Skip to main content

من مخيم البقعة إلى الشهادة.. حكاية الشهيد محمد شاهين الذي حمل لواء المقاومة عبر الحدود

20 شباط 2025
https://qudsn.co/photo_2025-02-20_16-37-24

خاص - شبكة قدس: خلال شهور معركة طوفان الأقصى، تكرر السؤال من مئات الآلاف من الشبان العرب والمسلمين، حول الطريق الأمثل للاشتباك مع الاحتلال الإسرائيلي ضمن هذه المعركة. وترافق هذا السؤال مع التساؤل الملحّ حول دور فلسطينيي الشتات في هذه المعركة، وهل هو محصور في الخروج في المسيرات وتقديم التبرعات والتفاعل عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

لكن كان هناك من وجد الإجابة عن هذا السؤال منذ أكثر من 20 عامًا، وهو الشهيد محمد شاهين، الذي بدأ حياته في مخيم البقعة للاجئين الفلسطينيين في الأردن، وختمها بالشهادة في غارة للاحتلال استهدفت سيارة كان يستقلها في صيدا، جنوب لبنان، بداية هذا الأسبوع.

من هو محمد شاهين؟

في ذات العام الذي خرجت فيه قوات الثورة الفلسطينية من لبنان، عام 1982، وُلد محمد شاهين في بيت متواضع في مخيم البقعة، الواقع إلى الشمال الغربي من العاصمة الأردنية عمّان.

كان الابن الثاني للشيخ إبراهيم شاهين، أحد أوائل المنضمين إلى الحركة الإسلامية – جماعة الإخوان المسلمين في الأردن. 

نشأ الشهيد شاهين متنقلًا بين مدارس الأونروا ومسجدي القدس وأبي بكر الصديق رضي الله عنه في المخيم. وقد زرع فيه حب المقاومة منذ الصغر، خاصة أن عمه كان من الفدائيين المتواجدين في لبنان، وهو هشام شاهين.

يقول عمه هشام شاهين: "كانت العائلة كلها تحب الجهاد، وكان محمد في معظم جلساته يتكلم عن الجهاد، ويحرض عليه، ويدعو له لتحرير فلسطين".

شخصية محبوبة وقوية

وبحسب ما رواه عم الشهيد محمد، فقد كان صاحب شخصية اجتماعية محبوبة لدى كل من تعامل معه. كما كان رياضيًا يمارس الكاراتيه والملاكمة، وهو ما جعله يتمتع بالقوة الجسمانية الممزوجة بالشجاعة.

ودرس شاهين الفيزياء في جامعة آل البيت الأردنية بين عامي 2000 و2004، وكان من الطلاب الناشطين مع الكتلة الإسلامية في الجامعة.

وفي السياق، يقول غياض السلامين، زميل محمد في الدراسة الجامعية: "كان محمد يمتاز بالقوة الجسمانية الممزوجة بالشجاعة".

معلم الفيزياء والقرآن الكريم

قبل أن يتوجه محمد شاهين إلى سوريا ولبنان للالتحاق بـ حركة المقاومة الإسلامية حماس وذراعها العسكري كتائب القسام في عام 2005، عمل مدرسًا للفيزياء في، مدارس وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وإحدى المدارس الحكومية في الأردن، كما قام بتدريس القرآن الكريم لمئات الأطفال والفتيان في مساجد مثل مسجد أبو بكر الصديق في مخيم البقعة، مسجد البقاعي في حي جبل التاج، شرق عمّان.

محمد في عيون عائلته

تصف إحدى شقيقات الشهيد محمد شاهين أخيها قائلة: "كان صديقًا للكبير والصغير، للأم والزوجة والإخوة والأخوات. كان لديه حدس صائب ونور بصيرة، يشعر بنا، ويميّز صفاتنا، ويهوّن علينا. كان متفائلًا، لا يحب شيئًا من فتات الدنيا، كريمًا جدًا، وتحمل عبئًا كبيرًا بعد استشهاد حمزة".

يذكر أن محمد هو شقيق الشهيد حمزة شاهين، الذي استشهد في مخيم البرج الشمالي نهاية عام 2021، وكان من كوادر كتائب الشهيد عز الدين القسام، وسبق أن اعتُقل في الأردن بتهمة دعم المقاومة.

وتقول شقيقة الشهيد محمد عنه: "كان خدوماً ومتواضعاً حتى في لباسه. لا يحب المظاهر. يمتلك عقلانية لا توصف. شجاع جدًا، لا يخشى في الله لومة لائم، وكان قياديًا يتمتع بصفات جعلته مقبولًا لدى من حوله".

المسيرة الجهادية

رغم قلة المعلومات المتاحة عن مسيرته الجهادية، إلا أن بيان كتائب الشهيد عز الدين القسام وصفه بأنه من القادة البارزين في الكتائب – إقليم الخارج، الذي يضم آلاف الكوادر والقادة من فلسطينيي لبنان، وأبناء غزة والضفة الذين غادروا فلسطين المحتلة، وعدد من فلسطينيي الأردن وغيرهم ممن يحملون جنسيات أخرى.

وفور الإعلان عن اغتياله، قال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية سابقا في جيش الاحتلال الإسرائيلي، "تمير هايمان"، إن الاغتيال في صيدا مرتبط بالأوضاع في الضفة الغربية أكثر من كونه مرتبطا بغزة أو لبنان.

وأضاف هايمان، أن الشهيد محمد شاهين كان مسؤولا عن توجيه عمليات الضفة الغربية من لبنان.

وبهذه المسيرة الحافلة، ترك الشهيد محمد شاهين بصمة لا تُنسى في طريق الجهاد والمقاومة، ليصبح نموذجًا يُحتذى به لمن يبحثون عن الإجابة الحقيقية لسؤال: كيف نشتبك مع الاحتلال.


 

للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا