Skip to main content

نتنياهو يوجه تهديدًا جديدًا للسوريين.. ماذا يريد من اللعب على وتر قضية الدروز؟

01 آذار 2025
https://qudsn.co/pic_event_north081224

متابعة - شبكة قدس: وجه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير حرب الاحتلال يسرائيل كاتس مساء اليوم السبت تهديدًا للنظام السوري الجديد، إذا قام بفرض سيطرته على المنطقة التي يسكنها الدروز في مدينة جرمانا، التي تقع على بعد حوالي 7 كيلومترات من دمشق.

وكانت قوات الأمن السورية قد بدأت حملة أمنية حول المدينة بعد استهداف عناصر أمنية تابعة للحكومة السورية على يد مسلحين. وقال مدير إدارة الأمن لمنطقة ريف دمشق، حسام الطحان، إن عناصر أمنية تعرضت للهجوم أثناء زيارتهم للمدينة بعد "توقيفهم عند حاجز تابع لـ"مظلة جرمانا" ومنع دخولهم مع الأسلحة".

وأضاف الطحان: "بعد تسليم العناصر أسلحتهم، تم ضربهم وإهانتهم من قبل رجال الحاجز، وتم إطلاق النار على سيارتهم. توفي أحد العناصر على الفور، وتم نقل آخر مصابًا بواسطة قوات الحاجز". وفقًا لتقارير أخرى من سوريا، طلبت السلطات من سكان جرمانا تسليم الأشخاص الذين قتلوا عناصر الأمن ومنحت المسلحين في المدينة خمسة أيام لتسليم أسلحتهم وإزالة الحواجز.

نتنياهو يخشى العلاقات السورية التركية

في خلفية الأحداث، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أرسل سكرتيره العسكري، الجنرال رومان غوفمان، إلى سلسلة من الاجتماعات الأمنية والسياسية في موسكو في الأيام الأخيرة، وسط قلق من العلاقات التركية مع النظام السوري.

وأوضحت "يديعوت أحرونوت" أن "إسرائيل" تقف بشكل واضح إلى جانب الروس على حساب الأتراك، وتحاول عمليًا دفع أنقرة خارج سوريا. وتشير تقارير عبرية إلى أنه على خلفية سقوط نظام بشار الأسد وفي ظل المطالبة الإسرائيلية بنزع السلاح من جنوب دمشق، تمارس "إسرائيل" الضغط أيضًا على الولايات المتحدة للحفاظ على سوريا "ضعيفة"، من خلال السماح لروسيا بالحفاظ على قواعدها العسكرية في البلاد.

وفقًا لوكالة الأنباء رويترز، ترغب "إسرائيل" في تحييد تأثير تركيا على النظام الجديد في سوريا. كما ذكرت الوكالة أن النظام الجديد يحاول إقناع الولايات المتحدة برفع العقوبات الصارمة ضدهم، وأوضحت "إسرائيل" للمسؤولين الأمريكيين موقفها من التهديد المتزايد في سوريا.

وفي هذه المرحلة، كما أشارت المصادر لوكالة رويترز، ليس من الواضح ما إذا كانت إدارة ترامب تدعم الموقف الإسرائيلي، حيث لم تعبر عن رأيها بشكل كبير في هذا الموضوع.

وفقًا للمصادر التي تحدثت مع رويترز، عندما قدمت "إسرائيل" موقفًا إيجابيًا من بقاء القوات الروسية في سوريا، فوجئ بعض الحاضرين من المسؤولين الأمريكيين في الاجتماع بذلك وقالوا إن "تركيا، كدولة عضو في الناتو، ستكون أكثر ضمانًا لأمن إسرائيل". ومع ذلك، أصر المسؤولون الإسرائيليون الذين حضروا الاجتماع على أن الأمور ليست كذلك.

حلم إسرائيلي بـ"دول الطوائف"

لم يكد وزير الخارجية "الإسرائيلي" جدعون ساعر يجلس على مكتبه في نوفمبر الماضي، حتى أعلن بشكل واضح أن "إسرائيل" ستقدّم الدعم للأقليات في الدول المحيطة، وعلى وجه الخصوص الدروز والأكراد، الذين وفق تعبيره وزعمه يتعرضون للاضطهاد.

ولا تتوانى الصهيونية في إعادة تشكيل المنطقة سواء بالمبادرة أو استغلال الفرص كما حدث في السياق السوري، من أجل خلق دويلات على أساس طائفي، يكون فيها الشعب طائفة، أو دويلات نقية عرقيًا، وفي الحالتين إذا ما اكتسبت هذه الظواهر صفة قانونية وسياسية في المؤسسات الدولية والمفاهيم النظرية السياسية العالمية، فإن "إسرائيل" تستوفي في الحالة الأولى الشروط القانونية للدولة اليهودية القائمة على أساس "المذهب الديني"، وهذا يؤسس فعليًا لمبدأ الترانسفير (التهجير). وفي الحالة الثانية، فإنها ستتمسك بطرحها القائم على فكرة أن "اليهودية" عرق، وبالتالي يؤسس لفكرة دولة عرقية نقية وأيضًا هذا تأسيس لمبدأ الترانسفير.

من المنطلقات السابقة، تطرح "إسرائيل" فكرة دول الأقليات؛ سواء الأقليات الطائفية أو العرقية، ولكنها في كل مرة تطرحها من منطلق "أخلاقي" تدّعي فيه أنها تريد أن تحقق هذه الأقليات استقلالها بعيدًا عن حالة التهميش والقمع والاضطهاد التي تواجهها.

إن هذه الأطروحات تحقق للصهيونية و"إسرائيل" إمكانية إعادة هندسة المنطقة عبر تفتيت الدول المهمة فيها والتي تمتلك مشاريع سياسية هامة، كما في حالتي إيران وتركيا، وهو ما يفسر ذكر الدولتين على لسان ساعر. فـ"إسرائيل" تطمح أن تصبح المنطقة أسيرة مشروع واحد، هو المشروع الصهيوني، وأن تنشغل في ذاتها وفي تناقضاتها حتى لا تتنبه للثغرة القائمة بداخلها؛ "إسرائيل". ومن ناحية أخرى، التحالف مع هذه "الأقليات" يحقق لإسرائيل النفوذ والسطوة والوجود السياسي والأمني داخل وعلى حدود دول تعتبرها إما خطرًا كامنًا مثل تركيا أو خطرًا قائمًا مثل إيران.

السوريون يرفضون أطروحات نتنياهو خلال الأسبوع الماضي، شهدت محافظات جنوب سوريا، اليوم الاثنين، مظاهرات ووقفات شعبية احتجاجًا على تصريحات رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو التي طالب فيها بنزع السلاح في المنطقة ومنع انتشار الجيش السوري الجديد فيها. وخرجت مظاهرات في مدينتي بصرى الشام بريف درعا الشرقي، ونوى بريفها الغربي، جنوبي سوريا، تنديدًا بتصريحات نتنياهو. وعبّر المتظاهرون عن رفضهم لتدخل "إسرائيل" في شؤون بلادهم الداخلية، وطالبوا بإرسال مزيد من القوات الحكومية إلى المنطقة الجنوبية لضبط الأمن.

وأكد المتظاهرون على وحدة سوريا، وعدم انسلاخ الجنوب أو أي منطقة في البلاد عن باقي الأراضي السورية. كما رفع المشاركون لافتات كُتب عليها: "من درعا إلى حلب.. سوريا على قلب واحد"، و"كل شبر سوري تراب مقدس.. لا للاحتلال"، و"لا للتدخل الأجنبي.. سوريا للسوريين". كما نظم أهالي مدينة "خان أرنبة"، بمحافظة القنيطرة جنوبي سوريا، وقفة احتجاجية تنديدًا بتصريحات نتنياهو، وأكدوا دعمهم للحكومة السورية، وضرورة الحفاظ على وحدة أراضي بلادهم. وكُتب على بعض تلك اللافتات "لا للتوغل الإسرائيلي"، و"الجنوب السوري جزء من سوريا الحرة" و"نعم لوحدة سوريا". كما شهدت ساحة الكرامة بمحافظة السويداء التي تضم غالبية دروز سوريا، وقفة لعشرات السوريين أكدوا خلالها رفضهم لأي تدخل في شؤون بلادهم، في حين شددوا على هويتهم السورية.


 

للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا