أسرى - شبكة قُدس: طالبت مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان المجتمع الدولي باتخاذ خطوات عاجلة للتحقيق في الانتهاكات الجسيمة التي تعرض لها عشرات المعتقلين الفلسطينيين في معسكر سديه تيمان الإسرائيلي. جاء ذلك إثر زيارة قامت بها محامية المؤسسة إلى المعسكر يوم الأربعاء 8 يناير 2025، حيث كشفت تفاصيل مروعة عن أساليب التعذيب الممنهج والمعاملة القاسية التي يعاني منها المعتقلون.
المعتقلون الذين تم اعتقالهم من مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة، أفادوا بأنهم تعرضوا للضرب المبرح بكافة أشكاله منذ لحظات اعتقالهم الأولى، حيث أجبروا على خلع ملابسهم، تم تعصيب أعينهم وتكبيل أيديهم، ثم تعرضوا للضرب الوحشي، بما في ذلك وضعهم في حفر كبيرة وأوهموهم بأنهم سيتعرضون للدفن أحياء، كما أُجبروا على ركوب شاحنات بشكل مهين، حيث استمرت عمليات الضرب بالهراوات والتعذيب.
وقالت مؤسسة الضمير إن المعتقلين ظلوا محتجزين في معسكر سديه تيمان في ظروف غير إنسانية لمدة تصل إلى خمسة أيام، حيث كانوا مكبلي الأيدي ومعصوبي الأعين دون طعام أو شراب، وتعرضوا للمزيد من المعاملة القاسية في "بركس التحقيق" المعروف باسم "الديسكو"، حيث تعالت أصوات الأغاني الصاخبة مما ألحق بالمعتقلين أضرارًا نفسية وصحية خطيرة.
وأشارت المؤسسة إلى أن سلطات الاحتلال ترفض تقديم العلاج الطبي المناسب للمعتقلين، مما يفاقم معاناتهم الصحية، إضافة إلى حرمانهم من الطعام الكافي والأغطية اللازمة لمواجهة البرد القارس، فضلًا عن استمرار عمليات الضرب خلال زيارات المحامين.
مؤسسة الضمير اعتبرت هذه الانتهاكات جريمة ضد الإنسانية وجريمة حرب بموجب اتفاقية مناهضة التعذيب واتفاقيات جنيف، ودعت إلى فتح تحقيق دولي شامل حول هذه الممارسات.
وفي هذا السياق، طالبت المؤسسة من اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالتحرك الفوري لزيارة أماكن الاعتقال والإطلاع على الأوضاع المعيشية والصحية للمعتقلين، كما دعت المحكمة الجنائية الدولية إلى فتح تحقيق في جرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدة أن هذه الممارسات لا تقتصر على كونها انتهاكًا للقانون الدولي، بل هي سياسة ممنهجة من قبل الحكومة الإسرائيلية ضد المعتقلين الفلسطينيين.
في الختام، شددت المؤسسة على ضرورة تحرك المقررين الخواص من الأمم المتحدة للتعامل مع هذا الوضع وتحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية تجاه المعتقلين الفلسطينيين.
للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا