Skip to main content

هكذا هجّرت صواريخ حزب الله مستوطنات شمال فلسطين

12 تشرين الأول 2024
https://qudsn.co/هكذا هجّرت صواريخ حزب الله مستوطنات شمال فلسطين

فلسطين المحتلة - قدس الإخبارية: يحاول الاحتلال الإسرائيلي ومن خلفه الولايات المتحدة الأمريكية وأطراف دولية وأخرى لبنانية داخلية بتحييد جبهة لبنان كجبهة إسناد لقطاع غزة، والدفع لوقف إطلاق نار في لبنان، فيما خرج حزب الله في بيان أمس الجمعة، أكد فيه أنه لن يتوقف في عملياته إلا بتوقف الحرب في قطاع غزة. 

وفي خطابه الأخير قبل استشهاده، أكد الأمين العام لحزب الله الشهيد نصر الله أن الحزب سيواصل القتال وإسناده لقطاع غزة، وأن مستوطني شمال فلسطين المحتلة لن يعودوا ما دامت حرب الإبادة الجماعية في غزة قائمة. 

علاوة على ذلك، كان حزب الله قد فرض اكثر من مرة في خطاباته أمينه العام الشهيد نصر الله بمعادلات الرد بالمثل، المدنيين بالمدنيين والأهداف العسكرية بالعسكرية، والضاحية بعمق الاحتلال، والنزوح بالنزوح. 

التهجير بالتهجير 

بينما يحاول الاحتلال الإسرائيلي ضرب الحاضنة الشعبية لحزب الله في لبنان، واستهداف المدنيين، ودفع نحو 600 ألف لبناني إلى النزوح وفق ما أعلنته المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، يواصل حزب الله تهجير مستوطني المستوطنات الشمالية لفلسطين المحتلة، بل ويوسع مدى استهدافه إلى صفد وحيفا. 

يذكر أن جيش الاحتلال كان أعلن في 16 أكتوبر، تفعيل خطة لإجلاء سكان 28 مستوطنة ممن يعيشون على مسافة تصل إلى 2 كم من الحدود مع لبنان، وهي أكبر خطة إجلاء في تاريخه.

وكشفت "الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ في إسرائيل (NEMA)" أن عدد المستوطنين الذين تم إجلاؤهم من مستوطنات الشمال والجنوب منذ 7 أكتوبر بلغ حوالي 125 ألفا.

وذكرت صحيفة "معاريف"، في يونيو\حزيران الماضية، اأن ما يقرب من 100 ألف مستوطن من الشمال ما زالوا لاجئين، ويعيشون خارج منازلهم، واضطر معظمهم إلى التوقف عن العمل، وتم فصل الأطفال والمراهقين من مؤسساتهم التعليمية إلى مؤسسات تعليمية مؤقتة في بيئة جديدة وغير مألوفة.

وامتد تأثير التهجير ليطال بنية المجتمع الإسرائيلي في شمال فلسطين المحتلة، وأحدث فيه خللاً واضحاً انعكس من خلال موقف رؤساء مستوطنات الشمال، ودعوتهم إلى تحقيق انفصالٍ أحادي عنها من خلال إعلان "قيام دولة الجليل" مطلع أيار/مايو الماضي، فضلًا عن غضبهم المتكرر مع كل اهتمام إسرائيلي باستهداف "تل أبيب" بينما لا أحد يهتم بالشمال. 

وكانت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، قد قالت إن 1645 مبنى أصيبوا بشكل مباشرة في المستوطنات الشمالية بفعل صواريخ حزب الله خلال الحرب، ومعظمها في كانت مستوطنتي "كريات شمونة"  و"المطلة".

وأضافت الصحيفة أن 54% من الأضرار الناجمة  بفعل هجمات حزب الله في المستوطنات الشمالية تقع في مباني سكنية، و11% في مباني عامة، و3% في البنية التحتية

ونقلت أنه من بين الضربات الـ 68 التي تعرضت لها مستوطنة "شتولا" في الجليل الغربي، يمكن وصف 19 منها بالخطيرة، وتعرضت مستوطنة "المنارة" لأكثر عدد من الضربات من حزب الله، ومن بين 73 حادثة سقوط في المستوطنة، تم تصنيف تسعة منها على أنها خطيرة للغاية.

تهجير حيفا 

بعد دقائق من إنهاء نائب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، كلمته التي ألقاءها في ذكرى مرور عام على طوفان الأقصى،  حتى دوّت صافرات الإنذار في مدينتي حيفا وعكا المحتلتين. 

ووجه حزب الله أكبر قصف صاروخي على مدينة حيفا منذ انضمام لبنان كجبهة إسناد في معركة طوفان الأقصى، تأكيدًا لما صرّح به قاسم خلال كلمته: "أبشركم بأن القيادة والسيطرة وإدارة الحزب والمقاومة منتظمة بدقة وبحسب ما هو معمول به في الحزب وقد تخطينا الضربات الموجعة التي أصابتنا".

وحمل تصعيد حزب الله في شمال فلطسني المحتلة، دفع الاحتلال الإسرائيلي إلى إعلان  قيود بخصوص حيفا والبلدات الواقعة شمالها، والتي تخضع لقيود منذ فترة طويلة. مثل إغلاق ورياض الأطفال مغلقة منذ أكثر من أسبوعين، وانتظام العمل بالمصانع مشروط بتوفر الأماكن المحمية والملاجئ.

وأغلقت عدد كبير من الشركات والمطاعم والمقاهي وأماكن الترفيه والمعالم السياحية في المدينة أبوابها منذ باتت المدينة في مرمى صواريخ ومُسيرات المقاومة، وبعضها الآخر يعمل جزئيا جراء تراجع النشاط التجاري والاقتصادي.

وتقع حيفا في منطقة الكرمل، وهي ثالث أكبر مدينة من حيث عدد السكان بعد القدس وتل أبيب-يافا، بحوالي 300 ألف نسمة، بينهم 34 ألف عربي (فلسطينيون لم تفلح العصابات الصهيونية بتهجيرهم خلال النكبة).

وتعتبر المدينة محور مواصلات حيوي وحلقة الوصل ما بين شمالي فلسطين المحتلة وجنوبها. وتُعد عاصمة منطقة الشمال، وهي مركز حضري وتربوي وثقافي مهم، وتحتل المرتبة السادسة من حيث المساحة في البلاد بنحو 70 كيلومترا مربعا.

وحيفا هي مركز نقل ومواصلات وصناعات تكنولوجية وطاقة وسلاح، مما يجعلها مدينة إستراتيجية تؤثر على دولة الاحتلال بأكملها، كونها تضم أيضا أحد أكبر مراكز التجارة البحرية، ويُعد ميناؤها أحد رموزها إلى جانب ميناء أسدود.

وقالت صحيفة "هآرتس" إن أحد صواريخ حزب الله سقط بجانب خزان غاز لأحد المباني السكنية في "كريات بياليك" قبل يومين، وكان يمكن أن تقع "كارثة".

ونقلت الصحيفة عن مستوطني خليج حيفا إن أعادت صواريخ حزب الله على الخليج المستوطنين إلى أيام حرب لبنان الثانية، ولم تتسبب بأضرار جسدية وحسب، بل نفسية أيضًا.

وقالت  مستوطِنة في مستوطنة "كريات بياليك" شمال حيفا لصحيفة "هآرتس" العبرية في الآونة الأخيرة، نتلقى وابلًا من الصواريخ بشكل يومي تقريبًا، وأخاف أن أصبح مثل أصدقائي في مستوطنة "إيلون" قرب الحدود مع لبنان، الذين غادروا منزلهم منذ عام، ولم يعودوا له حتى الآن.

تهجير صفد

وخلال الأسابيع الأخيرة، وضمن التصعيد العسكري الذي تشهده الجبهة الشمالية، كثف حزب الله من رشقاته الصاروخية التي استهدفت مدينة صفد شمال فلسطين المحتلة، وفي الوقت الذي صعدت حكومة الاحتلال من عدوانها على لبنان في سبيل هدف إعادة مستوطنين الشمال إلى المستعمرات القريبة من الحدود اللبنانية، وبات شبح التهجير يلحق صفد المحتلة.

ومع مرور عامٍ على طوفان الأقصى، أطلق حزب الله في 9 اكتوبر\تشرين الأول 2024، الرشقة الصاروخية الأكبر منذ بدء الطوفان، تجاه صفد وعدد من المستوطنات  شمال فلسطين المحتلة، وجنوب الجولان المحتل.

 

وقبل أسبوع قالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، إن معظم المنازل في المناطق التي سقطت بها الصواريخ بمدينة صفد المحتلة غير محصنة، وسكانها المستوطنين - معظمهم من كبار السن - يجدون صعوبة في الوصول إلى الملاجئ البعيدة.

ويبلغ عدد المستوطنين الذين تم إجلاؤهم، من الشمال والجنوب، نحو 125 ألف شخص، والعناية بهم تكلّف المليارات بالفعل، وتم نقل بعضهم إلى مجتمعات آمنة من الصواريخ، بينما يُقيم آخرون في الفنادق مع أسرهم.

ومع اكتظاظ الفنادق بالعائلات التي تم إجلاؤها، يضطر البعض للعيش في أوضاع مرهقة للغاية، وبشكل لا يُصدّق، ويشعرون بالغضب المتزايد، خاصة أن الأطفال يتعلّمون في مدارس مؤقّتة، ويتعامل الآباء مع ضغوط كبيرة، وفق التقرير.

كما يشير إلى أن السلطات تتوقَّع "انهيار واختفاء مجتمعات بأكملها؛ حيث سيختار الكثيرون عدم العودة إلى المستوطنات على الحدود مع لبنان ومع غزة، على الأقل قبل بضعة أشهر".

خسائر تكنولوجية 

في سبتمبر\أيلول 2024، قال موقع "كالكالست" العبري، إن 40% من شركات التكنولوجيا لدى الاحتلال في مستوطنات شمال فلسطين المحتلة، تفكر في الانتقال مع استمرار الهجمات من جنوب لبنان. 

وأشار إلى أن أحد المخاوف الكبيرة في العام الماضي كان أن تؤثر الحرب بشكل كبير على نشاط قطاع التكنولوجيا، الذي يعتبر محرك النمو الرئيسي للاقتصاد في دولة الاحتلال

ونقل الموقع عن تقرير من منظمة Startup Nation Central، أن 49% من الشركات أفادت بأنها شهدت تأخيرًا في الاستثمارات. كما أن 31% فقط من الشركات واثقة من قدرتها على جمع التمويل في العام المقبل.

وكشفت الاستطلاعات التي أجرتها المنظمة عن بعض النتائج المثيرة للقلق، المتعلقة بشركات التكنولوجيا الموجودة في منطقة الحرب شمال فلسطين المحتلة، مثل "كريات شمونة"، "تل حاي"، "كيبوتس ساسا" وغيرها، حيث تعمل العشرات من الشركات وتوظف آلاف الموظفين.

وأظهرت استطلاعات SNC أن حوالي 40% من شركات التكنولوجيا في شمال فلسطين المحتلة تفكر بسبب الحرب في تنفيذ عملية نقل جزئية أو كاملة إلى مناطق أخرى في الأراضي المحتلة أو حتى إلى الخارج.

 بينما أعربت 69% من الشركات في خط النزاع عن قلقها بشأن قدرتها على جمع التمويل الكافي في العام المقبل، مما يضع قدرتها على البقاء في دائرة الشك.

وحتى صناع القرار في دولة الاحتلال لم يحصلوا على الكثير من التشجيع من حقيقة أن أكثر من 80% من الشركات و74% من المستثمرين يعبرون عن شكوك في قدرة الحكومة على تقديم الدعم للقطاع.

وبشكل عام، عبرت أكثر من 90% من الشركات عن مخاوفها من مستقبلها مع استمرار الحرب. 

 

للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا