“سؤال المليون”.. هل يمكن أن يستمر النمو الفلكي لإنفيديا؟

وبلغت القيمة السوقية لإنفيديا حتى لحظة كتابة هذا التقرير حوالي 2.82 تريليون دولار، مقارنة مع قيمة “آبل” عند 2.92 تريليون دولار، و”مايكروسوفت” عند 3.19 تريليون دولار، لكنها تمكنت من أزاحت شركتي “غوغل” و”أمازون” هذا العام بفضل صعود سهمها 130 بالمئة منذ مطلع 2024.

وفي غضون ذلك، ذكر تقرير نشرته شبكة “CNBC” الأميركية، واطلعت عليه سكاي نيوز عربية، أنه بالنسبة لعديد من المستثمرين، سؤال المليون دولار هو: إلى أي مدى يمكن لشركة إنفيديا أن تذهب؟ أو ما إذا كانت تستطيع الحفاظ على نموها الكبير؟

واستشهد التقرير لدى حديثه عن النمو الهائل للشركة، بتجربة كبير مسؤولي الاستثمار في Munro Partners، نك غريفين، والذي استثمر في إنفيديا منذ العام 2019 “ولكن حتى هو تفاجأ بالارتفاع الفلكي للسهم حتى الآن”.

وقال في منتصف الأسبوع تعليقاً على هذا الارتفاع: “لم يسبق لي أن رأيت شيئاً كهذا من حيث التسارع الكبير في الأرباح الذي تظهره.. لم يحدث هذا من قبل لشركة بهذا الحجم، وهو أمر غير مسبوق”.

وفي سياق متصل، بحسب مورغان ستانلي، فإن رد الفعل على نتائج الربع الأول للشركة  يدل بشكل كبير على مقدار القوة الشرائية التي لا تزال موجودة في السوق.

المبيعات القياسية لرقائق الذكاء الاصطناعي أدت إلى ارتفاع إيرادات شركة إنفيديا بنسبة 262 بالمئة في الربع الأول من العام، متجاوزة التوقعات. الرئيس التنفيذي للشركة، جين-سون هوانغ، قال إن نموها الضخم من المقرر أن يستمر هذا العام مع إطلاق خط جديد من الرقائق. هوانغ أخبر المستثمرين أن الشركة ستشهد “الكثير” من الإيرادات من رقائق بلاكويل الجديدة هذا العام، حيث تستفيد من الطلب المتزايد على القوة الحاسوبية وراء الذكاء الاصطناعي التوليدي. إنفيديا ستواصل طرح رقائق أحدث وأكثر قوة بنفس الوتيرة، وفق الرئيس التنفيذي، الذي قال: “بعد بلاكويل، هناك شريحة أخرى، ونحن نسير على إيقاع لمدة عام واحد”.

قفزة بالأرباح بفضل رقائق الـ AI

ويشير تقرير لصحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية، إلى ارتفاع الطلب على وحدات معالجة رسومات مركز بيانات الذكاء الاصطناعي من إنفيديا بشكل كبير في العام الماضي مع اندفاع أكبر شركات التكنولوجيا لتطوير البنية التحتية للحوسبة اللازمة لتقديم منتجات ذكاء اصطناعي جديدة قوية على نطاق واسع.

بلغت الإيرادات للأشهر الثلاثة حتى نهاية أبريل 26 مليار دولار مقابل التقديرات المتفق عليها البالغة 24.7 مليار دولار. كانت الزيادة الهائلة على أساس سنوي مماثلة للربع السابق، عندما بلغ النمو 265 بالمئة. بالنسبة للربع الحالي، تتوقع إنفيديا إيرادات تبلغ نحو 28 مليار دولار، بزيادة أو نقصان 2 بالمئة، مقارنة بالتقديرات المتفق عليها البالغة 26.8 مليار دولار. إيرادات مركز بيانات Nvidia، والتي تتعلق برقائق الذكاء الاصطناعي المرغوبة، ارتفعت بنسبة 427 بالمئة على أساس سنوي خلال الربع الأول لتصل إلى 22.6 مليار دولار، مدفوعة بالطلب القوي على الجيل الحالي من وحدات معالجة الرسوميات Hopper من Nvidia، حسبما صرحت المديرة المالية للشركة كوليت كريس للمستثمرين. ومن المتوقع أن تبدأ شحنات شريحة بلاكويل في هذا الربع.

عوامل داعمة لاستكمال الصعود

فيما يخص أسهم الشركة، فإن رئيس الأسواق العالمية في  Cedra Markets، جو يرق، يقول في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” إن سهم “إنفيديا” من المتوقع أن يواصل استكمال أدائه الإيجابي خلال المرحلة المقبلة مع عدم وجود ما يمنعه من الاستمرار في ذلك، بسبب عدد من العوامل، أهمها نتائج الأعمال القوية.. فقد بلغت ربحية السهم 6.12 دولار، مقابل توقعات المحللين التي بلغت 5.65 دولار للسهم، كما حققت إيرادات تجاوزت الـ 26 مليار دولار في الربع الأول مقارنة بتقديرات المحللين البالغة 24.65 مليار دولار.

كما يشير إلى التدفقات المالية القوية على سهم إنفيديا بدعم من الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي (..) والتي تشكل دافعاً للقطاع، بما في ذلك استمرار استثمارات غوغل وآبل في ذلك المجال الهام، مما يشكل ذلك الدافع ويدعم بالتبعية سهم إنفيديا في ضوء رؤية المستثمرين له كسهم رائد في الذكاء الاصطناعي.

رقائق الـ AI

وبالعودة لتقرير الصحيفة البريطانية، فإنه يشير إلى أن:

إنفيديا تتحرك بسرعة للاستفادة من زيادة الطلب على الـ AI والبقاء في صدارة المنافسين الذين يقومون بتطوير شرائح الذكاء الاصطناعي الخاصة بهم. الشركة كشفت عن رقائق بلاكويل الخاصة بها في مارس الماضي، والتي تقول إنها أقوى بمرتين من الجيل الحالي من الرقائق لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، وتقدم خمسة أضعاف الأداء فيما يتعلق بالسرعة التي يمكن أن تستجيب بها هذه النماذج للاستفسارات. جاء ذلك بعد عام واحد فقط من كشف الشركة عن جيلها السابق من شرائح GPU، Hopper.

وتساءل المحللون عما إذا كان الانتقال إلى خط إنتاج جديد يمكن أن يؤثر على النمو السنوي الهائل الذي سجلته إنفيديا في الأرباع السابقة (..) على سبيل المثال، أدت الوتيرة السريعة لإصدارات الرقائق الخاصة بها إلى قيام أمازون بتغيير خططها لطلب الرقائق بناءً على الجيل الأخير من بنية إنفيديا واستبدالها بخط Blackwell (بلاكويل).

لكن هوانغ طمأن المستثمرين بأن الطلب على خطي هوبر وبلاكويل كان “متفوقا بكثير على العرض”، وهو الوضع الذي من المحتمل أن يستمر “حتى العام المقبل”.

مؤشرات قياسية

من جانبه، فإن المدير التنفيذي في شركة VI Markets، أحمد معطي، يقول في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”: إن سهم إنفيديا حقق مستويات تاريخية، متوقعاً استمرار ذلك الأداء خلال المرحلة المقبلة، بعد أن وصلت القيمة السوقية للشركة إلى أكثر من 2,6 تريليون دولار، وهو مؤشر ضخم يعادل قيمة الناتج المحلي الإجمالي لدول قائمة ويفوق حجم إنتاج دول بالكامل.

ويضيف: على الرغم من حداثة تأسيس الشركة في العام 1993، إلا أن مؤشراتها القوية تعكس الطفرة القوية التي تحققها، على غرار تسجيل أرباح بقيمة تجاوزت 26 مليار دولار الربع الأول، وهي معدلات أكبر من عوائد دول في الاتحاد الأوروبي.

ويشير إلى أن توجهات الشركة نحو تقسيم السهم إلى 10 أسهم بقيمة 100 دولار، يؤكد المستقبل الإيجابي المتوقع للشركة، إذ يعد هذا الإجراء بمثابة مسار لزيادة تدفقات المتعاملين على شراء السهم، وهو ما سيعود بارتفاعات قوية متوقعة.

واستبعد معطي وجود أية فقاعة سواء في السهم أو أسهم الذكاء الاصطناعي كما يثار، مضيفاً: القطاع وصل لمرحلة تاريخية (..) بما يعكس أننا مازلنا في البدايات لعصور ستشهد ارتفاعات قياسية لأسهم ذلك القطاع.

آفاق إيجابية أوسع في الانتظار

يقول كبير محللي الأسواق في XTB MENA هاني أبو عاقلة، في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”: إن إنفيديا في طريقها لتكون “أغلى” شركة في العالم وأكبر شركة من حيث القيمة السوقية، مشيراً إلى القفزة المحققة على صعيد حركة السهم مع الإعلان عن نتائج أعمال الشركة عن الربع الأول (..).

ويضيف: “سهم إنفيديا يشهد ارتفاعاً قوياً على صعيد معدلات الطلب (..) الأمر الذي يعكس ويعزز إيجابية التوقعات المستقبلية لأداء السهم في ضوء ارتفاع الطلب على مراكز البيانات”، متوقعاً وصول السهم على صعيد النظرة الفنية إلى مستوى 1260 دولاراً، وبما ينعكس على القيمة السوقية للشركة لتفوق مستوى 3 تريليون دولار، ومن ثم تخطي أبل ومايكروسوفت ومن ثم تصبح الأعلى قيمة في العالم، بدعم من الطلب على الذكاء الاصطناعي (..).