ترجمة خاصة - شبكة قُدس: قال موقع والا العبري، إنه في خطوة مفاجئة، أعلن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، عن تراجعه عن التفاهمات التي كان قد توصل إليها مع الإدارة الأمريكية، حيث نأى بنفسه عن اقتراح وقف إطلاق النار المؤقت الذي ساهم في صياغته.
وخلال رحلة نتنياهو إلى نيويورك، قال مسؤول في الوفد المرافق له وفق الموقع العبري: "نحن لا نهدف إلى وقف إطلاق النار في لبنان حالياً، بل نعتزم مواصلة القتال ضد حزب الله".
وفي هذا السياق، أفاد مسؤولون أمريكيون بارزون أن نتنياهو كان من المقرر أن يصدر بياناً يرحب فيه باقتراح وقف إطلاق النار ويظهر استعداداً لمناقشته، لكنه عند وصوله إلى نيويورك أرسل رسالة مغايرة تماماً.
وأضاف المسؤول: "سياستنا واضحة؛ نحن مستمرون في ضرب حزب الله بكل ما أوتينا من قوة، ولن نتوقف حتى نحقق جميع أهدافنا، وعلى رأسها العودة الآمنة لسكان الشمال إلى منازلهم". وأشار نتنياهو: "سوف يرتكب المرء خطأً بشأن ذلك".
ووفق الموقع العبري، فإن أهمية هذه الخطوة؛ تكمن في تغيير موقف نتنياهو بعد تهديدات علنية من وزراء اليمين المتطرف في حكومته وهجمات من قبل المعارضة، مما قد يُظهر إسرائيل كمتمردة ويزيد من حدة التوتر مع الإدارة الأمريكية.
ويقول الموقع، إن ما يحدث في الأخبار، يتمثل في أنه في صباح الأربعاء، بينما كان نتنياهو يتوجه إلى نيويورك، أصدرت الولايات المتحدة وفرنسا مع 10 دول غربية وعربية أخرى مذكرة تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار لمدة 21 يوماً بين إسرائيل ولبنان، مشيرة إلى توقعها من جميع الأطراف، بما في ذلك حكومتي لبنان وإسرائيل، أن تُظهر موافقتها على الاقتراح.
أما خلف الكواليس؛ أشار مسؤولون أمريكيون كبار إلى أن المناقشات حول مبادرة وقف إطلاق النار بدأت بعد مكالمة هاتفية يوم الاثنين بين مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جيك سوليفان، ووزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر.
وأفاد المسؤولون بأن هذه المحادثة أسفرت عن توافق على أن وقف إطلاق النار المؤقت هو الخطوة الصحيحة، وأن الولايات المتحدة كانت تهدف إلى تقديم المبادرة قبل وصول نتنياهو إلى نيويورك.
وقد جرت مفاوضات مكثفة بين كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية والوزير ديرمر ومسؤولين لبنانيين يومي الثلاثاء والأربعاء.
وكشف مصدر مطلع للموقع أن "الرسالة التي تلقاها مستشارو بايدن من ديرمر هي أن نتنياهو يعتقد أن وقف إطلاق النار المؤقت هو الخيار الأفضل، لأنه لا يرغب في الانجرار إلى غزو بري قد يؤدي إلى تعقيد الوضع".
وخلال اجتماع الكابينيت الإسرائيلي الأخير، لم تُناقش مسألة وقف إطلاق النار على الإطلاق، حيث استمع الوزراء إلى خطط جيش الاحتلال الإسرائيلي لمواصلة القتال، وعندما اطلع الوزراء على عناوين الأخبار المتعلقة باقتراح وقف إطلاق النار، بدأ بعضهم بنشر رسائل حادة ضد هذه الخطوة.
وحين سمع نتنياهو بهذه التصريحات على متن الطائرة، وفق الموقع العبري، سارع مكتبه إلى نشر بيان ينفي فيه وجود وقف لإطلاق النار، ويؤكد أن نتنياهو لم يقدم بعد إجابته على الاقتراح.
وأكد أحد المسؤولين الأمريكيين أن ديرمر ونتنياهو كانا على علم بالتفاوض على صياغة الرسالة الداعية لوقف إطلاق النار "وكانا يعرفان كل كلمة"، مشيراً إلى أن البيت الأبيض لم يكن ليُصدر دعوة لوقف إطلاق النار لولا تلقيه رسالة من نتنياهو والجانب اللبناني تُظهر موافقتهما المبدئية.
ما هي الخطوة التالية؟
يقول الموقع، إن المحادثات حول اقتراح وقف إطلاق النار ستستمر اليوم في نيويورك، حيث من المتوقع أن يلتقي الوزير ديرمر بوزير الخارجية الأمريكي، بلينكن.، ومع مستشاري بايدن، بريت ماكغورك وعاموس هوخشتاين، اللذين أجرى معهما المفاوضات في الأيام الأخيرة.
وأشار أحد المسؤولين الأمريكيين إلى أن الولايات المتحدة لم تتخلَ بعد عن الخطوط العريضة لوقف إطلاق النار، وأن الاقتراح لم يتضمن موعداً لبدء وقف إطلاق النار، وكان من المقرر أن تُغلق القضية في مزيد من المحادثات بعد أن يوضح الجانبان موقفيهما من الاقتراح.
للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا