تدمير ممنهج وتهجير مستمر.. ما الذي يجري بمخيم جنين منذ 12 يوماً؟

خاص - شبكة قدس الإخبارية: يواصل جيش الاحتلال عدوانه على مدينة جنين ومخيمها لليوم الـ12 على التوالي، مخلفاً دماراً غير مسبوق في المنازل والمرافق العامة.

وأسفر عدوان الاحتلال عن ارتقاء 19 شهيداً فلسطينياً في مدينة جنين ومخيمها وقراها، فيما يواصل جيش الاحتلال عمليات هدم موسعة لمنازل الأهالي في المخيم وأحياء المدينة، فضلاً عن السيطرة على عشرات المنازل بعد تهجير أصحابها منها، وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، تحاصر المخيم.

تهجير وتدمير وأهداف موسعة

في حديثٍ خاص لـ"قدس الإخبارية" قال رئيس بلدة جنين محمد جرار، إن جيش الاحتلال يستمر بعدوانه الواسع على محافظة جنين، مع سعيه لتدمير مقومات الحياة في المدينة ككل.

وأكد أن 4 مستشفيات في المدينة باتت دون مياه بس تدمير الاحتلال لشبكات المياه العامة، فيما تعيش قرابة 35‎%‌‎ من أحياء مدينة جنين دون مياه منذ أيام.

وأوضح جرار أن 15 ألف نازح تم تهجيرهم من المخيم وحي الهدف، جرى توزيعهم على المدينة والقرى وتشرف على عملية إيوائهم لجان شعبية وأهلية.

وذكر أن أكثر من 100 منزل تم تدميرها بشكل كلي في المخيم ومحيطه، إضافة لتدمير الكثير من المنازل بشكلٍ جزئي بالحرق او بالقصف او بالجرافات العسكرية في المخيم وأحياء: الجابريات، جبل أبو ظهير، الزهراء.

وعن هدفة عملية الاحتلال العدواني، أجاب أن الهدف مما يجري هو أوسع من الهدف العسكري والأمني فحسب، بل هناك ما هو أخطر، حيث يسعى جيش الاحتلال لتقطيع أوصال المدينة والمخيم وتقسيمها، فضلاً عن عملية تهجير واسعة، وهو هدف سياسي يتماشى مع رغبة اليمين المتطرف بحكومة الاحتلال.

وحذر جرار من أبعاد العدوان، بقوله إن المدينة والمخيم باتت تشهد كارثة إنسانية حقيقية.

إجرام متواصل وغياب للمستوى الرسمي

في حديث آخر لـ"قدس الإخبارية"، قال شامي الشامي عضو المجلس التشريعي، والمستقيل من المجلس الثوري لحركة فتح، إن مدينة جنين ومخيمها تتعرض لهجمة إسرائيلية إجرامية غير مسبوقة، تفوق حجم العدوان الإسرائيلي عام 2002 والمعروفة باسم عملية "السور الواقي"، حيث ينفذ جيش الاحتلال عملية تدمير ممنهجة لمنازل المخيم بشكلٍ كلي عن طريق عمليات النسف والتجريف فضلاً عن فتح طرقات جديدة قسمت المخيم إلى أجزاء.

وأضاف الشامي أن عدوان الاحتلال يهدف إلى تهجير الأهالي وتدمير مقومات الحياة في المخيم، إضافة لعمليات قتل وإعدامات للفلسطينيين، حيث قتل جيش الاحتلال خلال الساعة الأولى للعدوان 8 فلسطينيين.

وأوضح أن جيش الاحتلال استخدم سلاح الطيران المروحي أكثر من مرة لقصف المخيم، فضلاً عن استخدام الطائرات المسيرة دون طيار والجرافات والمعدات العسكرية، وطالت عمليات التدمير الأحياء المحيطة بالمخيم، إضافة للسيطرة على المنازل بعد تهجير السكان منها وتحويلها إلى ثكنات عسكرية وتدميرها.

وقال الشامي إن جنود الاحتلال أحرقوا منازل عائلات الشهداء والأسرى، إضافة لإحراق المنازل المعلقة على جدرانها صور للشهداء.

وأكد أن المخيم يعاني من ظروف مأساوي منذ أكثر من 60 يوماً، حيث جاء عدوان الاحتلال وحصاره امتداداً لعملية السلطة التي بدأت مطلع شهر كانون أول/ديسمبر 2024 الماضي، فيما فقد المخيم كافة مقومات الحياة جراء عملية السلطة، واستمرت المعاناة مع عدوان الاحتلال.

وذكر أن خلال عملية السلطة طالت حملة الاعتقالات أكثر من 300 فلسطيني من المخيم لا يزالون محتجزين في سجون السلطة إضافة لحملة اعتقالات موسعة يشنها جيش الاحتلال.

وأفاد الشامي أن هناك غياب تام على المستوى الرسمي الفلسطيني بمتابعة المأساة التي تدور في مدينة جنين ومخيمها، كما وطالب السلطة الفلسطينية بالتحرك الرسمي لأن عدوان الاحتلال على جنين وطولكرم لا يقتصر على المحافظتين فحسب، بل سيمتد إلى كافة مناطق الضفة ضمن مخططات حكومة الاحتلال.

وواصلت قوات الاحتلال اليوم السبت، عمليات تفجير منازل الفلسطينيين داخل مخيم جنين، وعلى وجه التحديد في حارتي الدمج وعبد الله عزام.

عدوان مستمر على طولكرم ومخيماتها

وتزامناً مع ذلك، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم السادس على التوالي، مخلفاً دماراً كبيراً في ممتلكات الفلسطينيين ومنازلهم والبنية التحتية، مما أدى إلى نزوح عشرات العائلات قسراً.

واستشهد ظهر اليوم الشهيد وحيد أبو ماضي، متأثراً بإصابته برصاص الاحتلال في مدينة طولكرم.

في مدينة طولكرم، قالت مصادر صحفية إن دوريات راجلة من جيش الاحتلال جابت شوارع المدينة، وداهمت منازل الفلسطينيين وفتشتها، وحولت مباني سكنية وتجارية عدة إلى ثكنات عسكرية ونشرت قناصتها فوق أسطحها.

وذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال الموجودة في العمارات التجارية أطلقت طوال الليل طائرات تصوير بشكل مكثف في منطقة سوق الخضار، في حين اقتحم جنود مشاة المقبرة الغربية ونفذوا أعمال تمشيط داخلها وفي محيطها.

وفي مخيم طولكرم، يواصل الاحتلال فرض حصار مشدد ونشر قواته في حاراته كافة، كما اعتلى القناصة المباني المرتفعة داخله وفي محيطه.

وأفاد شهود عيان، بأن قوات الاحتلال تواصل إجبار الفلسطينيين في المخيم على مغادرة منازلهم في حارات النادي والشهداء والغانم والمطار وأبو الفول. وترافقت هذه العمليات مع تدمير محتويات المنازل وتفجير عدد منها وهدمها وإحراقها.

وتواصل قوات الاحتلال حصار مستشفيي الشهيد ثابت ثابت الحكومي والإسراء التخصصي، وعرقلة عمل مركبات الإسعاف والطواقم الطبية وإخضاعها للتفتيش واستجواب المسعفين واحتجازهم.

للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا