برد قارس وتجويع ممنهج.. معاناة الأسرى في سجن جلبوع تتفاقم

الأسرى - شبكة قُدس: قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، اليوم الأربعاء، في تقرير لها أن الأوضاع في سجن جلبوع تزداد سوءًا يومًا بعد يوم، خاصة بعد بدء الحرب الإسرائيلية على غزة والضفة الغربية في السابع من أكتوبر 2023. وأوضحت الهيئة أن الأسرى يعانون من برد قارس وتجويع ممنهج في ظروف إنسانية قاسية للغاية.

ووفقًا لتقرير الهيئة، يعاني الأسرى من نقص حاد في الأغطية والملابس الشتوية، بينما تُركت النوافذ في الغرف مفتوحة دون السماح بإغلاقها، مما يعرضهم للبرد الشديد. كما يشكو الأسرى من سوء التغذية، حيث لا يكفي الطعام لتلبية احتياجاتهم الأساسية، إضافة إلى بقاء الأضواء مشتعلة في الغرف على مدار الساعة، مما يسبب لهم إزعاجًا مستمرًا ويحرمهم من الراحة.

وفي إفادة محامية الهيئة، تم تسليط الضوء على معاناة الأسير إبراهيم عدنان حرب، البالغ من العمر 48 عامًا، من بلدة اسكاكا قضاء سلفيت، والمعتقل منذ 5 أكتوبر 2023. يُحتجز حرب في قسم 3، غرفة رقم 12 في سجن جلبوع، وقد أمضى تسعة أشهر ونصف في السجن قبل تحويله إلى الاعتقال الإداري لمدة 4 أشهر، والتي تم تجديدها لفترة إضافية مماثلة.

ويعاني حرب من مرض السكري ويحتاج إلى ثلاث إبر أنسولين يوميًا، لكنه فقد ما يقارب 14 كيلوغرامًا من وزنه بسبب سوء التغذية. وأكدت المحامية أن حالته الصحية تتدهور في ظل استمرار نقص الطعام المناسب لمرضى السكري.

ويتواجد مع حرب في نفس الغرفة عدد من الأسرى، وهم: محمد زياد أبو الرب من قباطية (محكوم مؤبد)، محمد توفيق سليمان جبارين من أم الفحم (محكوم مؤبد)، ماهر عابد من جنين، أحمد عواد من نابلس، قصي شريم من روجيب، قيس رشيد من سالم نابلس، ونصر ضراغمة من طوباس.

وفي إفادته للمحامية، أكد الأسير إبراهيم حرب أن الأوضاع العامة في السجن تزداد سوءًا، حيث تتواصل التفتيشات الليلية، خاصة في ساعات ما قبل الفجر، وتُجرى بطريقة مهينة تتخللها اعتداءات بالضرب على الأسرى.

وأشار أيضًا إلى غياب الخدمات الأساسية، حيث لم تدخل ماكينة حلاقة إلى القسم منذ شهرين، ولا توجد قصاصة أظافر، ما يزيد من معاناة الأسرى ويحرمهم من أبسط حقوقهم الإنسانية.

ودعت هيئة شؤون الأسرى والمحررين المؤسسات الحقوقية الدولية للتدخل الفوري لوقف هذه الانتهاكات، ومطالبة سلطات الاحتلال بتوفير الظروف الإنسانية الملائمة للأسرى، بما يتماشى مع المعايير الدولية.

وأكدت الهيئة على ضرورة إرسال لجان تحقيق مستقلة لزيارة سجون الاحتلال والاطلاع على الأوضاع الكارثية التي يعيشها الأسرى، وضمان محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات المستمرة بحقهم.

للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا