خبراء: الشهر الماضي أكثر أشهر يناير حرا على الإطلاق
![](https://www.aljazeera.net/wp-content/uploads/2025/02/doc-36x86tz-1738837600.jpg?resize=770%2C513&quality=80)
شهد العالم الشهر الماضي أكثر أشهر يناير/كانون الثاني حرا على الإطلاق، وفق مرصد كوبرنيكوس الأوروبي، مما يثبط الآمال في أن تسهم ظاهرة "لا نينيا" المناخية في قطع سلسلة مستمرة منذ عامين من درجات الحرارة القياسية، في وضع يعود بشكل رئيسي إلى الاحترار الناجم عن النشاطات البشرية.
وقالت سامانثا بورجيس نائبة مدير خدمة تغير المناخ في كوبرنيكوس "سي 3 إس"، في تحديث شهري نُشر اليوم الخميس، "يناير/كانون الثاني 2025 كان شهرا لافتا آخر، وقد استمرت خلاله درجات الحرارة القياسية التي شهدناها خلال العامين الماضيين، رغم تطور ظروف لا نينيا بالمحيط الهادي الاستوائي وتأثيرها التبريدي المؤقت على درجات الحرارة العالمية".
ومع معدل حرارة بلغ 13.23 درجة مئوية وفق كوبرنيكوس، فإن "شهر يناير/كانون الثاني 2025 تخطى بمقدار 1.75 درجة مئوية المعدل الذي كان سائدا في حقبة ما قبل الثورة الصناعية"، أي قبل أن يتسبب البشر في تعديل المناخ بشكل عميق من خلال الاستخدام المكثف للفحم والنفط والغاز الأحفوري.
وكان العلماء يتوقعون أن ينتهي العامان القياسيان 2023 و2024، وهما الأكثر دفئا على الإطلاق، مع نهاية ظاهرة "النينو" الطبيعية المسببة للاحترار ووصول الظاهرة المعاكسة لها "لا نينيا".
إعلانأمر مفاجئ
وقال جوليان نيكولاس عالم المناخ في برنامج كوبرنيكوس لوكالة الصحافة الفرنسية "هذا أمر مفاجئ بعض الشيء.. نحن لا نرى ما توقعناه من تأثير مبرّد، أو على الأقل من كبح مؤقت لارتفاع درجات الحرارة العالمية".
وأشار كوبرنيكوس أيضا إلى علامات "تباطؤ أو توقف في التطور نحو ظروف لا نينيا، والتي قد تختفي تماما بحلول مارس/آذار"، وفقا لخبير المناخ.
وتعتمد درجات الحرارة العالمية، التي أدى ارتفاعها إلى تأجيج موجات الجفاف والحر والفيضانات المدمرة، على معدلات حرارة البحار بشكل كبير.
وتظل درجات الحرارة على سطح المحيطات، وهي عناصر ضبط أساسية للمناخ وتغطّي أكثر من 70% من مساحة الكرة الأرضية، عند مستويات غير مسبوقة قبل أبريل/نيسان 2023.
ومع ذلك، بالنسبة إلى سطح المحيط، فإن يناير/كانون الثاني 2025 يحتل المرتبة الثانية بين الأشهر الأكثر دفئا خلف الرقم القياسي المطلق المسجل في يناير/كانون الثاني 2024.
وفي القطب الشمالي، حيث يُسجَّل شتاء دافئ بشكل غير طبيعي، وصل الجليد البحري إلى أدنى مستوياته في الشهر الماضي، مما يعادل تقريبا المستوى المسجل في عام 2018، وفق مرصد كوبرنيكوس.