وللوقوف على تأثيرات هذه الأحداث على المنطقة والعالم استضافت حلقة خاصة من برنامج "من واشنطن" -الذي يبث على منصة "الجزيرة 360"- الناشط الحقوقي الأميركي من أصول مصرية شريف منصور الذي عمل سابقا في لجنة حماية الصحفيين بنيويورك، لمناقشة أبرز الأحداث والتطورات.
وفيما يتعلق بملف الإبادة الجماعية في قطاع غزة، توقع منصور استمرار عمل المحكمة الجنائية الدولية رغم التهديدات الأميركية، مشيرا إلى احتمال فرض الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب -بعد تنصيبه- عقوبات على المحكمة كما فعل سابقا في قضية أفغانستان.
وأضاف منصور أن المحكمة ستواصل عملها بدعم من جنوب أفريقيا وبعض الدول الغربية، مثل أيرلندا وإسبانيا وبلجيكا.
وكان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان طلب في 20 مايو/أيار الماضي إصدار مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت لمسؤوليتهما عن "جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية" ارتكبها الجيش الإسرائيلي في حربه على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
كما شهد عام 2024 مقتل العديد من الصحفيين في غزة، من بينهم مصور الجزيرة أحمد اللوح.
في المقابل، حصل مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح على جائزة جون أوبشون لنادي الصحافة الوطنية بواشنطن اعترافا بتضحيته الاستثنائية في خدمة حرية الصحافة.
إعلانوفي كلمة خاصة للبرنامج، أكد الدحدوح على رمزية الجائزة التي تدل على أن الصحفيين الفلسطينيين ليسوا وحدهم في هذه المأساة.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي استهدف مساء الأربعاء 25 أكتوبر/تشرين الأول 2023 منزلا في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة لجأت إليه عائلة الدحدوح، على اعتبار أنه من المناطق الآمنة، حيث طلب الاحتلال من سكان غزة النزوح جنوبا لتجنب القصف.
وبعد استشهاد عائلته قال الزميل الدحدوح "من الواضح أن مسلسل استهداف إسرائيل الأطفال والنساء والمدنيين مستمر"، مضيفا أن الاحتلال "استهدف عائلتي في منطقة بعيدة عن شمال غزة الذي طلب جيش الاحتلال إخلاءه"، وقال "بنتقموا منا بالأولاد، دموعنا دموع إنسانية وليست دموع جبن وانهيار، فليخسأ جيش الاحتلال".
من جهته، علق مدير مركز حرية الصحافة في نادي الصحافة الوطنية بواشنطن بيل مكارن على أهمية هذا التكريم، مؤكدا أن الديمقراطية الأميركية تعتمد على إعلام الجمهور الذي يقرر اختياراته، وأن غياب تدفق المعلومات يجعل من المستحيل ممارسة الحكم بالطريقة المبتغاة.
وفي سياق متصل، أحيا سقوط نظام الرئيس بشار الأسد الأمل بشأن مصير الصحفي الأميركي أوستن تايس الذي اختفى في سوريا قبل 12 عاما.
وكان الصحفي اختفى في سوريا يوم 14 أغسطس/آب 2012 أثناء تغطيته أحداث الثورة السورية، واتهمت واشنطن حينها نظام الرئيس المخلوع الأسد بالمسؤولية عن اختفائه.
وفي حديث خاص للبرنامج كشفت شقيقة تايس أن أخاها كان مهتما بمحنة الأطفال والشعب السوري، وأنه ذهب إلى سوريا في عام 2012 للتأكد من وصول الحقيقة إلى العالم.
وفي تقييمه لدور وسائل الإعلام في تغطية الحرب الإسرائيلية على غزة، أشار منصور إلى وجود تناقض واضح في تعامل الصحافة الغربية مع القضية، إذ برز التفاوت في مستوى التضامن بين الصحفيين الأوكرانيين والفلسطينيين.
إعلانولفت إلى أن الجزيرة كانت المؤسسة الإعلامية الدولية الوحيدة التي رفضت الرقابة الإسرائيلية على المحتوى.
وأفردت الحلقة فقرة لمداخلة للناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية الجنرال باتريك رايدر مع البرنامج تحدث فيها عن منظور إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لتطورات الحرب على غزة، في ظل اتهامات توجه إلى الإدارة بتوفير الغطاء العسكري والسياسي والدبلوماسي لإسرائيل في حربها.
للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا