أخبار مصر

«أمانة العامل والصانع وإتقانهما».. تعرف على نص خطبة الجمعة اليوم

نشرت دار الإفتاء المصرية، منذ أيام نص موضوع خطبة الجمعة اليوم، والذي جاء تحت عنوان «أمانة العامل والصانع وإتقانهما»، بالتزامن مع عيد العمال، الذي تم الاحتفال به منذ أيام خلال هذا الأسبوع، لذا جاءت الخطبة تتناول مسألة العمل، وآدابه، والأمور التي لا بد من العبد أن يتبعها، والتي لابد من تجنبها أثناء العمل، وفي التقرير التالي توضح «الوطن» نص الخطبة. 

خطبة الجمعة اليوم 

وتفتتح خطبة الجمعة اليوم بـ«الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، القائلِ في كتابِهِ الكريمِ: {إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}، وأشهدُ أنْ لا إلَهَ إِلَّا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأشهدُ أنَّ سيدَنَا ونبيَّنَا مُحَمَّدًا عَبدُهُ ورسولُهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وباركْ علَيهِ وعَلَى آلِهِ وصحبِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ، وبعدُ:

وتكمل خطبة الجمعة اليوم: «فإنَّ الأمانةَ خُلُقٌ عظيمٌ مِن أخلاقِ الأنبياءِ والمرسلين، وفضيلةٌ مِن فضائلِ المؤمنينَ الصالحين، عَظَّمَ الإسلامُ شأنَهَا وأعلَى قدرَهَا، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ في وصفِ عبادِهِ المؤمنين: {وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ}، ويقولُ نبيُّنَا ﷺ: (أربعٌ إذَا كُنَّ فيكَ فلا عليكَ ما فاتَكَ مِن الدُّنيا، حفظُ أمانَةٍ وصدقُ حديثٍ وحسنُ خَلِيقَةٍ وعِفَّةٌ في طُعمةٍ)، وحينمَا سَألَ هرقلُ عظيمُ الرومِ أبَا سفيانَ عن دينِ الإسلامِ وصفةِ نبيِّهِ ﷺ أخبرَهُ أنَّهُ يأمرُ بالصَّلَاةِ وَالصَّدقِ وَالْعَفَافِ وَالْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ، فَقَالَ له هرقلُ: هَذِهِ صِفَةُ نَبِيٍّ».

وأشارت الأوقاف في نص خطبة الجمعة اليوم إلى صور الأمانة: «ومِن أهمِّ صورِ الأمانةِ: أمانةُ العاملِ والصانعِ، وتكونُ بمراقبةِ اللهِ (عزَّ وجلَّ) في كلِّ عملٍ كُلِّفَ بهِ الإنسانُ، سواءٌ أكانَ عملًا عامًّا أم خاصًّا، لأنَّهُ يراقبُ اللهَ (عزَّ وجلَّ) سرًّا وعلنًا في حضورِ صاحبِ العملِ أو مَن ينوبُ عنهُ، أو في عدمِ حضورِ أيٍّ منهُمَا، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: {إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}، ويقولُ سبحانَهُ: {وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا}، ويقولُ تعالَى: {وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ ۚ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ}، ويقولُ سبحانَهُ: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَىٰ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ۖ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}».

نص خطبة الجمعة اليوم 

وأكدت الأوقاف المصرية في نص خطبة الجمعية اليوم إلى أهمية الأمانة في العمل: «ومِن أمانةِ العاملِ والصانعِ إتقانُ العملِ والصنعةِ وتجويدُهُمَا، ولقد لفتَ الحقُّ سبحانَهُ أنظارَنَا إلى الإتقانِ، حيثُ خَلَقَ سبحانَهُ كلَّ شيءٍ بإتقانٍ معجزٍ، يقولُ تعالَى: {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ}، وأوجبَ علينَا سبحانَهُ الإحسانَ في كلِّ شيءٍ، يقولُ سبحانَهُ: {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)، ويقولُ نبيُّنَا ﷺ: (إِنَّ اللهَ كَتَبَ الإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ)، ويقول نبينا ﷺ: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلًا أَنْ يُتْقِنَهُ)».

وتكمل الأوقاف: «ومِن ذلكَ سرعةُ إنجازِ العملِ في موعدِهِ، لأنَّ ذلكَ مِن صورِ الوفاءِ بالوعدِ والعهدِ، وهو شأنُ العمالِ والصُّنّاعِ في المجتمعاتِ المتحضرةِ، كمَا أنَّهُ صفةٌ كريمةٌ تدلُّ على شرفِ النفسِ وقوةِ العزيمةِ، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: {وَأَوفُوا بِالعَهْدِ إِنَّ العَهْدَ كَانَ مسؤولا}، وقد أمرَ اللهُ (عزَّ وجلَّ) بهِ، وامتدحَ بهِ عبادَهُ المؤمنينَ، حيثُ يقولُ سبحانَهُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ}، ويقولُ تعالَى: {وَالَّذِينَ هُم لِأَمَانَاتِهِم وَعَهْدِهِم رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}».

وواختتمت الأوقاف في خطبة الجمعة اليوم: «أمانةُ العاملِ والصَّانعِ كما تنطلقُ مِن دافعٍ دينيٍّ فإنّهَا تنطلقُ أيضًا مِن دافعٍ وطنيٍّ، فإنّمَا يُحمَلُ حبُّ الوطنِ والعملُ على رقيّهِ وتقدمِهِ على الأمانةِ وإحسانِ العملِ والجودةِ والتميزِ فيهِ، حيثُ إنَّ مِن واجبِ وطنِنَا الغالِي مصرَ علينَا أنْ نعملَ مجدينَ مخلصينَ لنهضتِهِ وتقدمِهِ، فالجميعُ بعملِهِم الجادِّ المُتقَنِ في طاعةِ اللهِ عزَّ وجلَّ، ولا يتقدمُ الوطنُ إلَّا بجهدِ وإتقانِ وأمانةِ الجميعِ».

للمزيد من التفاصيل: Read More

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى