أوكرانيا ترفض التنازل لترامب على 50% من معادنها النادرة

رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عرضا من الولايات المتحدة يمنحها حقوق امتلاك 50% من المعادن النادرة. في أوكرانيا، وذلك مقابل المساعدات العسكرية السابقة التي قدمتها واشنطن لكييف.
تم تقديم هذا العرض من قبل وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت خلال اجتماع مع زيلينسكي في كييف الأربعاء الماضي، حيث قدّر قيمة هذه الموارد بنحو نصف تريليون دولار.
يسعى زيلينسكي إلى الحصول على شروط أفضل، بما في ذلك ضمانات أمنية من الولايات المتحدة وأوروبا، ويفضل إشراك دول أخرى في استغلال هذه الموارد.
كما أعربت كييف عن قلقها من غياب ضمانات أمنية مستقبلية في العرض الأميركي، وتحديد نيويورك كجهة قضائية لحل النزاعات، مما تعتبره غير قابل للتنفيذ. تتضمن هذه المعادن الليثيوم، والتيتانيوم، والجرافيت، وتُعد حيوية للصناعات التقنية المتقدمة، وتقع معظمها في مناطق النزاع شرق أوكرانيا.
وصرح مسؤول أوكراني كبير لـفايننشال تايمزقائلا "نحن نبحث عن صفقة أفضل تضمن تحقيق الفائدة القصوى لأوكرانيا"، في إشارة إلى رغبة كييف في تعزيز موقفها التفاوضي.

سياق جيوسياسي وتوقعات أميركية
ويأتي العرض الأميركي مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية التي بدأت قبل 3 سنوات، حيث تعتمد أوكرانيا بشكل كبير على الدعم العسكري والاقتصادي الغربي. ويُظهر العرض الأميركي محاولة لتعزيز العلاقة الاستراتيجية مع أوكرانيا عبر الاستفادة من مواردها الطبيعية.
إعلانوقد أشارت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى توقعها بأن تمنح كييف الولايات المتحدة حق الوصول إلى مواردها الطبيعية، بما في ذلك المعادن النادرة، بالإضافة إلى الالتزام بشراء صادرات الطاقة الأميركية. هذا العرض يُعد جزءاً من سياسة "الضغط الأقصى" التي تسعى من خلالها واشنطن إلى تعزيز نفوذها في المنطقة وفق الصحيفة.
المعادن النادرة
وتلعب المعادن النادرة دورا حيويا في الصناعات الحديثة، بما في ذلك التكنولوجيا المتقدمة، وصناعة السيارات الكهربائية، والمعدات العسكرية. ورغم أن هذه المعادن متوفرة نسبياً في العديد من دول العالم، إلا أن استخراجها يتطلب تقنيات عالية لتكون عملية الإنتاج مجدية اقتصادياً.
وتشير بيانات هيئة المسح الجيولوجي الأميركية (USGS) إلى أن الصين تمتلك الحصة الأكبر من هذه الاحتياطيات العالمية، إلى جانب دول أخرى مثل البرازيل والهند وأستراليا وروسيا والولايات المتحدة. أما في أوكرانيا، فقد أكدت الوكالة الجيولوجية الوطنية وجود معادن نادرة في عدة مناطق، لا سيما في شرق البلاد، الذي يخضع جزئيا للسيطرة الروسية.

ردود فعل وتحديات
لم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من السفارة الأوكرانية في واشنطن أو من المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي بشأن العرض. إلا أن الرفض الأوكراني -وفق فايننشال تايمز- يُظهر إصرار كييف على استغلال مواردها الطبيعية بشكل يخدم مصالحها الوطنية ويعزز من موقفها الجيوسياسي.
وبالإضافة إلى المعادن النادرة، تمتلك أوكرانيا احتياطيات كبيرة من معادن أخرى مثل التيتانيوم والليثيوم والجرافيت، التي تُعد أيضا حيوية في الصناعات الحديثة.
على الرغم من عدم امتلاك أوكرانيا لاحتياطيات ضخمة مقارنة بالصين أو الولايات المتحدة، إلا أن وجود هذه الموارد في مناطق قريبة من النزاعات يضيف تحديات إضافية، لا سيما في ظل استمرار الحرب مع روسيا.
إعلانووفقاً لمصادر مطلعة، قد تواجه كييف تحديات في تأمين الاستثمارات اللازمة لتطوير قطاع التعدين. كما أن التركيز على تأمين احتياجاتها الأمنية والاقتصادية يجعلها حذرة في توقيع أي اتفاقيات قد تؤثر على سيادتها أو مصالحها الوطنية بحسب الصحيفة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن أي صفقة مستقبلية تتعلق بالموارد الطبيعية ستتطلب موافقة البرلمان الأوكراني وإجراء دراسات مكثفة لضمان استدامة هذه الموارد وتجنب استغلالها من قبل الشركات الأجنبية بشكل مفرط.