلفهم لحماية الأمن القومي اليمني.
وأوضحت الأجهزة أن المتورطين كانوا مكلفين برصد وتحديد مواقع القوة الصاروخية والطيران المسير والقوات البحرية والمواقع العسكرية الأخرى، بالإضافة إلى جمع معلومات عن القيادات الثورية والسياسية والعسكرية والأمنية والشخصيات الاجتماعية المعارضة للعدو الإسرائيلي والأمريكي.
وأضاف البيان أن الأنشطة التجسسية شملت جمع معلومات عن خبراء ومعامل ومنصات وعربات إطلاق الصواريخ والطيران المسير المستهدِفة للعدو، وأماكن تواجد زعيم جماعة "أنصار الله الحوثي" السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي وبعض القيادات السياسية والعسكرية والأمنية للدولة.
كما تم توجيه الجواسيس لرفع إحداثيات هذه المواقع إلى جهاز الموساد، عبر عميل وسيط، بهدف استهدافها بواسطة طيران العدو الأمريكي والإسرائيلي والبريطاني.
وفي سياق آخر، أوضحت الأجهزة الأمنية أن العميل المحلي كُلف عمليات تجنيد جواسيس من ضعفاء النفوس بهدف إعاقة موقف الشعب اليمني المساند لغزة، وذلك من خلال استهداف قواته العسكرية وقيادته.
وأكد البيان التابع للأجهزة الأمنية أن هذه الجهود تأتي في إطار الالتزام بتأمين الجبهة الداخلية وتحصينها من محاولات اختراق العدو الأمريكي والإسرائيلي.
وحذر البيان من خطورة العمل لصالح أجهزة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية، مشيرًا إلى أن عقوبة ذلك تصل إلى حد الإعدام، وطالبت الأجهزة الأمنية جميع المتورطين في عمليات الخيانة أو التعامل مع استخبارات العدو بالمبادرة بتسليم أنفسهم إلى أجهزة العدالة، محذرةً من قدرة الأجهزة الأمنية على الوصول إليهم في أي مكان كانوا.
للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا